خبراء يرهنون موعد رفع الحجر الصحي بنتائج اختبار الأجسام المضادة

اختبارات الأجسام المضادة

إن اختبارات الدم هذه تعرف أيضا باسم اختبارات المصل أو اختبارات الأجسام المضادة تختلف عن الاختبارات المتعلقة بفيروس كورونا الذي يستمر في الانتشار كوباء عالمي مخلفا عشرات الآلاف من الوفيات بسببه.

تقول الدكتورة كارولين بوكي، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد “هناك خلايا ذاكرة مناعية أي أجسام مضادة تبقى في الدم بعد الإصابة وهي محددة هنا بالفيروس ، ذلك ما نحن بصدد البحث عنه”. خلايا الذاكرة هذه تحتوي بدورها على مجموعة من المعلومات المناعية، ويمكن أن تتحول إلى خلايا دم بيضاء، وتنضم بنفسها لمحاربة العدوى. ويقول الخبراء إن فهم الكيفية والتوقيت يمكن أن يساعد في تطوير لقاحات أفضل في المستقبل.

أخذ عينات من الأنف لتحديد وجود الفيروس من عدمه

و تتضمن معظم اختبارات كوفيد 19 الحالية أخذ عينة من مؤخرة أنف الشخص لتحديد ما إذا كان يحمل الفيروس بالفعل. ثم يتم تحليل مسحات المخاط هذه ، غالبًا عن طريق عملية مختبرية ، للعثور على الفيروس.

وقال غاري بروكوب، مدير علم الأحياء الدقيقة الجزيئي، في كليفلاند”إن بعض المسحات لا يتم الحصول عليها بشكل جيد، فعندما يضع الطبيب أو الممرض أنبوب الاختبار في أنف المريض للحصول على العينة، يتراجع المريض الى الخلف بشكل لا إرادي مما قد يؤدي إلى عدم الحصول على العينة المطلوبة”.

البروتينات التي طورها الجهاز المناعي

ولكن يمكن أن يحدد الاختبار المصلي بدلاً من ذلك صفة الشخص الذي أصيب بالفعل بالفيروس أو يتعرض له ويتم ذلك من خلال البحث عن مستويات الأجسام المضادة للفرد: البروتينات التي طورها الجهاز المناعي لمهاجمة الأجسام مثل البكتيريا أو الفيروسات. وأضاف الدكتور غاري بروكوب: ” ما نتطلع إلى معرفته هو ما إذا كانت هذه الأجسام المضادة تحمي بالفعل من العدوى ، وما زلنا لا نعرف ذلك” وهذا يعني أن الخبراء لا يزالون ينظرون فيما إذا كان الأشخاص الذين تعافوا من المرض يمكنهم أن يصابوا به مرة أخرى أم لا.

الأشخاص المحصنون من الفيروس هم من تعافوا منه

يتوقع العديد من الخبراء أن الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس سيكونون محصنين لبعض الوقت. قالت الدكتورة ماريا خوسيه سييرا من مركز تنسيق حالات الطوارئ الصحية في إسبانيا : “الشخص الذي أصيب بالفعل بالمرض اكتسب وطور مستوى مرتفعًا إلى حد ما من الأجسام المضادة التي تساعده في مقاومة الفيروس إن وجد لاحقا”

هذا هو السبب في أن العديد من البلدان تشرع في الاستثمار في طريقة اختبار الأجسام المضادة لتحديد نسبة سكانها الذين قد يكونون محصنين ضد الفيروس. وبدأت بعض شركات المختبرات في أوروبا والولايات المتحدة للتو في طرح إصدارات لعلامات تجارية من هذه الاختبارات والتي من المرجح أن تكون متاحة أكثر في الأسابيع القادمة. من جانبها، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أول تفويض لها لاختبار الدم للأجسام المضادة خلال الأسبوع الماضي فقط.

الدكتورة جيني هاريس ، نائب رئيس جمعية الأطباء في بريطانيا يقول ” إن اختبار الأجسام المضادة سيكون حاسمًا لتحديد متى يمكن أن ينتهي الإغلاق و الحجر المنزلي”.مضيفة : “إذا كنا نعرف عدد الأشخاص الذين ليس لديهم هذه المناعة بالفعل، فسوف نعرف ما هي نسبة السكان التي غير قادرة على التصدي للفيروس وهذا يعطينا فكرة عن عدد من الأمور بما في ذلك عدد الأشخاص الذين لا يزالون بحاجة إلى تطعيم ضد الفيروس وما هي نسبة السكان التي كانت محصنة بالفعل”.

الاختبارات حسب الفئات العمرية

وتعتمد الاختبارات على بعض الفئات العمرية حيث يتم عبرها الحصول على تصور واضح المعالم بشأن الاشخاص الذين أصيبوا به ومن ثم استقراء هذا العدد على ارض الواقع حتى نحصل على صورة شاملة للوضع في البلد بأكمله”

قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك ، الذي تعافى مؤخرًا من كوفيد 19 ، في مؤتمر صحفي إن الحكومة تدرس إصدار شهادات الحصانة حتى يتمكن الناس من العودة بسرعة أكبر إلى حياتهم الطبيعية. وستعطي اختبارات الدم هذه نتائج أسرع بكثير من اختبار مسحة الأنف ، مما يسهل إجراء الاختبار الشامل. وقالت سارة فورتشن ، رئيسة قسم المناعة والأمراض المعدية في جامعة هارفارد “إن الجزء المهم من الاختبارات المصلية هو أنه أسهل وعملي بدرجة كبيرة للغاية” .

الاختبارات المصلية

يعتمد اختبار المصل على السبل الكفيلة بالبحث في تكوين بلازما الدم واحتوائه “على أجسام مضادة أو مولدات الضد (أنتيجين) والتفاعلات التي تحصل بينهم. وهو عادة ما يشير إلى ما إذا كان مصل الدم يحتوي على أجسام مضادة أم لا حيث أن الأجسام المضادة يتم إنتاجها بشكل ذاتي في جسم الإنسان عندما يتعرض البدن إلى هجوم البكتيريا والفيروسات وغيرها”.

إجراء الاختبارات على أكبر شريحة من الناس

منظمة الصحة العالمية أكدت أن السبيل الوحيد لكسر سلسلة انتشار الفيروس، هو إجراء الاختبارات على الناس، بينما تصر بريطانيا على أنها لن تجري الاختبار إلا على من هم في حالة حرجة، أما البقية فعليهم فرض الحجر الصحي على أنفسهم.

من جانب آخر أحدث مركز الطب العام والصحة العمومية في مدينة لوزان السويسرية موقعا للانترنت، يمكن لكل واحد منا أن يعتمده في أن يقيم درجة مخاطر العدوى المحتملة بفيروس كوفيد-19 التي ربما يتعرض لها.

ويقترح هذا الموقع الذي يحمل اسم “كورونا تشيك” نموذج أسئلة للعموم، وأخرى لفائدة المهنيين في قطاع الصحة. ويمكن الاستجواب الموجه إلى العموم من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة أن يعرف الواحد منا درجة الخطورة التي تحيط به. فإذا كنت تعاني من عدوى على مستوى الجهاز التنفسي مثلا، دون أن تكون سافرت إلى منطقة ظهر فيها فيروس كوفيد-19، أو التقيت بأحد الأشخاص الذين أكد أحد المخابر إصابته، فإن النظام المطروح يقدم لك النتيجة التالية: “لا يشتبه في إصابة بفيروس كورونا”.

إيرونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button