السلطات الصينية أجبرت الأطباء على الصمت بشأن أعطال أجهزة الفحص
النشرة الدولية –
تحمل عدة جهات دولية السلطات الصينية مسؤولية التكتم بشأن تفشي فيروس كورونا، وما حدث فعلا في بداية هذه الأزمة، ما أدى الى انتشار الفيروس في أغلب بقاع العالم، إضافة الى فضائح تتعلق بالمعدات الطبية التي تصدرها الصين للدول التي انهكها تفشي الفيروس وقد تبين لاحقا بأن معظمها غير صالح.
فضيحة جديدة كشفتها اليوم صحيفة “لوموند” الفرنسية تتعلق بتهديد السلطات الصينية للأطقم الطبية في ووهان، مصدر تفشي “كوفيد19″، بعد عدة شكاوي كانوا قد سجلوها بشأن أعطال في أجهزة فحص الفيروسات والأوبئة المعدية.
وحسب تحقيق الصحيفة الفرنسية، فإن تفشي الفيروس في الصين، بدأ مع أعطال في أجهزة فحص الفيروسات والأوبئة المعدية في مستشفيات والمراكز الصحية في ووهان، بشكل جعلها لا تعمل إطلاقا ولا تكشف الحالات المصابة بالفيروسات والأوبئة المعدية.
وبناء عليه، سارعت الأطقم الطبية في مستشفيات ومراكز ووهان، إلى إنذار الحكومة بـ”أعطال أجهزة الفحص وعدم عملها”، إلا ان السلطات أجبرت الأطقم الطبية على عدم البوح بهذه المعلومات لأي كان، ومنعتهم بتعليمات صارمة من “قول هذه المعلومات للعموم لأنها ليست للنشر”، في المقابل كانت تعمد الى عدم نشر أخبار تتعلق بتفشي الوباء في بدايته، رغم تسجيل إصابات جديدة بوتيرة مرتفعة.
وهنا بدأت الفاجعة، جاو فو، المدير العام للمركز الصيني للوقاية والأمراض، الذي قال إنه “تفاجأ في متم ديسمبر الماضي، بوجود حالات مصابة بفيروس غريب يفتك بأجهزتهم التنفسية”، ليكتشف فيما بعد انه فيروس فتاك جديد، من عائلة فيروسات “كورونا”، هو “كوفيد19”.
وقال ان سلطات البلاد أخذت علما بالأمر، وأيضا تم إشعارها قبل ذلك بأعطال متكررة لأجهزة الحاسوب الفاحصة للفيروسات المنقولة عبر البشر، والموجودة في أغلب المستشفيات والمراكز الطبية في ووهان.
وعن فاعليتها، قال الخبير الصيني، كما نقلت “لوموند”، انها كانت تعمل ببراعة في عام 2004 وساعدت في كشف سائح كوري مصاب بفيروس “سارس”، وأيضا ساهمت في الحد من عدد الإصابات بالفيروس في البلاد، حيث لم يتعد عدد الإصابات حينها 186 مريضا و32 حالة وفاة.
وأفاد جاو فو، انه في إطار مراقبته الدورية لعمل الأطقم الطبية في أحد المنتديات الرقمية المخصصة لذلك، تفاجأ بحديث أطباء في ووهان حول وجود مرضى ذو التهابات رؤية خطيرة غير معروفة المصدر، تنقل العدوى لمعدل 3 أشخاص، ليقوم فيما بعد بالاتصال بدائرة الصحة في ووهان التي أكدت له الموضوع أيضا.
وعن السلطات الحكومية في بكين، يقول جاو: انها أخذت علما بالأمر”.
وبذلك خلص تقرير “لوموند” إلى أن السلطات الصينية، عمدت على تجاهل أعطال أجهزة الفحص والتحذير بوجود فيروسات معدية، ما زاد من تفاقم الوضع وتفشي الفيروس داخل وخارج الصين.
وعادة ما تخفي السلطات الصينية ضعف جودة صناعاتها، لنجاح تسويقها وتصديرها إلى دول أخرى. لكن دولا عدة كشفت أن الأجهزة المستوردة من الصين لاختبار الاصابة بكورونا “لا تعمل”.
وفي مارس الماضي، باعت الصين إلى كل من إسبانيا وإيطاليا والتشيك الآلاف من أجهزة اختبار الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتبين أن نسبة كبيرة منها لا تعمل.
وأعادت السلطات الإسبانية 9000 جهاز اختبار تم استيرادها من الصين بسبب نتائجها “غير الموثوقة”، حسب شبكة “سي إن إن”، وتعهدت السلطات الصينية بالتحقيق.
ووفق موقع إخباري تشيكي، وجدت السلطات الصحية أن 80 في المئة من 150 ألف اختبار محمول وسريع للفيروس غير دقيقة في نتائجها.
وأمام هذا “الفضيحة الطبية”، قررت السلطات في التشيك العودة إلى استعمال الأجهزة المختبرية التقليدية، والتي تجري منها حوالي 900 اختبار في اليوم.