كم أنتِ قويةٌ جبارةٌ وخلاقة ! تقومين بدورك المقدَّس في الحياة دون كللٍ أو ملل، إنَّك مصدر الحياة وبجدارة…
بقلم: سارة العريضي
النشرة الدولية –
كلمة “أمي” ليست كباقي الكلمات، فهي ليست حروفٌ عابرةٌ أو كلمة مندثرة، بل تحمل في طياتها الكثير من الصفاء والمحبة الخالصة. يقال إنَّ الكلمات أمام المحبَّة تكون صماءٌ خرساء! فكم من ابتسامة، عناق أم دمعة كانوا كفيلين بأن يحوّلوا الكلام الجامد إلى ينبوع من المحبة الشفافة التي تُسكب في القلب مباشرةً.
أتساءل دومًا كيف للأم أن تكون بهذا الكمّ العظيم من الجمال! انَّها أروع ما في الوجود، حالها كحال فصل الربيع تمامًا؛ فهي الحياة وهي الدفء.
إنَّها مدرسة، وقدوة، ومثال يقتدى به، وجودها نعمة، وحديثها مكلَّل بالفضائل، ونصائحها مصقولة بتجارب الحياة. هي الكتف الذي لا يميل، والملجأ الآمن، والسَّند الذي نلجأ اليه كلَّما شعرنا بالخذلان، وكلما أوشكنا على السقوط فترفعنا بيديها الخيِّرتين.
ما أبهاها وما أغناها!! انَّها تجسِّد الطمأنينة والسلام والسكينة. ابتسامتها كفيلة بأن تجعل الرُّوح تحلِّق في سماء الفرح والغبطة، وحنيَّتها ومحبتها كفيلتان بأن تُفرَح أسارير الوجه القلب معًا.
بينما اهمُّ بالكتابة عن الأمّ شعرتُ بغصَّة وسط روحي، وبدأت اتحسَّر. كيف ليوم واحد ان يكون كافيًا لشكرها، ثمَّ ماذا عن الأيام الباقية؟! وكأنَّما نقول لها “اليوم هو يومك أي ستكونين ملكة متربِّعة على عرش الرَّفاهية، حسنًا وستحظين بالكثير من الهدايا الفاخرة. أما الكلمات ستكون مغزولة بشذى الورود، وستُنسج لك أشعارٌ ملونَّة بالمفردات الزّاهيّة والتعابير الإبداعيَّة اللّطيفة. كذلك سيُطلق العنان للعواطف القابعة في دواخلنا، ستشعرين بالكم الهائل من الاهتمام والحنان. اليوم سنكون سامعين خاضعين.. وفي اليوم الثاني ستعودين لحياتك العصامية العادية! وبالتالي يوم لك وثلاث مائة وأربعة وستون يوم عليك…. فأين يكمن العدل هنا؟
صدق من قال العائلة اولًا والبقية تأتي، يجب أن نعيد صياغة أولوياتنا، ونعيد ترتيب احباءنا، فالعائلة نعمة، والأم جوهرة ثمينة! فلنكن نحن واياها متعاونين نحارب خذلان الحياة سويًا، ولنعنها في تحمّل مشاقّ الحياة… فيوم واحد ليس كافيًا لشكرها وتقديرها، وإنَّما يجب علينا أن نشكرها على الدّوام، ونكون لها سندًا، فهي نعمة وما على الصالح سوى الدعاء لهذه النعمة أن تبقى وللأبد.