كوريا الشمالية تسبح ضد التيار وتطلق تجارب صواريخ محظورة باتجاه بحر اليابان
النشرة الدولية –
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحارية إنتشار وباء كورونا المستجد، إتجهت كوريا الشمالية “الثلاثاء” عكس التيار، وذهبت نحو إظهار قوة وتنوع ترسانتها، عبر إطلاقها “الثلاثاء” تجارب لصواريخ محظورة يشتبه أنها صواريخ كروز باتجاه بحر اليابان أو بحر الشرق، ذلك حسب ما جاء من تأكيدات للجيش الكوري الجنوبي.
وأعلنت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة في بيان لها أمس أطلاق كوريا الشمالية عدة مقذوفات تشبه صواريخ كروز قصيرة المدى، وقد تم سقوطها في المياة بعد تحليقها فوق بحر اليابان.
وأضاف متحدث باسم هيئة الأركان أن بأن كوريا الشمال عملت أيضا الثلاثاء بتحليق طائرات حربية من نوع سوخوي وميغ فوق الساحل الشرقي لمديمة وونسان، وأطلقت عدة صواريخ جو-أرض، ونوه إلى أن كوريا الجنوبية وأجهزة الاستخبارات الأميركية تعمل حاليا على تحليل كل المسائل المتعلقة بإطلاق هذه المقذوفات.
واعتبر شا دو-هيونغ الباحث في معهد “أسان” للدراسات السياسية أن بيونغ يانغ كانت تظهر امتلاكها “لخيارات عدة” فيما يتعلق بأنظمة الإطلاق.
وأضاف لفرانس برس “الصواريخ البالستية إظهار للقوة التدميرية، أما صواريخ كروز فهي إثبات للدقة”، موضحا “حتى الآن، أظهرت كوريا الشمالية قوتها، وهي ثبت الآن تمتعها بالدقة لضرب الأهداف”.
وتأتي هذه التجارب الكورية الشمالية قبل يوم من الذكرى المئة وثمانية لولادة مؤسس الجمهورية الشعبية كيم إيل سونغ، جدّ الزعيم الحالي للبلاد كيم جونغ أون. وأيضا قبل يوم من الانتخابات البرلمانية في كوريا الجنوبية، وفي وقت تتركز فيه أنظار العالم على وباء كوفيد-19 الذي لا تزال بيونغ يانغ بمنأى عن تفشيه حتى الآن.
وفي السنوات الماضية قامت كوريا الشمالية التي تمتلك السلاح الذري بعدة تجارب لصواريخ بالستية، تطلق على ارتفاعات عالية قبل أن تسقط بسرعة فائقة على هدفها مدفوعة بقوة الجاذبية.
وتتضمن الترسانة الكورية الشمالية صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على أن تصل إلى الأراضي الأميركية القارية.
وخلافا للصواريخ البالستية، فإن صواريخ كروز تبقى على علو منخفض وفي بعض الأحيان على ارتفاع عدة أمتار فقط عن الارض وهو ما يجعل من الصعب رصدها.
ويمكن التحكم بهذه الصواريخ لدرجة عالية، ويحتاج ذلك إلى أنظمة توجيه متطورة جداً توجه تلك الصواريخ نحو هدفها.
وتجدر الإشارة إلى أن كوريا الشمالية تخضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، تهدف لإرغامها على وقف برامجها النووية والبالستية المحظورة.
وأجرت بيونغ يانغ سلسلة تجارب في الأشهر الماضية، قالت إنها شملت أنظمة إطلاق صواريخ متعددة المنصات، في حين قالت جهات أخرى إنها عبارة عن تجارب لصواريخ بالسيتية، في حين قامت بيونغ يانغ في الماضي بتجارب على صواريخ بالستية.
وفي يونيو 2017، أشادت بنجاح تجربتها على نوع جديد من صواريخ كروز أرض-بحر مصممة لضرب “سفن أي عدو” يهدد كوريا الشمالية. وقد أصابت تلك التجربة أهدافا في بحر اليابان، على ما قالت بيونغ يانغ، وأجريت بعد أسبوع من مناورات بحرية لحاملتي الطائرات الأميركيتين “يو إس إس كارل فينسون” و”يو إس إس رونالد ريغن”. وحلقت تلك الصواريخ لمسافة 200 كلم تقريبا، وهو ما يقول خبراء إنه تقدم عن اختبار سابق في عام 2015، حلقت فيه الصواريخ الكورية الشمالية لمسافة 100 كلم فقط.
وتبادل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب التهديدات بالحرب في عام 2017، ما أسهم في زيادة التوتر بين الطرفين.
واستفاد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن من ألعاب بيونغ تشانغ الأولمبية الشتوية لتحقيق تقارب دبلوماسي سريع مع كوريا الشمالية، تلاه عدة قمم جمعت واشنطن وبيونغ يانغ.
لكن المحادثات الأميركية-الكورية الشمالية متعثرة منذ قمة هانوي في فبراير الماضي، التي انتهت بدون تحقيق تقدم، وسط خلاف بشأن رفع العقوبات عن بيونغ يانغ والتنازلات التي ستقدمها كوريا الشمالية بالمقابل.
واجتازت الصواريخ التي أطلقت الثلاثاء مسافة 150 كلم، بحسب سيول، والمحلل غو ميونغ هيون من معهد “أسان”، الذي قال إن اختيار بيونغ يانغ لصواريخ ذات مدى قصير أمر متعمد.
وأضاف لفرانس برس “لا تزال كوريا الشمالية تحاول أن تقرر موقفها الاستراتيجي، بين الاستفزاز أو الحوار”، موضحا أن بيونغ يانغ “تتصرف بحذر. تطلق الصواريخ لرفع مستوى التوتر، لكن مستوى التوتر ليس مرتفعا كثيرا”.
وخلص إلى أنه “في هذه المرحلة، لن يكون مفاجئا إذا قامت كوريا الشمالية بمزيد من الاستفزازات، أو أن تعلن بشلك فجائي استعدادها للحوار”.