فنادق لبنان في غرف الإنعاش.. بانتظار ازدهار السياحة من جديد
النشرة الدولية –
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”
“سويسرا الشرق”.. لطالما عُرف لبنان بهذا اللقب، لطالما تهافت السواح من كلّ الدول العربيّة والغربيّة لزيارته وتمضية أجمل عطلة في أحضانه، بين فنادقه الفخمة، وطبيعته النقيّة، وشواطئه البرّاقة.. هكذا كان لبنان. بكلّ أسفٍ، نتكلّم عن ذكريات مضت، وعن حقبة أنهتها قسراً الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة، وعدم الاستقرار السياسي الذي نعيشه منذ سنوات. إذ لم يسلم أي قطاع من وطأة ارتفاع الدولار وغلاء المحروقات، والجمود السياحي وخاصة قطاع الفنادق في لبنان.
ففي تصاريح سابقة، أعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، أنّ المشكلة الأكبر هي الطاقة، فقطاع الفنادق من أكثر القطاعات التي تحتاج إلى الطاقة، فلا يمكن للفنادق الإستغناء عن الكهرباء، فهي بحاجة لاستهلاك يدوم ٢٤ على ٢٤ ساعة. وحالياً، باتت كلفة الطاقة حوالي ٤٠٪ من إجمال الكلفة التشغيليّة للفنادق، ما يجبر الإدارة على رفع الأسعار تلقائياً وإلّا الإقفال! إضافة إلى ذلك، تم إقفال أكثر من ٢٠ فندقاً في المتن الأوسط، ومن المتوقّع حصول مزيد من الإقفالات، خاصة في مناطق خارج بيروت، كمنطقة جبل لبنان. لكن في المقابل، بعض الفنادق لم تعلن إقفالها، ما يعني أن احتمال إعادة فتحها من جديد ليس بمستحيل.
إلى ذلك، أجرينا مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” مع مدير العمليّات ومساعد المدير العام في فندق Regency Palace Hotel، الأستاذ بيار أبو أنطون، والذي أكّد أنّ تأثير الأزمة الاقتصاديّة والسياسيّة في لبنان، كان كارثيّاً خاصة على الفنادق الكبيرة من فئة الخمسة نجوم، والتي تعتمد بنسبة 95% على السواح العرب والأجانب، والذي أصبح توافدهم إلى لبنان شبه متوقّف إلى حد كبير. وأضاف: “وضعنا الاقتصادي والأزمة المعيشيّة الخانقة، قضت بنسبة كبيرة على السياحة الداخليّة، حتى أن المناسبات والحفلات وخاصة حفلات الأعراس أصبحت قليلة جداً و انخفضت أعداد المدعوين بنسبة 10 إلى 15 بالمئة عمّا قبل.
وشرح أبو أنطون أنّ الفنادق تواجه مصاعب وتحديات كبيرة، بدءاً من تأمين الطاقة الكهربائيّة، والمحروقات اللّازمة، ذات الكلفة العالية جدّاً، وغير المستقرّة، وذلك في حال وُجدت.. إضافة إلى غلاء وتقلّب أسعار البضاعة على أنواعها وصعوبة الحصول عليها بشكل دائم وبالجودة المطلوبة. من دون أن ننسى المنافسة القويّة بين الفنادق المستمرّة حتى الآن والتي تتقاسم “القلّة” من الزبائن.
وتابع قائلاً: “وبكلّ الأحوال، أصبحت كلفة التشغيل أكثر بكثير من المداخيل التي تحققها “وبصعوبة” الفنادق الكبيرة. منذ سنتين تقريباً، ونحن في حالة طوارئ دائمة، لكننا نضع الخطط والدراسات المستمرّة بما يتناسب مع الأوضاع والمتغيّرات المستجدّة، ومنها إقفال بعض أقسام الفندق، حتى لا نصل إلى الإقفال الكامل، على غرار كثير من الفنادق الأخرى، على أمل أن نستطيع اجتياز هذه المرحلة الصعبة على كل الشعب اللبناني بأقل خسائر ممكنة”.
وبالنسبة لظاهرة الـ Bungalows المنتشرة في مناطق عديدة من لبنان والتي تشهد إقبالاً من الزبائن، فيرى أبو أنطون أنّ تأثيرها محدود على عمل الفنادق الكبيرة نسبياً وهي ذات طابع مختلف وحتى أنواع زبائنها مختلفة، لكن تأثيرها أكبر على الفنادق الموجودة في الجبال والقرى الريفيّة.
وعن سؤال أبو أنطون عن أي نداء ممكن أن توّجهه الفنادق إلى وزارة السياحة: ” هذا الواقع هو فعلاً مضحك مبكٍ… نتمنى أن يحاولوا السعي لتخفيف الأعباء الضريبيّة عن الفنادق ووضع خطط تسويق فعّالة ومغرية لتحريك السياحة في لبنان أسوة ببعض الدول القريبة مثل مصر ودبي وتركيا وغيرها من الدول الناجحة في هذا المجال”.