آه يا تعب النشامى ..!! *صالح الراشد

 

مصيبة كبرى حين لا يلتزم المواطن بالقوانين, وكارثة حين يشعر البعض أنهم فوق الأنظمة وفوق الطبيعة, فهؤلاء هم الأعداء الحقيقين للوطن كونهم لا يابهون بحياة عشرة ملايين مواطن, ولا يحترمون تعب الرجال وحُراس الوطن وسهرهم وجهدهم, ولا يأبهون بجهود الأطباء والممرضين والممرضات ولا بالخوف الذي يطارد أبناء الشعب الأردني في نومهم وصحوهم, ولا يقدرون الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة للحفاظ على حياة الجميع, وكأن هؤلاء لا يسمعون وإن سمعوا فهم لا يعقلون, ليكون السؤال الذي يتردد صداه في سماء الوطن, ماذا يريد هؤلاء, وهل يبحثون على أن نصبح كدول أوروبا وأميركا والصين أو أسوء؟.

فهؤلاء لم يستجيوا لحديث جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين, حين طلب من الشعب البقاء في البيوت, ولم يستمعوا إلى كلام وزير الصحة الدكتور سعد جابر المتكرر في كل مؤتمر صحفي بأن فايروس “كوفيد -19” غدار ولا يرحم, وان مرض كورونا مرعب وليس مجرد إنلفونزا عادية, وان سرعة إنتشارة تفوق جميع الأمراض, هذه الكلمات تردد صداها في جميع المحافل وتناقلها العقلاء على مواقع التواصل الإجتماعي, وظننا أن شعب بلد العلم والتعليم والثقافة قد هضم الدرس وتعلمه كاملاً, وأننا نسير صوب الرقم “صفر” بسرعة كبيرة, واعتقدنا أننا لن نعود القهقرى للوراء مراهنين على شعب المعرفة, لتكون المصيبة أن أهل العلم هم من يريدون إعادتنا إلى المربع الأول.

ان الوضع ليس مطمئناً, وبالتالي كنا نتوقع من الحكومة إجراءات أكثر صرامة وقوة, وبالذات في مجال حظر التجول بحيث لا يكون مقتصراً على يوم الجمعة فقط, بل يمتد لفترة أطول على أمل أن نحظى بالأمان والهدوء والإستقرار النفسي, وكنا نأمل بوقف المنفلتين في شوارعنا ومحاسبة مانحي التصاريح ومزوريها, فالوطن أكبر من مبلغ من مال يحصل عليه موظف فاسد أو مزور لئيم لا يعرف من الوطن إلا الدينار, لذا فإن الحساب والعقاب يجب أن يكون على قدر المصيبة.

لقد وقف هؤلاء في صف مختلف بعلم أو بجهل، ولم يقوموا بالحفاظ على أنفسهم لحماية الوطن, فهم وجميع الشعب الاردني اليوم مطالبين بأن يحفظوا أنفسهم من المرض حتى لا يُغتال الوطن من قبلهم, والراشد اليوم من أمن نفسه وعائلته وحصنهم من المرض, واذا فعل جميع الشعب ذلك فسنكون بأمان, وسنتجاوز مصيبة كبرى فشلت دول العالم المتقدمة عن تجاوزها, فاليوم إما أن نكون قدوة للعالم في الصبر والتعاضد والمحبة وصيانة المجتمع أم نسير معهم يدنا بيدهم صوب الهاوية التي لا يريدها العقلاء ويُسارع إليها الجهلاء.

وختاماً.. هذا وطننا لن نخذله لأنه لم يخذلنا, وكان لنا السند فعلينا أن نكون له سداً منيعاً وحصناً حصين, فالوطن لم يطلب منا الكثير, فهو لم يدعونا للذهاب للحدود للذود عنه, بل طلب منا البقاء ساكنين في بيوتنا, فوطن بحجم الكون يستحق منا أن نحرسة بأهداب العيون, فلندافع عنه بالبقاء في البيوت لحين أنقشاع الغمة وعودة الأمان, وعندها سنحتفل به كما يحتفل بنا مع كل شروق شمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى