دجالون في صدارة المشهد الإعلامي العربي ..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

صدمة وراء صدمة نتلقاها من شعبنا العربي من محيطه الهادر وحتى خليجه الثائر، فالحمق والغباء لا يتوقفان، وسرد وتفعيل الخرافات أصبح سيد الموقف، والضياع مستمر والرعب ينتشر والجهلة يزدادون فتكاً بأمة إقرأ، فعدد كبير من أبناء الأمة إكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم مخترعون وقادة فكر ورؤيا، وساعدهم على زيادة نشر الخرافلات والخزعبلات إعلام ضائع غير مُثقف  ووسائل إتصالات إجتماعي كارثية، فأصبحت الأمة العربية في عصر النهضة العالمية مرتعٌ للحمق والجهل والجهلاء.

 

فقد روج أنصاف وأرباع العقلاء في أمتنا عبر إعلام متخلف، أن هناك أنواع من الأطعمة تشفي من مرض كورونا ومنها الموز، الليمون، الثوم، العرقسوس، حبة البركة، الفسيخ، العدس، بصل، ليمون مع اللبن، فول، فلافل، السماء،الشاي، الخل، الشلولو “ملوخية مع الليمون والثوم”، بول الإبل، بول البقر ، حليب الإبل، فهل هذه أدوية وعلاجات لكورونا أم خزعبلات كون الحيوانات تأنف عن تناول بعضها، ولا يعلم هؤلاء ان الله لم يجعل دواء في محرم أو منكر أو مقرف، فالعلاج يأتي بالعلم والمعرفة ومن خلال مختبرات متخصصة تضم نخبة النخبة من خبراء العالم، وليس من إعلام مصري ضعيف وخليجي متردي، ولا من أطباء الأعشاب .

 

وذهب البعض إلى علاج الكورونا بالأديان، وبالذات في الديانتين المسيحية والإسلام، فبعض الكهنة طالبوا  المواطنين بالذهاب إلى الكنيسة كونها أمان، وطالب بعض شيوخ الدين بالعلاج بالقران، فيما اعتبره الكثيرون عقاباً من الله ولن يتم رفعه إلا بالتوبه، وان الخروج من المنزل لن يجعل المسلمين يصابون بالمرض كونهم يتوضؤون، وفي الديانة الهندوسية وجدوا الحل ببول البقر وليس الثيران للحصول على الشفاء الشامل.

 

فهل يُعقل بعد كل هذه الخرافات أننا نعيش في العصر الحادي والعشرين وأن لدينا إعلام ،  أم أن الشعوب والإعلام يعيشون في قرون ما قبل التاريخ والعلم والمعرفة ، ولا نقلل هنا من حض الإسلام دين إقرأ وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون على الوقاية بطريقة علمية، وصفها الحبيب المصطفى بالعزل والإعتزال، وهو ما يرفضه بعض رجال الدين، وللحق لن نستغرب بعد ذلك إذا ما طالب بعض الجهلة بتقديم القرابين لفايزوس كوفيد -19 حتى يغادرنا دون إلحاق أذى، ونقتل الأطفال أو نلقي بالجميلات بالأنهار أو نرمي الرجال الأشداء من فوق أعالي الجبال حتى يرضى كوفيد التاسع عشر.

 

ان الحلول تُبنى على أساس علمي بتحديد المشكلة وهذا ما حصل ، ثم يكون رد الفعل بالعزل لضمان جفاف الفايروس وإنتهاء خطورته بمنعه من الإنتقال من شخص لآخر، وبعدها يكون الحل النهائي بإكتشاف العلاج القادر على معالجة المرضى، ومن ثم اختراع المطعوم الذي يحمي البشرية، وعندما يصبح العالم خالياً من المرض المخيف ونكون في أمان، وعندها لن نحتاج إلى علاجات الحمقى والأفاقين الذين تتعارض طريقهم مع العلم، وإذا قمنا بهذا الفعل بالتعاون مع البشرية نكون قد إستعدنا جزءاً من هيبة العرب التي أضاعها الجهلاء ونصبح شركاء في حماية البشر ومحصنين ضد الخزعبلات والإفتراءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى