د. جنان الحربي: اعزلوا الكلاب والقطط المصابة… يمكن أن تكون حاملة للفيروسات بما فيها كورونا المستجد

النشرة الدولية –

قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد في قسم العلوم بالتطبيقي د. جنان الحربي ان مصادر في الصين كشفت بتاريخ 5 مارس 2020 وبالتحديد في Hong Kong عن إصابة أحد الكلاب من نوع البوميرانيان بفيروس الكورنا المستجد من مالكته بعمر 60 عاما المصابة بالمرض. وبعد أخذ مسحة منه تأكد وجود الفيروس ولكنه لم يكن كاملا بل أجزاء منه.

وأضافت: لم تظهر أي أعراض على الكلب ولكنه كان حاملا لهذا المرض حيث قام مسؤولون من وزارة الزراعة والثروة السمكية بعزل الكلب بعد ذلك، وفي 2003 مع انتشار مرض سارس ظهرت حالة مشابهة، حيث رصدت قطة تحمل فيروس المرض ولكن الأعراض لم تكن واضحة عليها. وتبعا لذلك، صرحت المنظمة العالمية لصحة الحيوانات بأن بإمكان القطط والكلاب أن تحمل الفيروس ولكنها غير قادرة على نقل العدوى للإنسان ونحتاج للمزيد من الدراسات البحثية بهذا الشأن. ولكن يظل الكلب المصاب يحمل المرض لمدة طويلة فيفضل عزله حتى لا يكون معديا.

وتابعت د. الحربي: أوصت منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بعد لمس أي حيوان أليف والحذر من ملامسة إفرازاته ولعابه، حيث تعتبر هذه الإجراءات احترازية بعد اكتشاف احتمالية إصابة الحيوانات، كما انتشرت مخاوف كبيرة مع انتشار كورونا المستجد وظاهرة انتشار الكلاب الضالة.

وأكدت أن الكلاب الضالة ظاهرة في العديد من مناطق الكويت بما فيها مزارع الوفرة والعبدلي وجواخير كبد، وهذه الكلاب تعتبر مخزنا للعديد من الميكروبات والجراثيم والأوبئة، لاسيما أنها لا تخضع للفحص والرعاية الصحية اللازمة.

واستطردت د. جنان الحربي: تشكل الكلاب الضالة خطرا كبيرا على الناس وخاصة الأطفال، وبالرغم من الشكاوى التي يقدمها المواطنون فما زلنا نعاني منها ومنذ أيام قليلة تعرض أحد الأطفال في مزرعة بالعبدلي لهجوم من قبل مجموعة كبيرة من الكلاب التي نهشت جزءا من رأسه ورقبته ورجليه. وحادثة أخرى مشابهة عندما هجمت الكلاب بشراسة على طفلين، أحدهما لقي مصرعه والآخر وضع في العناية المركزة لحالته الحرجة، وحوادث هجوم الكلاب كثيرة مثل حادثة حولي بجانب مسجد الصقعبي في 2019 بعدما نهشت 3 كلاب طفلا مقيما، إلى جانب شكاوى الأهالي والمقيمين من ملاحقة الكلاب الضالة لهم في منطقة الفروانية. فإلى متى تجول وتحوم هذه الكلاب حول أطفالنا والمارة وتقتل أرواحا بريئة وتعرض حياة الأهالي للخطر.

وبالرغم من وفاء حيوان الكلب وإضافته الإيجابية على حياة الإنسان إلا ان خطورته كبيرة في نقل الأمراض والميكروبات، حيث يحمل الكلب أنواعا مختلفة من البكتيريا في فمه، فعضة واحدة منه كفيلة بحدوث العدوى والمرض. فإذا بقيت البكتيريا في جسم الإنسان من دون علاج مناسب تتسبب في التيتانوس والالتهابات. والكلب ينقل فيروسا مميتا يتسبب في مرض يعرف بداء الكلب، وتعد الكلاب الضالة أكثر الحيوانات نقلا له إلى البشر. وتتشابه أعراض داء الكلب في مراحله الأولى مع الإنفلونزا إلى أن الأعراض تزيد مثل الإفراط في اللعاب والهلوسة والخوف من الأكل والشرب وينتاب الإنسان نوع من القلق وفرط النشاط، حيث لا يستقر في مكان واحد ومن الممكن أن يصاب بشلل نصفى.

وبدوري أوصى الجهات المسؤولة ونحن في هذه الظروف الراهنة ومع انتشار مرض كورونا المستجد بالقيام بجولاتها في المناطق التي تكثر فيها الكلاب الضالة المسعورة وحصرها في مكان مخصص لتربيتها ورعايتها بدلا من أن تودي بحياة أبنائنا وتسبب لنا الأوبئة.

زر الذهاب إلى الأعلى