الجيش الأبيض يحمل روحه على كفه.. والجاهلون يعبثون ..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يخوضون معركة شرسة لا رحمة فيها ونهايتها إما الموت أو الموت، فلا حل غير ذلك حتى تنعم الشعوب بحياتها، فالموت إما “لفايروس كوفيد-19” وتسجيل شهادة وفاة لمرض كورونا أو الشهادة في الدفاع عن البشرية لأصحاب الملابس البيضاء الساعين لرفع راية الأمان في المجتمعات، وبين الموتين يقف أصحاب المباديء السامية لمساندة الأطباء والممرضين والممرضات في حربهم ضد المرض، ويقبع بينهما أيضاً المتنمرين على المجتمع العابثين بأمنه، والذين لا يملكون الفكر الناضج ويمارسون عبثهم وضجيجهم يملأ الآفاق، ليشكل هؤلاء نواة الطابور الخامس الساعي لهدم الوطن وزلزلة أركانه بقتل أبناءه.
ويرفع هؤلاء الذين يرتدون ثوب النُصح والإرشاد شعارات رنانة يُراد بها تحقيق مصالح خاصة، فيما الشعب يكون وقود حربهم ضد الوطن، فالبعض ينادي بفتح المحال وإعادة الحياة إلى طبيعتها كون العديد من الأسر تضررت من توقف عجلة الإقتصاد، وهنا يضغطون على الحكومة لوقف الحظر، وللحق لو أطاعتهم الحكومة وارتفع عدد الموتى في قادم الايام لقام هؤلاء أنفسهم بإنتقاد الحكومة وبشكل عنيف وقوي لأنها تسببت في وفاة أبناء الوطن، وسيصبح المنادون بإعادة الحياة للمصانع من ينادون بإعادة الحياة للموتي، بل سيطالبون بمحاكمة الحكومة، مما جعل من الحكومة “كبالع الموس”، لذا فإن على الحكومة أن تتخذ قراراتها بعيداً عن أي ضغوطات من أي جهة كانت وتتخذ القرار الذي يحمي المواطن كونه أساس الوطن.
لقد قدم أصحاب الزي الأبيض ما لم يقدمه أحد من أبناء الشعب، فقد حملوا أرواحهم على أكفهم حتى يحملوا الوطن والمواطنين على كفوف الراحة، فارتدوا الملابس الواقية لساعات طوال وهي التي يعجر أصحاب الكلام الفارغ عن إرتدائها للحظات، ووقف الأطباء والأطقم الطبية بكل جبروت وقوة وإنسانية يعالجون المرضى ولا يفصلهم عن الفايروس إلا رداء وكمامة، ورغم ذلك لم يرتعبوا ولم يخشوا المرض كونهم أقسموا على منح الحياة والأمل فيها للآخرين، وأن يكونوا سند الأمة وظهرها وقت الشدائد، وللحق والتاريخ كانوا على قدر الأمانة حين قاموا بعملهم على أكمل وجه, وفي لحظات نادرة حين كان يحصلون على قسط من الراحة افتشروا الأرض ليرتاحوا للحظات من عبء العمل وهروباً من الموت قبل أن يعودوا إليه.
هؤلاء هم الأبطال وأولي العزم من الرجال والنساء، فهم يحاربون المرض ويأملون أن يتوقف العابثون عن عبثهم والجاهلون عن جهلم وتجار المواقف البائسة عن تجارتهم في الموت، ويدرك أصحاب الرداء الأبيض أن الحرب ليست سهله ويبتهلون إلى الله أن يعرف الشعب خطورة الحرب, ويرسلون من ساحة الوغى رسائلهم لابناء الشعب الأردني قائلين:”دعونا نخوض الحرب ونحن مطمئنين ولا تغدروا بنا وتطعنونا في ظهورنا، فابقوا في بيوتكم وكونوا سنداً لنا حتى ننجوا جميعاً من موت يرهب العالم، واتركوا لنا المواجهة وانعموا في بيوتكم آمنين، فهذا واجبنا وهذا واجبكم فلا تخذلونا”.