جامعة هوبكنز: برغم حالات الشفاء من “كورونا” إلا أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير!
النشرة الدولية –
على الرغم من أن أكثر من 400 ألف شخصاً من مصابي فيروس كورونا تماثلوا للشفاء، وفقًا لقاعدة بيانات جامعة جونز هوبكنز، إلا أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير.
ففي الوقت الذي تبلغ كل مدينة أو دولة عن عدد المصابين والوفيات لديها، إلا أن الكثير منها لا يعلن عن الحالات التي تماثلت للشفاء.
وقال المتحدث باسم الجامعة دوغلاس دونوفان لشبكة “سي إن إن”: “الحالات التي تماثلت للشفاء خارج الصين هي تقديرات تستند إلى تقارير وسائل الإعلام المحلية وقد تكون أقل بكثير من العدد الحقيقي”.
ونظراً لمحدودية الاختبارات في الكثير من البلدان بما فيها أميركا، يتم إعطاء الأولوية للحالات الأكثر خطورة للتشخيص الرسمي، أما الأشخاص الذين لديهم أعراض خفيفة، أو لا تظهر عليها أعراض على الإطلاق، لا يخضعون عادة للاختبار، وهذا يعني أن العديد من الإصابات الخفيفة لا يتم تضمينها في عدد الحالات أو حالات التعافي، وفقاً لدوغلاس.
بينما قال الدكتور بالا هوتا، أستاذ الأمراض المعدية والمدير المساعد في مركز جامعة راش في شيكاغو إن “معرفة العدد الحقيقي للأشخاص المصابين بين السكان سيكون مفيدًا جدًا للحصول على نماذج أفضل عن وقت ذروة المرض وانخفاضه، وعندها يمكننا تكوين صورة واضحة عن السماح لهؤلاء الأشخاص بالعودة الى العمل”.
وأضاف هوتا أن العديد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء وأصبحوا غير ناقلين للفيروس، يعانون من سعال خفيف وشعور بالتعب، ويستغرقون وقتاً طويلاً للعودة الى حياتهم الطبيعية.
فالتعافي من هذا الفيروس قد يستغرق 6 أسابيع للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، أما في حالات الأعراض الخطيرة يستغرق الأمر شهوراً، وفقاً لتصريحات الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ولكن الأمر يختلف بالنسبة للمرضى الذين يتم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، فقد قال الدكتور راندال كورتيس، الأستاذ في المركز الطبي بجامعة واشنطن هاربورفيو: “ما نراه في المرضى الذين ينتهي بهم الأمر إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي لعدة أسابيع، وبعد تحسن صحتهم يبقون في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، ثم يعودون إلى غرفة مستشفى عادية لبضعة أيام أو أسبوع لاستعادة قوتهم”.
آثار دائمة
من جانبه، ذكر الدكتور Shu-Yuan Xiao، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة شيكاغو، أن معظم الأشخاص الذين يعانون من حالات معتدلة من الفيروس يتعافون بدون وجود أي آثار دائمة للفيروس، لكن بالنسبة للمصابين بأعراض خطيرة يعانون من أثار دائمة.
فقد أعلنت هيئة مستشفى هونغ كونغ في مارس أنه ضمن مجموعة من 12 مريضاً تماثلوا للشفاء، يعاني ثلاثة منهم من انخفاض سعة الرئة، وأصبحوا يعانون عند المشي أو بذل أي مجهود، كما كشفت عمليات المسح التي أجريت على رئة تسعة مرضى علامات تلف في الأعضاء.
أما الدكتور أميش أدالغا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، فقد أكد أن بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة قد لا يستعيدون وظائف الرئة الكاملة.
أما إذا كنت مريضاً أو تعاني من أعراض خفيفة وقمت بوضع نفسك في الحجر الذاتي فمتى تعرف أنك تماثلت للشفاء؟
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك ثلاثة معايير، أولها إذا لم تعاني من الحمى لمدة 72 ساعة على الأقل (بدون أدوية خفض الحمى)، ولم تعد تعاني من الأعراض الأخرى مثل ضيق التنفس والسعال، والمعيار الثاني يكون قد مرت سبعة أيام على الأقل منذ ظهور الأعراض.
أما المعيار الثالث هو إجراء اختبارين لفحص الفيروس بينهما 24 ساعة، ويجب أن تكون نتيجتهما سلبية حتى يمكنك إنهاء العزل الذاتي.
ولا يزال العلماء غير متأكدين من توقف الشخص المصاب بالفيروس عن نقل العدوى للآخرين، لكن فريقًا من الباحثين الألمان اكتشفوا أن المرضى الذين يعانون من حالات خفيفة يتوقفون عن نقل العدوى بعد مرور 8 أيام من بدء ظهور الأعراض، أما الأشخاص الذين يعانون من أعراض خطيرة يتوقفون عن نقل العدوى بعد اليوم الحادي عشر.