تقرير: كيف انتهت 5 من أسوأ الأوبئة في التاريخ؟

النشرة الدولية –

في القرون الأخيرة ازدهرت الحضارة البشرية، ولكن في الوقت نفسه تزايدت الأمراض المعدية أيضًا. فعلى مدار الزمن وفرت البيئات التي يعيش فيها عدد كبير من الناس بالقرب من بعضهم البعض، وبالقرب من الحيوانات أيضًا – التي عادة ما تفتقر إلى النظافة والتغذية الجيدة – أرضًا خصبة لتكاثر الجراثيم والأمراض.

وقد ساعد ظهور طرق جديدة للتجارة الخارجية على انتقال العدوى على نطاق واسع وظهور أوبئة عالمية، وهو ما يحدث الآن مع فيروس “كوفيد-19” المعروف باسم “كورونا”، والذي أصاب العالم كله بالذعر لسرعة انتشاره. ولا يوجد حتى الآن إجابة واضحة حول متى يمكن أن ينتهي هذا الفيروس الذي تحول إلى جائحة عالمية.

5- الكوليرا

 

انتشرت الكوليرا في إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر وحتى منتصفه، وتسببت في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وكان هناك اعتقاد شائع بأن الهواء السام المعروف باسم “ميازما” هو السبب وراء انتشار الكوليرا، إلا أن طبيب إنجليزي يُدعى “جون سنو” اكتشف بعد دراسة أن المياه الملوثة هي السبب في انتشار الكوليرا وليس الهواء.

وقد أقنع “سنو” المسؤولين المحليين بإزالة مقبض مضخة الماء في شارع برود، مما ساهم في انحسار الكوليرا. ولم يحدث ذلك بين يوم وليلة، كما أدى إلى بذل جهود عالمية لتحسين الصرف الصحي في المناطق الحضرية وحماية مياه الشرب من التلوث.

وعلى الرغم من القضاء على الكوليرا إلى حد كبير في البلدان المتقدمة، إلا أنها لا تزال موجودة في بعض دول العالم الثالث، التي لا تتوافر بها معالجة كافية لمياه الصرف الصحي، ولا تتوافر بها مياه شرب نظيفة.

4- الجدري

 

ظل الجدري منتشرًا لقرون في أوروبا وآسيا وشبه الجزيرة العربية، وقد تسبب في مقتل ثلاثة من كل عشرة أشخاص ممن أصيبوا به، بينما أُصيب من بقوا على قيد الحياة بتشوهات مستدامة. وقد كانت الوفيات من السكان الأصليين في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية كبيرة للغاية، بعدما نقل المستكشفون الأوروبيون لهم المرض في القرن الخامس عشر، ولم يكن لدى السكان الأصليين مناعة طبيعية ضد الجدري، مما تسبب في مقتل عشرات الملايين منهم.

وفقًا للمؤرخ وأستاذ التاريخ في جامعة دي بول “توماس موكيتيس” فقد قتل الجدري ما يتراوح ما بين 90% و95% من سكان أمريكا الأصليين على مدى قرن، وانخفض عدد سكان المكسيك من 11 مليون شخص قبل تفشي الجدري إلى مليون شخص فقط، ولم يوقف وباء الجدري غير اللقاح الذي قام بتحضيره الطبيب الإنجليزي “إدوارد جينر” في أواخر القرن الثامن عشر. وقد استغرق الأمر نحو قرنين للقضاء على الجدري، حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1980 استئصال الجدري من العالم.

3- طاعون لندن العظيم

كان الطاعون من أسوأ الأشياء التي واجهتها مدينة لندن، إذ كان يظهر مرة كل عشرين عامًا بدءًا من عام 1348 وحتى 1665. وشهدت المدينة 40 حالة تفشي للطاعون خلال 300 عامًا، وفي كل مرة كان يظهر بها الوباء كان يقتل 20% من رجال ونساء وأطفال العاصمة البريطانية.

بدأت إنجلترا بحلول القرن السادس عشر تفرض أول قوانين لعزل المرضى، وكان يتم تمييز المنازل التي بها مرضى بالطاعون بتعليق حزمة من القش على عمود خارج المنزل، وكان هناك اعتقاد بأن الكلاب والقطط يمكن أن تُصاب بالمرض، لذلك تم قتل مئات الآلاف من الحيوانات.

وكان طاعون لندن العظيم الذي أصاب المدينة عام 1665 أخر حالات تفشي هذا المرض، وقد تسبب في مقتل 100 ألف شخص من سكان لندن في غضون سبعة أشهر فقط، وقد قامت السلطات وقتها بمنع جميع وسائل الترفيه العامة، وأُجبر المرضى على البقاء في منازلهم لمنع انتشار المرض، ورُسمت على أبواب منازلهم صلبان حمراء. ورغم هذه الإجراءات القاسية والتي شملت دفن الموتى في مقابر جماعية، إلا أنها كانت الطريقة الوحيدة للقضاء على أخر وباء طاعون.

2- الموت الأسود “الطاعون”

ظهر الطاعون أو “الموت الأسود” في أوروبا عام 1347، وأودى هذا الوباء بحياة نحو 200 مليون شخص في غضون أربع سنوات فقط.

ووفقًا لـ”موكيتيس” فلم يكن لدى الأشخاص في ذلك الوقت معرفة علمية بالعدوى، لكنهم عرفوا أن الأمر مرتبط بقرب الأشخاص من بعضهم، لذلك قرر المسؤولون في مدينة راجوسا الإيطالية الخاضعة لحكم البندقية إبقاء البحارة الوافدين إلى المدينة مؤخرًا في عزلة، حتى يتم التأكد من أنهم لم يصابوا بالمرض.

وقد تم احتجاز البحارة على متن سفنهم في البداية لمدة 30 يومًا، ومع الوقت زادت البندقية العزلة القسرية أو الحجر الصحي لمدة 40 يومًا، ومن هنا جاء أصل كلمة الحجر الصحي وكانت بداية تطبيقه في العالم الغربي.

1- طاعون جستنيان

هو وباء أصاب القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية عام 541 ميلاديًا، بسبب بكتيريا البرسينيا الطاعونية، وقد انتقل الوباء من مصر، حيث كانت القسطنطينية تستورد الحبوب من هناك، وكانت السفن التي تنقل الحبوب بها فئران تحمل المرض. وقد أُطلق على هذا الوباء اسم جستنيان نسبة إلى اسم الإمبراطور الذي كان يحكم الإمبراطورية البيزنطية وقت انتشار الطاعون.

وقد انتشر طاعون جستنيان في القسطنطينية وجميع أنحاء أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وتسبب في مقتل ما يتراوح بين 30 إلى 50 مليون شخص، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف سكان العالم وقتها.

ووفقًا لـ”موكيتيس” فإن الناس لم يكن لديهم وقتها طريقة لمحاربة هذا الطاعون بخلاف محاولة تجنب المرضى، كما يشير إلى أن أفضل تخمين خاص بكيفية انتهاء هذا الطاعون يتمثل في أن غالبية الأشخاص وقت تفشي الجائحات يبقون على قيد الحياة بطريقة ما، وأولئك الذين ينجون هم الذين لديهم مناعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى