مشهد بعبدا الإنتخابي مربك مارونياً وعونياً ومقلق درزياً
بقلم: غادة حلاوي
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
كل القوى السياسية الاساسية ستخوض معركتها في دائرة بعبدا الإنتخابية. لهذه الدائرة خصوصيتها السياسية بالنظر الى ما جمعته من تمثيل وحضور لكل هذه القوى وان بنسب متفاوتة. عرين «التيار الوطني الحر» حالياً و»الكتائب» سابقاً، وحاضنة القصر الجمهوري تتركز معركتها على المقعد الماروني الثالث، وفي شكل جزئي على المقعد الدرزي. يحل فيها الناخب الماروني اولّ والشيعي ثانياً ثم الدرزي. يبلغ عدد الناخبين في دائرة بعبدا 172.062 ناخباً (152.755 ناخباً مقيماً، و13271 مغترباً)، يبلغ الحاصل الانتخابي 13.799 صوتاً، ووسط تقديرات تشير الى ارتفاع نسبة الاقتراع الى 49 بالمئة هذه الدورة.
هناك كثرة مرشحين وهناك خلافات حتى داخل البيت الداخلي وبين حلفاء الصف الاول. كل اللوائح تقريباً غير مكتملة بعد وبعضها لم يعلن، مع احتمال تبدل في الاسماء والاصطفافات داخل اللوائح في اللحظة الاخيرة خاصة في صفوف مرشحي الثورة.
المتوقع ان يحتدم الصراع بين لائحة تحالف «الثنائي- التيار» ولائحة «القوات – الاشتراكي» في منطقة بعبدا بالنظر الى رمزية هذه الدائرة وما تعنيه للقوى السياسية وعلى رأسها «التيار الوطني الحر» و»حزب الله». يتنافس على مقاعد هذه الدورة الستة (3 موارنة، 2 شيعة، ودرزي) ولوائح عدة في طريق التشكيل، منها ما انتهى العمل عليها ومنها من لا يزال قيد البحث.
آلان عون
من بين المرشحين على لائحة «الثنائي – التيار» التي لم تعلن بعد كل من آلان عون، علي عمار، فادي علامة، وفادي الاعور عن الحزب «الديمقراطي».
قبل اعلان لوائحه ظن «التيار الوطني الحر» ان بإمكانه خوض المعركة خارج تحالف يجمعه على لائحة واحدة مع الثنائي الشيعي. أمر أقلق المرشح آلان عون ثم جاء من ينصح رئيس «التيار» جبران باسيل بأن وجوده خارج التحالف قد يعرض حظوظ الفوز للخطر ولو بمقعد واحد. حصلت المفاوضات ونجح «حزب الله» في جمع «التيار» وحركة «أمل» على لائحة واحدة. أعلن باسيل ترشيح آلان عون كمرشح رئيسي لـ»التيار» على ان يستكمل المفاوضات لترشيح ماروني ثانٍ او اثنين على اللائحة. التوقعات تقول انه سيكتفي بضم مرشح ماروني ثان مع آلان عون، ما يجعل المقعد الثالث حكماً لمرشح «القوات اللبنانية» بيار ابي عاصي. وبرزت في اداء تشكيل اللوائح حركة اعتراض قوية في اوساط «التيار الوطني الحر» بعد استقالة نائب «التيار» حكمت ديب ابن بلدة الحدث عرين «التيار الوطني» في بعبدا. خلاف «التيار» الداخلي لم يُحسم بعد. رغبته في ترشيح ثلاثة موارنة على اللائحة لن يلغي ان معركته الاساسية ستكون لضمان مرشحه الاساسي آلان عون، وهو ما شكل نقطة افتراق مع عدد من المرشحين المحتملين. مصادر «التيار» اكدت انه بصدد ترشيح ثلاثة موارنة على اللائحة وان المعركة ستخاض في دائرة بعبدا بحليفين من بلدتين وازنتين، واحد من الحدث والثاني من الشياح من دون الافصاح عن اسماء هذين الحليفين. وكشفت ان موعد اعلان اللائحة بعد تسجيلها سيكون في التاسع من الجاري في احتفال سيقام في «الفوروم دو بيروت». يبدي «التيار» ارتياحه الى سير الامور ضامناً فوز مرشحه الاساسي على لائحة تحالفه مع الثنائي الشيعي مع احتمال الفوز بمقعد ماروني اضافي.
وبمواجهة الثنائي و»التيار»، يخوض تحالف «القوات – الاشتراكي» معركته بلائحة «سيادة بعبدا» التي تضم بيار ابو عاصي عن «القوات»، هادي ابو الحسن عن «الاشتراكي»، كميل دوري شمعون عن «الاحرار»، وسعد سليم، سعيد علامة والكسندر كرم عن المستقلين. المفاوضات بين «الاشتراكي» و»القوات» بدأت مرهقة بدورها، طرح «القوات» بنجاح كامل مرشحي اللائحة مبالغ فيه، خاصة لناحية المرشح كميل دوري شمعون الذي جاء ترشيحه على امل ان يفوز كـ»فلتة شوط»، في ظل احتدام الصراع بين المرشحين الموارنة. شهدت مفاوضاتهما تباينات نتيجة انعكاس انسحاب شارل عربيد مرشح «الاشتراكي» عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة الرابعة (الشوف-عاليه)، بعدما كانت «القوات» رفضت ضمه إلى اللائحة بحجة التزامها مع حزب «الاحرار» في تلك المنطقة. لكن سرعان ما تبددت التباينات بعدما شعر الطرفان ان اختلافهما سيصب في مصلحة الخصوم (التيار والثنائي)، وهو الامر الذي ليس لمصلحة الطرفين اللذين يعانيان من انسحاب تيار «المستقبل» وتراجع الناخب السني الذي يمثل نحو 25 بالمئة من الاصوات في الجبل.
نعيم عون
أما مرشحو الحراك او الثورة فقد طغت الخلافات الداخلية في ما بينهم ما جعل التوافق على لائحة موحدة مستحيلاً رغم استمرار المساعي. ما حتم تشكيل لائحتين يستمر العمل عليهما، واحدة ستضم من بين المرشحين ابن شقيق الرئيس ميشال عون القيادي السابق في «التيار الوطني» نعيم عون الذي سيخوض معركته والمرشح رمزي كنج، العميد خليل حلو وجان ابي راشد. الملفت هنا سعي قوى الثورة الى استبعاد نعيم عون وآخرين عن اللوائح وهو ما حتم عليهم المضي في خوض المعركة ولو على سبيل تسجيل موقف سياسي.
وللحراك المدني ايضاً لائحة من بين مرشحيها بيار ابي راشد، اجود عياش، ألفت السبع. جرت الاتصالات مع ابي راشد من قبل «التيار الوطني الحر» لضمه الى اللائحة لكنه رفض لاعتبارات تتعلق بسياسة «التيار» التي لا يتفاعل معها. أما حزب «الكتائب» والذي لم يعد حضوره مماثلاً لسابق عهده في دائرة بعبدا، فيخوض معركته داعماً لائحة الثورة ومن بين مرشحيها مرشح «الكتلة الوطنية» ميشال حلو، واصف الحركة، وآخرون.
وفي ما يعود للمقعد الدرزي فمن غير المستبعد ان يكون فوز هادي ابو الحسن موضع تشكيك مقابل خصمه مرشح الحزب «الديمقراطي» فادي الاعور. لكن مثل هذا الامر قد يكون مستبعداً بالنظر الى الصوت الدرزي الذي يصب لـ»الاشتراكي» حكماً في دائرة بعبدا، اللهم الا اذا كانت تلك معركة «حزب الله» في بعبدا في مواجهة جنبلاط.
ويبقى حزب «الوعد» الذي تلقى رئيسه جو حبيقة عروضاً للتعاون الانتخابي من اكثر من جهة سياسية لكنه فضل الابتعاد والتريث في ظل ضبابية المشهد السياسي.