في ذكرى مرور 7 سنوات على رحيل والدتي السيدة الفاضلة “فدوى ملحم الرافعي” رحمها الله.. بقلم : فلك مصطفى الرافعي
النشرة الدولية –
خاص مجلة الشراع
*يوم الام و يوم الرحيل الموجع*
*سيدتي*
ما بين يوم تطويب التكريم عالميا و يوم الرحيل مسافة تشبه زمن الشروق و ساعة المغيب ، تليها ساعات من ضوء الذكرى التي تهب العين فرصة ما بين البصر و العمى …
منذ سنوات محرقة اعددنا العدة لاحتمال الفرح معك ، و على نفس جواد الورد وضعنا افتراضا جريد نخل و قارورة مسك و ثوب مصنوع من ياسمين عمرك ، و الجواد الحرون على وثبة من مسابقة تخطي الحواجز و عند آخرها كان الجواد دامعا مستسلما و(الخيل معقود بنواصيها الخير) و هي في حين تجر عربة النعش بصهيل دامع ..
… *أين الجواد* ؟
ادّى المهمة و رحل معتكفاً في خاصرة كهف ينتظر ايضا خريف ما وورقة ما تحمل نعيه …
…. *اين الجواد* ؟؟
في مرة عند حمأة عصر بداية المركبات ( السيارات ) اراد ارشيدوق النمسا ان يواكب التطور فأوصى على سيارة و مهندس ليتلقى منه كل شاردة و معلومة … امضى المهندس ردحا من الوقت شارحا و مفسرا هنا المِقوَد و هنا الخزان و هنا مهمة كل ما من شأنه ان يطلق العنان لمسابقة الريح …
كان الأرشيدوق صاغياً لكل كلمة ربّما كان يدونها حتى لا ينسى ..و بعد الفراغ من الشروحات التفصيلية اطلق كلمته الغريبة ” اين الجواد الذي يجرّ السيارة ؟؟؟ ” كانت كل المهام منوطة بالجواد رغم دخول عالم جديد لم يستطع أن ينسى و يمحي تاريخاّ من العلاقات اليومية…
كان المسافة و الانتظار ، الوداع و الاستقبال منوطة فقط بالجواد و هذا شأني معه .. كبا الجواد نعشك و اختفى.
تأتيك كل يوم غيمة تروي تراب الضيافة وترحل دون ان تنبت ببنت شفة و تغيب ،
تأتي فراشة تمتص رحيق ازهارك لتتكوّن الوان الطيف الزاهية كوجهك الدُرّي مثل كواكب منتثرة مراهقة تحمل صورها من كل لون و تفرد ريشتها على شرانق الحرير …
سنوات كأنها السنين العجاف و هي اليوم سبعة مثل قصة سنابل يوسف، و انا رغم كل ما اسلفت لك سيدتي على العهد قائمة و على الوعد دائمة …..
.. ” *توجّتك ملكتي* ” شدوت بها في حفل توقيع كتابي الذي ما زال حديث الناس كمّاً و نوعا …
زرعتك فيها غابة نخيل لعسلِ من رطب مشتهى ، و بعدها نذرت للرحمن صوم شكر ، امتنع في حين النبي زكريا عن الكلام ، و انا امتنعت عن الصمت …
علّمت البلابل ابجدية اسمك …
سيدتي ..
كل صباح تأتي البلابل كرف عسكر منتظم ، تقرع نافذتي و كلمة السر حروفك تشرّع لها مغلقات النوافذ فتشدو كنشيد وطني …
و بُشراك سيدتي تزامن عيدك كأم و ذكرى رحيل و دعوة لي لتكريم استثنائي مرتجى ، و جلاء هذا السر مودتي لك و عرفاني و ادماني لحبك..
نشرة اخباري مطمئنة و تسدل عليك في برزخك رداء الراحة و الاطمئنان ..
على عهدي ان احترم من انتسب اليه و انت اعظم من ربت و سهرت و تعبت و رحلت ..فلكل أجل كتاب ، بيد انك لم تغادريني ابدا …
امانتك مصانة ، و رسالتك امانة ، و كعادتي اُسرّ لك كل جديد في حينه ..
فلتمر الايام بسيفها المسلول و رغم سفكها دمي اني متماسكة قوية و العزيمة صارخة و اللقاء في مهاجع النسور في ظل اللقاء …
*” توجّتك ملكتي* ” عند كل نفس أطأ بلاطك اقدم الطاعة فسِمة الدخول اليك شيفرة معروفة …
اقول اشتقت اليك تتفتح اجنحة الصدر لعناقك ، استريح دامعة سعيدة في كل يوم و كل مكان و كل وقت على مدار السنة و الساعة انتِ سيدتي التي *”توّجتها ملكتي”* ..
*هلا مددتي راحة كفك لالثمها و ارتّل مع الجواد و الغمام و الفراشة في عالم افتراضي أضحى حياتي* ؟