التطوع والتبرع مساهمة وطنية كويتية* د. عبدالله العبدالجادر
النشرة الدولية –
وقت الأزمات تظهر حقيقة وأصالة المواطن الذي يحب وطنه وولاؤه له من الإنسان الذي يهتم بنفسه ومصالحه ويغتنم الفرصة للربح والاستفادة من هذه الأزمات.
ولذلك عندما ظهر فيروس كورونا وبدأ ينتشر في دولتنا الحبيبة الكويت الحكومة ما قصرت سخرت كل ما لديها للوقاية والعلاج والقضاء على هذا الفيروس من موارد مالية وبشرية، ولكن عندما أصبح وباء عالميا ظهرت لدينا جهود وطنية لتغطية أي نقص من القوى البشرية الكويتية في كل المجالات متطوعين للعمل والمشاركة في التوعية والتثقيف والعلاج في أماكن العمل وفي المحاجر والفحص الصحي وفي المناطق السكنية. وفوق هذا، هناك من يساهم في أن يكون العين الساهرة ويبلغ السلطات المختصة عن أي مخالفة أو ظاهرة أو وجود من لا يطبق القانون والقرارات الحكومية الخاصة التي اتخذتها للوقاية من انتشار الفيروس.
وهناك من المواطنين من رجال الأعمال من سخر شركته وفندقه ومستشفاه ومخازنه وساهم بأموال بالملايين لتغطية شراء الحاجات الضرورية من المستلزمات الطبية التي سوف تساعد للوقاية والعلاج من الفيروس، وهناك من سخر فندقه للكويتيين الموجودين خارج البلاد وتوفير السكن والمأكل لهم حتى يرجعوا إلى الكويت، وهناك من أجل دفع الإيجارات ومن خفض ومن أعفى، والجمعيات التعاونية ما قصرت نزلت سلالا وقائية وصحية وغذائية مجانا لمساهميها وسنرى أكثر من ذلك في الأسابيع القادمة لتظهر معادن الكويتيين الأصلاء.
أعتقد في هذه الأزمة الصحية يجب على الحكومة التفكير واتخاذ القرارات الجادة والعاجلة بالنسبة للتركيبة السكانية وعدم إمكانية السيطرة عليها وقت الأزمات وخاصة العمالة الهامشية وتجار الإقامات وتقييم علاقاتها مع الدول أثناء الأزمات دون مجاملة لأن الكويت ما قصرت مع كل دولة كانت بحاجة للمساعدة أثناء الكوارث الطبيعية والأزمات المالية وغيرها من المساعدات التي وفرتها لهم، كما على الحكومة إعادة النظر واتخاذ القرارات اللازمة وبسرعة لتقديم وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية وإيجاد مصادر دخل بديلة والمحافظة على أموالها وإعادة النظر في إقراض الدول وخاصة التي لم تسدد دينها وتريد قروضا جديدة، وأرجو من الحكومة الا تنسى أو تتغاضى عما حصل أثناء هذه الأزمة بعد انتهائها بإذن الله وتقييم الوضع وتتعظ قبل حدوث أي أزمات مستقبلية، لا سمح الله.