برهم صالح يكلف رئيس المخابرات بتشكيل الحكومة العراقية

النشرة الدولية –

أعلن الرئيس العراقي برهم صالح الخميس تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، وذلك جراء توافق نادر بين الأطراف السياسية.

 

وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن تكليف الكاظمي من قبل الرئيس جاء “بحضور رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وعدد من الزعامات السياسية”.

 

وقبيل قرار تكليف رئيس المخابرات أعلن رئيس الوزراء المكلف السابق عدنان الزرفي اعتذاره عن تكليفه بتشكيل الحكومة بعدما أخفق في حشد الدعم الكافي خصوصا بعد أن رفضت بعض القوى الشيعية والفصائل المسلحة المقربة من إيران توليه مهمة قيادة الحكومة نظرا لكونه مقرب من الولايات المتحدة. وأعلن الزرفي قراره عبر بيان اليوم الخميس.

 

وعرف عن الكاظمي الذي نال قبل تكليفه موافقة غالبية الأحزاب السياسية، قربه من الأميركيين، قبل أن يعيد ترتيب علاقاته في الأسابيع الأخيرة مع طهران، العدو اللدود لواشنطن في العراق.

 

وفور تكليفه أطلقت صفحة باسم الكاظمي على موقع تويتر نشر فيها صورا تجمعه بشخصيات سياسية من بعض القوى السياسية والأحزاب المختلفة التي دعمت تسميته إلى جانب بيان التكليف.

 

وكتبت تغريدة على صفحة الكاظمي جاء فيها “تم تكليفي رسميآ من قبل فخامة الرئيس برهم صالح سأكون عند حسن المتظاهرين جميعآ وستشرق شمس العراق من جديد هدفي وتكليفي هو خلق أجواء مطمئنه من أجل انتخابات مبكرة وتأسيس دوله مدنية خالية من المليشيات والفاسدين العراق للعراقيين فقط”.

 

وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق هذا الأسبوع عن اشتراط الزرفي على زعماء الكتل الشيعية توقيع ترشيح الكاظمي بديلا له مع ضمانات بأن لا تعرقل وصوله إلى البرلمان لنيل الثقة كما فعلت معه قبل أن يتقدم هو باعتذار إلى رئيس الجمهورية عن الاستمرار في مهامه.

 

وفعلا استجابت أغلب الكتل الشيعية للذك الشرط وأرسلت تواقيع من زعمائها إلى صالح قبل أن يكلّف الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة.

 

وقالت مصادر عراقية إن الكاظمي قبل ترشيحه للمنصب قد اشترط هو الآخر عدم التدخل في تأليف كابينته الوزارية، والإعلان مسبقا عن استعداد القوى الرئيسية الشيعية والسنية والكردية لتمرير الحكومة الجديدة عبر البرلمان من دون معرقلات.

 

وفعلا أعلن تحالف القوى العراقية وهو أكبر تكتل سني في البرلمان (40 مقعدا من أصل 329) ويتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أمس الأربعاء عن موافقته تعيين الكاظمي على رأس الحكومة الجديدة في تغيير لموقفه الذي دعم في البداية الزرفي.

وتلى ذلك إعلان رئيس إقليم كردستان شمالي العراق، نيجيرفان بارزاني، أيضا دعم ترشيح الكاظمي.

 

ويأتي هذا التوافق النادر بعد أن أعلنت 5 كتل شيعية هي تحالف الفتح، ودولة القانون، وتيار الحكمة، وكتلة النهج الوطني، وكتلة الفضيلة، الأحد الماضي رفض الزرفي لتشكيل الحكومة وقدمت اسم الكاظمي كمرشح متفق عليه بداله.

 

ومنذ استقالة حكومة عادل عبدالمهدي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، يعيش العراق ركوداً سياسياً، أولاً في مواجهة حراك شعبي انطلق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وثانياً لتضرر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من انهيار أسعار الخام، بتأثير تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى بـ69 شخصاً حتى الآن في العراق.

 

وبالتالي، أصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لاستبدال عبدالمهدي منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقساماً في تاريخ العراق.

 

وأمام الكاظمي (53 عاماً) الآن، 30 يوماً لتقديم تشكيلته الحكومية لكن برهم صالح دعاه اليوم الخميس إلى “اختصار الزمن الدستوري وتقديم برنامجه وتشكيلته الحكومية بأقرب وقت ممكن”، مطالبا القوى السياسية إلى “سرعة الاستجابة لعقد جلسة التصويت على الحكومة”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button