القديس «نصر الله» .. ومقاومة «الكورونا»* رجا طلب

النشرة الدولية –

 

اعجبني مصطلح «إطلالة كورونية» الذي أطلقه موقع «جنوبية» اللبناني على الظهور المفاجئ لحسن نصر الله يوم الجمعة الماضي والذي كرسه للحديث عن «الكورونا».

 

أراد نصر الله من تلك الإطلالة تعزيز صورته في ذهن الشعب اللبناني بكل طوائفه على أنه هو من يحكم ويتحكم بنبض الدولة اللبنانية ومفاصلها، ولذلك كرس خطابه بمجمله في اعطاء التوجيهات والمواعظ للشعب وللحكومة في كيفية اجتياز أزمة «الكورونا» وتبرع أيضاً باعطاء نصائح صحية واجتماعية للتقليل من المضار والخسائر البشرية والاقتصادية التي ستلحق بلبنان، ولم ينس نصر الله إطلاق لفظ «المعركة» مع الكورونا، وإطلاق لفظ «الانتصار» عليها، فهذه المصطلحات تكسبه وتكسب خطابه شرعية «المقاومة»، بمعنى أنه يقاوم في كل الاتجاهات من «الكورونا? إلى إسرائيل.

 

كان بإمكان نصر الله تجاهل قضية «الكورونا» مثلما تجاهل الكثير من المشاكل اليومية الصعبة للشعب اللبناني، فهي مسألة صحية وطبية لها جهات فنية وتنفيذية تتصدى لها، ولكنه اضطر للتحدث بها وعنها وبكل سطحية بعد أن انكشف دوره شخصياً في إدخال وباء الكورونا إلى لبنان بعد أن ضغط بكل قوته لإدخال الطائرات القادمة من طهران وقم إلى مطار بيروت خلال الشهر الماضي وحتى قبل ثلاثة أيام من كتابة هذا المقال وفي ذروة انتشار «كورونا» في إيران وتحوله إلى وباء.

 

نصر الله خرج بإطلالته «الكورونية» لخداع اللبنانيين وللتغطية على جريمته الجديدة بحقهم، ولجأ ولغايات خداع الابرياء والسذج من اللبنانيين وغيرهم إلى خطاب وعظي وهادئ كاد أن يحوله إلى «قديس»، كما تعمد الابتعاد عن اتهام إسرائيل وأميركا بأنهما وراء نشر فيروس كورونا في لبنان وهي المرة الوحيدة التي لم يجرؤ فيها نصر الله على اتهام هذين الطرفين.

 

شخصياً لمست مدى ضعف الرجل وحراجة موقفه وانفضاح أمره بسبب شعوره العميق نفسياً بجريمته الكبرى والمتمثلة بادخاله المئات من أفراد أسر قيادات الحزب والقيادات الإيرانية والعراقية التابعة له والذين ذهبوا إلى مدينة «قم» وشيراز وغيرها من المدن للتعبد، والذي أصر شخصياً على عودتهم جميعاً إلى لبنان بعد أن وصلته التقارير بتفشي الكورونا في إيران، ولاعتقاده ولجهله وجهل من حوله من مستشارين من أن جلبهم إلى لبنان ينقذهم من الفايروس الذي دخل أجسامهم.

 

«القديس» نصر الله يريد بالدرجة الأولى إبعاد التهمة عن نفسه وعن الحزب ولكن بعد فوات الآوان.

 

ينطبق على إطلالة نصر الله «الكورونية» المثل القائل (.. يكاد المريب أن يقول خذوني).

 

نقلاً عن “الرأي” الأردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى