ليس خطاباً وكفى.. بل سمو المقاصد للعُلا* د. ناصر أحمد العمار
النشرة الدولية –
كعادة الكبار، استهل كلامه «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فالسلام اسم من أسماء الله تعالى، يراد به السلام علينا كمسلمين ويدعو الله لنا بالحفظ والعناية والنجاة.
ثم بالبسملة «بسم الله الرحمن الرحيم» مستعينا بـ (اسم الله) ملتمسا البركة منه وهو(الرحمن) المتصف بالرحمة الواسعة، (الرحيم) الذي يوصل رحمته إلى خلقه.
ثم أستدل قبل البدء بكلمته بآية كريمة (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) إنه (الإيمان بقضاء لله وقدره)بعدها صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وبدأ بعبارة أبوية وقبلها أخوية (إخواني وأبنائي المواطنين) وأضاف هذه المرة منهجا فريدا يذكر لمن تنفعه الذكرى بأن الوافدين لهم مكانة في قلبه الكبير (والمقيمين في هذا البلد الأمين) حتى شملهم بخطابه.
هكذا «أبونا العود» صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، لقد كان الخطاب مختلفا، بعث لنا من خلاله برسائل عدة ملؤها الخوف على حياتنا والاهتمام بنا، لتتجلى إنسانية القائد وتترجم معانيها الحقة وتضيف للمهاجم والقواميس بعدا جديدا لمفهوم القيادة الإنسانية.
أختزل خطابك يا سمو الأمير بأنه خارطة طريق فرشتها على بساط البحث والتأمل رسمت خطوط ومسارات الأمل والرجاء بعد التوكل على مقدر الآمال، وشخصت حالنا وصورت مخاوفنا باقتناع المؤمن الصابر بقضاء العزيز الجبار ودعوتنا بالصبر والثبات والاستعانة بذي الجلال والإكرام (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا، إنا لله وإنا إليه راجعون) تلمست فينا حجم الألم بعين الأمل (قد شاءت إرادة الله أن يتعرض وطننا العزيز إلى وباء فيروس كورونا) فأخذت تهون المصيبة بنبرات الخوف تارة وبإحساس التفاؤل تارة أخرى، بعثت برسائل تحذير للذين سطرت أناملهم وصدحت حناجرهم بقول بغيض وبنفس عنصري لا مكان له بيننا وبين كل وافد مقيم، وأن الكويت تسع كل الشرفاء، قدمت النصيحة من قلب متفطر على أحبائه (هذولا عيالي) يواجهون سقم المرض من عدو مخيف لا تراه العين المجردة!! فإضاءة أحرف كلماتك دروب الأمل من خلال خطاب استثنائي المناسبة والمعاني ليسمو بالمقاصد والعلا وبعظيم الأهداف والمغزى.
حملت على كاهلك همومنا، وبخوف الأب حذرتنا من نتائج لا تحمد عقباها، كارثية النهاية، قد تفوق قدرتنا فمنحتنا النصيحة والأمل المأمول بوحدتنا، وأثنيت على كل ما تم وأنجز لمواجهة تداعيات كورونا (وقد تابعت بكل ارتياح سلسلة الخطوات والإجراءات الجريئة والحازمة التي اتخذتها الأجهزة الحكومية بكل اقتدار في مواجهة هذا الوباء.. الخ).
إنها جرعات معنوية نفسية عالية التأثير من قائد يحسن التقييم، لحماية وطنه ومواطنيه. لم ينس في خطابه التعبير عن سعادته بردة فعل شعبه على جهود المخلصين من هذا البلد، فالسعادة مبعثها رضا الناس والاجماع عليها (وقد أثلج صدري مشاعر الرضا والارتياح التي عبر عنها المواطنون والمقيمون).
يا طويل العمر، لقد سما خطابك بالمقاصد وارتقى بنا للمعالي. حفظك الله لنا وأطال الله في عمرك وألبسك الصحة والعافية وحماك من كل مكروه.. آمين. اللهم احفظ الكويت ومن يعيش على أرضها من سقم الأمراض.
ثم أنهى سمو الأمـير، حفظه الله، خطــابه الاستثنائي بـ(صدق الله العظيم) والتــي تبين صدق الخالق عز وجل فيما بينه لعباده في كتابه العظيم، ثم حمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه. والحمد لله رب العالمين.