في مخاتلة الزمان

https://scontent.famm7-1.fna.fbcdn.net/v/t39.30808-6/275679942_7871910799501621_6689860708104375343_n.jpg?stp=dst-jpg_p526x296&_nc_cat=101&ccb=1-5&_nc_sid=8bfeb9&_nc_eui2=AeHGzb6CyChHYQYXWgusMB_kG0gZtNZzNDEbSBm01nM0Madq0FsOrBLOeLhCZZxXLt8msL7lh0e4u1WyIeNnOZoy&_nc_ohc=GKdDYBE5MzIAX-matVQ&tn=v5IqwKkrgEqqGONU&_nc_ht=scontent.famm7-1.fna&oh=00_AT_f_bafQ2h4krj4gTBNgUaZZPMBrFrmBXuLR2zWh4pI4Q&oe=6232D028

حياة الرايس

النشرة الدولية –

احيانا نسافر هروبا من الذين نحبهم . لنرنو إليهم من بعيد من شرفة المسافات المعذبة.

لنختبر بهم الإخلاص و لنعاين من بعيد مقياس حرارة أشواقهم  و درجة التهاب العواطف و لننعش غرورنا بلوعتهم.

لنلمس تلك الإرتعاشة في الأيدي  التي توّدعنا و تلك الأعين التي تطبق على بريقها و تحتفظ به لعودتنا .

وتلك اللّوعة في القلب التي لن تتجلّى إلا برجوعنا.

و أن المسافات مهما بانت تحترق في لحظة شوق .

نسافر لنخاتل الوجود ونسخر من ركضه وراءنا وتعقّبنا من شمس إلى شمس و من غروب إلى غروب .

نسافر لنكتشف أن ليس ثمة فرق بين هواء و هواء وبين سماء و سماء و أن الأرض هي بدعة الفروقات .

نسافر في غفلة من الأعمار حتى لا تحسب علينا سنوننا المهدورة سلفا  .

نسافر هربا من المرايا التي تطالع وجوهنا كلّ صباح لتضيف رقما جديدا في أعمارنا. لنقول لها ما هكذا تحسب الأعمار و تقاس السنون و لنقول لها أن هناك دائما مصيرا آخر ينتظرنا أجمل من هذا المصير.

وأن هناك وجودا استثنائيا يهيّء لنا يوما آخر خرافيّ الوجود .

نسافر لنخاتل المكان و نهرب منه علّنا نعثر على أنفسنا في الأمكنة التي نسافر إليها .

نسافر كرغبة دفينة في الضياع من أجل أن ينسانا الزمان و أن لا يعثر علينا القدر.

نسافر لكي نلاعب الزمان و نبعثره وراءنا من مكان إلى مكان .

نسافر لكي لا نقرأ كلّ مساء أيّامنا على وجوهنا صفحات داكنة بالية  وأوراقا خريفية صفراء .

نسافر لكي نخاتل الموت وهو يتعقبنا من مكان إلى مكان .

نسافر لنمسك رزنامة أيامنا و نطلقها للريح …

من ديواني :” انثى الريح “

زر الذهاب إلى الأعلى