التباعد الاجتماعي.. نظام جديد للتعايش المدني في زمن فيروس كورونا
النشرة الدولية –
إعتمدت الحكومات حول العالم تدابير وقائية مشددة وغير مألوفة من أجل الحد من انتشاره فيروس كورونا واستشراءه على امتداد المجتمعات.. ومن هذه التدابير ما يسمى بالتباعد أو العزل الاجتماعي وقد فرض على المدن الأكثر اصابات في أوساط سكانها، وشمل ضمن أمور فرض غرامات وعقوباتها على كل من يخترقها او لا يلتزم بها.
ماذا يعني الابتعاد الاجتماعي؟
ممارسات الإبتعاد الاجتماعي هي تغييرات في السلوك يمكن أن تعمل على وقف انتشار العدوى وفي معظم الأحيان يتركز الأمر اساسا على اعتماد بعض التصرفات كالتقليل من عمليات التواصل الاجتماعية ويتم ذلك عبر اعتماد وسائل تربوية يتمكن غير المصابين بالعدوى من مشاركة المعلومات في ما بينهم لتأخير استشراء العوى و التقليل من حجم تفشي الوباء.
كيف نطبق الإبتعاد الاجتماعي؟
ينصح الأفراد بضرورة التقليل من معدلات التواصل بالأشخاص الآخرين لتقليل أخطار الإصابة بالعدوى وللتمكن من ذلك ينبغي تجنب ارتياد الأماكن العامة و شتى التجمعات غير الضرورية و بشكل خاص تلك الفعاليات التي يلتقي عبرها أشخاص كثيرون. تجنب تلك الأماكن سيقلل من احتمال التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية كالانفلونزا.
ويقول ستيوارت نيل من المعهد الملكي البريطاني إن التدابير الخاصة بالابتعاد الاجتماعي تشمل العمل عن بعد من البيت وتنظيم الاجتماعات المهنية عبر الفيديو وتجنب استخدام مواصلات النقل العام إلا في حالات الضرورة.
ستيوارت نيل من المعهد الملكي البريطاني
“الابتعاد الاجتماعي ينبغي أن ينفذ بمنطقية وروح عقلانية فلو أنك كنت مطرا للخروج من بيتك فإن الحفاظ على ترك مسافة ما بينك وما بين شخص آخر يسعل أو يعطس أمر ضروري كما تقول بذلك منظمة الصحة العالمية.ومن المستحسن أيضا تجنب المصافحة بالأيدي والعنق والقبلات”.
هل التباعد الاجتماعي يمكن تطبيقه على أرض الواقع؟
توجد أدلة تثبت بلا شك أن التباعد الاجتماعي ينجح حقا في كبح انتشار العدوى.نتحدث هنا تفشي أوبئة سابقة كانفلونزا 1918 وفيروس ايبولا في 2014
انعرف على وجه الدقة كيف ينتشر فيروس كورونا لكن انتقال العدوى من خلال فيروسات مشابهة تبين أنه يتم في الغالب عن طريق رذلذ ينبعث في الهواء من أفواه وأنوف المصابين بالعدى حين يسعلون أو يعطسون.ونتيجة لذلك يستقر الرذاذ غلى الأسطح وأيدي البشر بشكل عام.
كيف تلتزم البلدان بتطبيق مبدأ ترك المسافة الاجتماعية ما بين الأفراد؟
قامت الصين بتطبيق ضوابط صارمة للغاية وبخاصة في منطقة هويي،والتي كانت بؤرة لميلاد فيروس كورونا المستجد كما قامت بعزل المنطقة وتشييد مراكز خاصة بالعزل. الحكومة الصينية استعلمت أسلوب التتبع الجغرافي للهوات المحمولة لمراقبة تركات الاشخاص ومنع من تأكدت إصابتهم بالفيروس من السفر
فرض قيود على السفر وعلى حركة الأشخاص ما بين الدول
منذ أن طبقت إيطاليا الحجر الصحي فرضت بعض الدول الأوروبية قيودا على السفر وقامت بإغلاق المدارس بالإضافة إلى المطاعم و الحانات. المفوضية الأوروبية من جانبها قامت بوضع خطط لإغلاق حدود الاتحاد الأوروبي وتقييد السفر سوى للضرورة القصوى في منطقة شينغن التي لا تكن توجد بينها مراقبات على الحدود في ما بين الدول من قبل.الحكومة البريطانية نصحت هي الأخرى بوقف التواصل الجسدي غير الضروري مع الآخرين.
ما هي الآثار السلبية المحتملة للتباعد الاجتماعي؟
لقد أثرت عمليات التباعد الاجتماعي بالفعل على الاقتصاد العالمي لأن الناس يمكثون في ديارهم فتراجع الطلب على شراء السلع وتدهور قطاع الخدمات.
تقول كاليبسو تشالكيدو، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن:
“إن تطبيق التباعد الاجتماعي يعتبر جهدا مجتمعيا للحيلولة دون انتقال العدوى وهذا من شأنه أن تكون تكلفته الاقتصادية كبيرة فهناك دائما مقايضات”.
توجد ثمة مخاوف من أن التباعد الاجتماعي يشعر الناس بالوحدة وبشكل خاص ما بين كبار السن المرعضين بشكل اكبر لخطر الإصابة بفيروس كورونا”.
كيف يمكن الحفاظ على ترك المسافة الاجتماعية مع من يعيشون تحت سقف واحد؟
يوصى بترك مسافة ما بين من يعيشون تحت سقف واحد،قدر الإمكان كما ينبغي تنظيف المراحيض بانتظام إذا كان ثمة استخدام مشترك لها ما بين المجموعة نفسها. وفي حالة كان شخص ما يشك في إصابته بفيروس كورونا فإن عليه تجنب نقل العدوى إلى الآخرين و بشكل خاص إذا كان ذلك المصاب يقوم برعاية شخص بإمكانه التعرض للعدوى.