قامات وهامات لا تموت

النشرة الدولية –

في يوم الارض تلويحةُ حبٍّ وعَهد

لتيريز الهَلَسا يرحمها الله

بدحنونِ الكرك وشيحه وقيصومه ، وليمون عكا وبرتقالها سنُكفِّنُك . أمَّا أكفاننا في حضرتك ، فلن تكون إلا الأخضر والأحمر والأبيض والأسود . فالرِّيحُ لا تُحاسبُنا إن أخطأنا ، ولا الرمل الأصفر. فعهدُ الدم النازف يا تيريز ، لنْ يَصْفَر .

لنْ نَنْدُبَكِ ، لنْ نذرفَ الدمعَ يا حفيدة ميشَع المُؤابي ، بلْ في ظلالِ قلعةِ الكرك سنُرتِّلُ معا كما اعتدنا : أنا إن سقطتُ ، فَخُذ مكانيَ يا رفيقي في الكفاح . أنا لم أمُتْ ، لمْ أزَلْ أدعوكَ مِنْ خَلفِ الجِراحِ . إقرَعْ طُبولَك ، يَستجِب لكَ كلُّ شعبِك للكفاحِ .

لن نملءَ صدورَنا بالتأوُّهاتِ في أمِّ الحِيران ، بل ستَتَهلَّلُ قلوبُنا معَ ترانيمِ الكنيسة وتسبيحاتِ البقاءِ والخُلود . وفي باحة الكنيسة ، ستَرسمُ أصابعُنا معا كما اعتَدنا ، شارةَ النَّصرِ ونُنْشدُ موطني موطني ، هل أراكَ سالما منعَّماً وغانِماً مُكرَّما ؟

لنْ نتكلمَ عن رحيلك بالغُصَّاتِ ، بلْ سنُغمِضُ عيونَنا لنراك ، مع جعفر الطيار ، وابن الوليد خالد ، كايد المفلح العبيدات ، ومحمد حمد الحنيطي ، وعبد الله يوسف التل ، وخضر يعقوب المعاني ، ومشهور الحديثه الجازي وفراس محمد العجلوني ، ودلال المغربي ، وأبو علي إياد ، والحكيم حبش ، أبوجهاد الوزير ، والالاف من الشهداء والأسرى والجرحى.

ستحملُكِ أكفُّنا إلى الأكتاف . نطوفُ بكِ براريَ بلادِ الشام وبواديها، وغاباتَ السرو والصنوبر والأرز والبلوط فيها ، وشجرَ الدَّفلى على ضِفافِ الأردن واليرموك ، حيث ينبتُ الشقيقُ بجوارِ الشقيق ، بانتظار تحرير القيامة والأقصى وسورعكا .

سنشم رائحة قلبك وهي تتعالى وتتسامى ، تذكرُنا بالطريقِ إلى كلِّ حبة تراب في فلسطين . لنْ تكونَ أقدامُنا إليها خرساءَ أو صمَّاء ، بل خَبطتُها على الأرض ستبقى هدَّارةً .

ما لَمْ يستطِعْ الموتُ أنْ يأخذَه مِنْ أحلام أهلك الجبارين ومِنْ عُزوَتك ، نموتُ دونَه واقفين ولنْ نركع . وعهدُ الله يا تيريز ما نِرْحَل ، لنْ نتركَ المكان . فالذي تطلبه روحُك ، ويطلبُه الدم الحرُّ ، لَمْ يَعُدْ بعيداً ، آخرُ البحرِ هُناك ، وأوَّلُ النهرِ هُنا . إنَّه على بُعدِ وقفةِ عزٍّ مِنَ الكرامة واليرموك وحطين ومؤته .

ونحنُ نزفُّكِ إلى ملكوتِ الرب ورحمته ، نامي بسلامٍ قريرةَ العين ، فشرفُ بُندقيتُك أمانةً ، والبوصلةُ لَنْ تضلَّ ، ولن تكل ، ولن تمل ، ولن تحيد .

ونحن نعيش عبق يوم الارض ويوم كرامتها ، طوبى لروحك ، وعليك السلام .

زر الذهاب إلى الأعلى