مالطا.. لؤلؤة «المتوسط» الجاذبة لملايين السياح

أهم الوجهات السياحية لمحبي الرياضات المائية وهواة التاريخ والثقافة

النشرة الدولية –

النهار الكويتية  – سميرة فريمش –

تمييز السياحة في مالطا بالعديد من الخيارات المثالية للمتعة والترفيه. كيف لا ومالطا مشهورة بشواطئها الخلابة التي تتعانق فيها أشجار النخيل مع مياه البحر الأبيض المتوسط تحت أشعة الشمس. وهذا ما يجعل من الجزيرة وجهة ممتعة حقا لمحبي السباحة والغطس والاسترخاء مع أجواء البحر الرائعة.

فزيارة مالطا لا تقتصر على الرحلات البحرية فقط، ففي الجزر المالطية تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين الماضية، وسيلاحظه الجميع بمجرد التجول في الشوارع القديمة المرصوفة بالحصى ومشاهدة الكنائس والقصور الأثرية،بالاضافة الى المناظر الطبيعية الخلابة، سواء عبر شواطئها الساحرة، أو منحدراتها الطبيعية.

وتقع دولة مالطا في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط. وذلك في موقع مميز ما بين أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تصنيفها كجزء من قارة أوروبا إلا أنها لا تشترك بأي حدود برية مع أي دولة أوروبية فهي جزيرة تحيط بها المياه من كل جانب وصوب.

وتعتبر جزيرة مالطا من أهم الوجهات السياحية ولا سيما لمحبي الشواطئ الساحلية والرياضات المائية، ولهواة السياحة التاريخية والثقافية، حيث تضم مالطا ما يصل لـ 320 موقعا تاريخياً مختلفاً ضمن الإرث البشري العالمي لليونسكو يعود البعض منها للقرن الـ 16، بما في ذلك عاصمتها القديمة التي أسست على يد فرسان القديس جون.

وعلى الرغم من استخدام اللغة الانكليزية بدرجة كبيرة في جزيرة مالطا. إلا أن للسكان المحليين هنا لغة رسمية خاصة بهم تسمى باللغة المالطية، كما تنتشر في الجزيرة أيضا اللغة الإيطالية التي يتحدث بها أكثر من نصف السكان.

ومالطا يقطنها مسيحيون منذ عهد المسيحية المبكرة، بالرغم من أن غالبية سكانها كانوا مسلمين حين كانت في العهد العربي، وآنئذ ساد التسامح تجاه المسيحيين. ولذلك تجد في مالطا عدداً هائلاً من الكنائس الجميلة حيث ان معظم سكانها هم مسحيون كاثوليك، غير ان دستور البلاد يضمن حرية العقيدة والعبادة الدينية.

وموقع مالطا الاستراتيجي اعطاها تاريخيا اهمية كبيرة كقاعدة بحرية للفينيقيين والرومان واليونانيين والعرب والنورمان والأراغون وفرسان القديس يوحنا والفرنسيين والبريطانيين.

والسياحة في مالطا متطورة رغم قلة الإمكانيات وصغر البلد مساحة،و لكن لها مداخيل قد تفي بحاجة المتعاملين بالسياحة والشيء الذي كان سببا رئيسا في توافد السياح عليها هو مناخها المعتدل شتاء ومعدل درجات الحرارة 10 درجات مئوية واللطيف بسائر فصول السنة الأخرى، وهذا ما يجعل السياح الإنجليز يتوافدون إليها بشهري أبريل وأكتوبر بكثرة،كما أن درجة الحرارة بسائر مناطقها لا تتعدى 30 درجة مئوية وهذا عامل آخر يزيد في تقاطر السياح عليها.

ورغم عدم توفرها على شواطئ رملية بالقدر الكافي نظرا للتكوين الطبيعي لها الذي يتميز بتواجد شواطئ صخرية وعمق ما جعلها قبلة لرواد سياحة الغوص واصطياد اللؤلؤ والأصداف البحرية والمرجان، فهي توفر تجربة استثنائية للغطس حول العالم، إذ تحتل المركز الثاني ضمن أفضل وجهات سياحة الغطس في العالم، منحتها اياها مجلة Diver Magazine..

والملفت للنظر أن السلطات المالطية تحافظ على النمط الموروثي الذي يعاقب كل معتد، كما ان السياحة الداخلية والخارجية لا تعتمد على الشواطئ فقط، بل تتعداه إلى المنابع الساخنة التي تتواجد بكثرة عبر الجزيرة وهي مورد للكثير من سكانها، لأن سكانها اعتادوا ومن أزمنة مبكرة على مثل هذه السياحة واعتبروها موردا لا يستغنى عنه أحد في التشافي والتطبيب الطبيعي.

ولعشاق السياحة التاريخية، تضم مالطا إرثاً يمتد لـ 7000 آلاف عام من المباني العتيقة والمزارات التاريخية وخاصة الكنائس والحصون والقلاع القديمة والآثار والهياكل التي أسست من طرف أقوام تحكموا بهذه الأرض من صقليين إلى رومان وارغون وغيرها من الحضارات التاريخية التي مرت على هذه المنطقة عبر آلاف السنين بمن فيهم العرب الفاتحون.

وتشتهر مالطا أيضا بالسياحة التعليمية، فيمكن تعلم اللغة الإنجليزية فيها وممارسة التحدث بها. بعض البلاد ترسل فصولا من الطلبة إلى مالطا لإتقان التحدث باللغة الإنجليزية، لمدة أسبوعين مثلا، يستفيدون من تلك الممارسة ما ينفعهم في حياتهم العملية إلى جانب النجاح في المدرسة.

ومن افضل المناطق التي تجذب السائحين في مالطا:

نافذة ازور

قوس مالطا هو من اهم معالم السياحة في مالطا، يبلغ طوله 50 متر، ويضم حوله العديد من الشواطئ الرملية الناعمة ويوفر موقع القوس إطلالة جذّابة على البحر.

كاتدرائية القديس يوحنا

تقع كاتدرائية القديس st john’s cathedral malta في مدينة فاليتا عاصمة مالطا،وتعتبر من اشهر اماكن السياحة في مالطا. تم بناء الكاتدرائية عام 1570، وتتميز بديكوراتها الداخلية المليئة بالزخارف والقطع الأثرية.

معبد مالطا

معبد مالطا Megalithic Temples of Malta من اشهر الاماكن السياحية في مالطا، يضم المعبد مجموعة كبيرة من المعابد التي تعود فترة بنائها الى ما قبل عصور التاريخ، وأدرجت على قائمة يونسكو للتراث العالمي، وقد بنيت خلال فترات زمنية مختلفة ما بين 3600 قبل الميلاد و700 قبل الميلاد.

معبد غانتيجا

معبد او حصن غانتيجا في مالطا، يعتبر من اهم الاماكن السياحية في مالطا، وهو مجمع للمعابد الصخرية بنيت في جزيرة غوزو مالطا في نهاية العصر الحجري، وتعتبر من اقدم الآثار التاريخية على وجه الأرض، وحتى أنها اقدم من أهرامات مصر.

بلو لاغون

البحيرة الزرقاء في مالطا او جزيرة بلو لاغون، هي من اجمل الاماكن السياحية في مالطا، تتميز بمياهها الزرقاء ورمالها الناعمة، وتضم العديد من المرافق الترفيهية والأنشطة السياحية مثل ركوب الأمواج او رحلة باليخت.

الصيد البحري

ما تذكر جزيرة مالطا إلا ويتبادر للذهن صيد الأسماك في هذه الجزيرة الجميلة حيث يوجد بها مرفأ له صيته وكثرة المتوافدين إليه من صيادين وسياح، وهو مرسى كسولوك والذي يعني (مرسى سيروكو) الشهير مؤسسوها الأوائل هم الفنيقيون بالقرن التاسع قبل الميلاد بأحد خلجان الجزيرة حيث يرى الزائر مجموعة كبيرة من زوارق الصيد الملون بالألوان الطبيعية ترسو محملة بأنواع كثيرة من الأسماك، واللون الأحمر يرمز للشمس والأصفر لشجاعة الصيادين والأخضر للأمل والحظ والأزرق للبحر.

والكثير من الزوارق نراها تحمل صورا على جدرانها لـ( أعين اوزريس) الآتي من تراث الفنيقيين والحافظ لهم من هيجان البحر، ورغم أن من يقطن بجوار البحر المتوسطي له تاريخ مشترك به دفع فيه نصيبه من الاقتتال والقرصنة، ومرسى كسولوك ليست مستثناة من هذا والآثار والأثر الفينيقي بها لا يزال راسخا بذكراه على مر الأزمنة والدهور برغم تحصنه والذي ركب إليه الفنيقيون والإغريق ثم الرومان ثم جاءت هجرة أكثر من 40000 من الأتراك إليه سنة 1565 وبعده أي سنة 1798 حل به نابليون بونابرت وأخيرا غزو للجزيرة كان للألمان إبان الحرب العالمية الثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى