ناقد: الشيخة انتصار انتجت 4 أفلام منها الفيلم الروائي الطويل «سرب الحمام»… تناول المقاومة أثناء تحرير الكويت

النشرة الدولية –

كتب الناقد الكويتي عبدالستار ناجي، في كتاب «صورة المرأة في السينما العربية.. حصاد 2019»، الصادر بالعربية والمصحوب بترجمة إنجليزية عن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته الرابعة (10 ـ 15 فبراير 2020)، أن السينما الكويتية تحظى بدعم رسمي، مباشر وغير مباشر، وأنتجت ستة أفلام روائية طويلة، و18 فيلما روائيا قصيرا، و12 فيلما وثائقيا، ولكن حضور المرأة في الأفلام الروائية اقتصر على التمثيل.

وأضاف الناقد الكويتي، ناجي، أن الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، دعمت إنتاج أربعة أفلام، وأنتجت الفيلم الروائي الطويل «سرب الحمام» الذي يتناول جانبا من المقاومة الكويتية أثناء تحرير الكويت عام 1991. في الفيلم شخصية نسائية واحدة هي فاطمة، ولكن الفيلم «ضل الطريق إلى إثراء تلك الشخصية… وظلت شخصية المرأة بعيدة عن ذلك الصراع دونما تعمق أو دور يمكن أن يؤسس لقيمة ودور ونضال ومشاركة كبرى ترسخ حضور المرأة في تلك الفترة، وذلك الأمر المصيري الأهم في تاريخ الكويت الحديثة».

يؤكد تراجع مكان ومكانة النساء في صناعة السينما في معظم الدول العربية. ويثبت الكتاب أن السينما لا تختلف كثيرا عن الثورة، يغامر بها الشجعان، ثم يستفيد بثمارها الجبناء، بعد اطمئنانهم إلى فائدة السينما كمشروع استثماري. ومسيرة السينما المصرية دليل على هذه المعادلة الظالمة، ففي عام 1927 خاضت المرأة المصرية مجال السينما، في التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج، مع فيلم «ليلى» لعزيزة أمير التي قدمت أيضا عام 1929 فيلم «بنت النيل». وكانت فاطمة رشدي مؤلفة وبطلة ومخرجة فيلم «الزواج» عام 1932. ومع تأسيس ستوديو مصر عام 1935، كذراع فنية لمؤسسة اقتصادية كبرى، هيمن الرجال على إنتاج السينما المصرية إلى اليوم.

لم يقل الكاتب إن تلك اللحظة التاريخية كانت فرصة ذهبية لتقديم وجوه من مقاومة وطنية تتحقق فيها الندية والمساواة بين الرجال والنساء، بحكم الظرف الاستثنائي، ولكن قصور الخيال أضاع تلك اللحظة، ربما بحكم ميراث من التهميش والإقصاء للنساء عن حضور فاعل في ما يراه الرجال من اختصاصهم.

يخلص الناقد إلى أن الإنتاج السينمائي الكويتي ينظر إلى الأفلام كمشروع تجاري، ويفضل المعالجات الكوميدية الخفيفة، ويتجنب قضايا المرأة في المجتمع الكويتي، «مما يشكل هوة واسعة بين السينما وقضايا المجتمع بشكل عام… الحضور يظل يعتمد على دائرة مكررة ومستعادة وهامشية بعيدا عن مكانة المرأة ودورها الحقيقي في المجتمع الكويتي».

الكتاب بانوراما شارك فيها نقاد وناقدات يرصدون أحوال السينما سنة 2019 في الأقطار العربية نظرا لتشابه المشكلاتالكتاب بانوراما شارك فيها نقاد وناقدات يرصدون أحوال السينما سنة 2019 في الأقطار العربية نظرا لتشابه المشكلات

سهولة الحصول على تمويل أو دعم للإنتاج، ووفرة عدد الشاشات التي تملك الكويت منها 71 دارا للعرض، ليستا شرطا لضمان الجودة الكيفية، وانخراط النساء في المهن السينمائية، فالرهان قبل التمويل وفرص عرض الأفلام جماهيريا يكون على الوعي، استنادا إلى تراث فني وفكري حاكم لصناعة السينما، كما هو الحال في المغرب الذي تقلص فيه عدد القاعات السينمائية «بشكل مهول في السنوات الأخيرة» إلى أقل بكثير من عدد دور العرض في الكويت.

زر الذهاب إلى الأعلى