إعلام الاحتلال الاسرائيلي: بدء الحديث عن شبح انتخابات رابعة والكرة في ملعب الكنيست
النشرة الدولية –
كلف رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نواب الكنيست، الخميس، اختيار شخصية توافقية تحظى بأغلبية 61 نائبا لتشكيل الحكومة الـ 35 في تاريخ البلاد، وذلك بعد أن انتهت مهلة الـ 48 ساعة التي منحها لزعيم “أزرق أبيض” بيني غانتس، للتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفشل غانتس في مهمة تشكيل الحكومة خلال المهلة الأولى التي حصل عليها والتي استمرت 28 يوما، حيث أجرى مفاوضات مكثفة مع زعيم “الليكود” حول تشكيل حكومة طوارئ يفترض أن تصبح بعد 6 أشهر حكومة وحدة وطنية، فيما شهدت هذه الفترة تفكك كتلة “ازرق أبيض” إثر انسحاب حزبي “هناك مستقبل” و”تيليم” من التحالف مع غانتس.
وسائل الإعلام العبرية، الخميس، نقلت بيانا صادرا عن مكتب الرئيس الإسرائيلي، أكد خلاله أنه في ضوء تقدير الموقف، فإنه توصل إلى قناعة بأن الجولة الانتخابية الأخيرة، وهي الثالثة التي أجريت خلال أقل من عام، لم تسفر عن حصول أي شخصية على دعم عدد النواب اللازم لتشكيل الحكومة، كما فشلت محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأضاف أنه في ضوء التزامه بالقانون الأساسي للبلاد، فإنه نقل التكليف للكنيست بناء على البند العاشر من قانون أساس الدولة، مطالبا النواب باختيار شخصية توافقية بأسرع ما يمكن، معربا عن أمله أن ينجح النواب في اتمام المهمة بسرعة ومنع الذهاب إلى جولة انتخابية رابعة.
وشهدت الساعات الأخيرة انعقاد الاجتماع الأخير بين طاقم مفاوضات “أزرق أبيض” ونظيره من “الليكود” حيث فشلا في التوصل إلى تفاهمات بشأن الملفات الخلافية، والتي كانت محل توافق في البداية، ومن بين الأسئلة التي فشل الجانبان في التوصل إلى حل بشأنها: “ماذا سيحدث لو أصدرت المحكمة العليا قرارا بمنع نتنياهو من تولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء بعد ان ينتقل المنصب إلى غانتس بعد عام ونصف؟”.
ووفق “القناة 20” العبرية، وضع حزب “الليكود” شرطا خلال المفاوضات بأنه في هذه الحالة ينبغي حل الكنيست بشكل تلقائي، بينما رفض “أزرق أبيض” هذا الشرط بشدة.
وتعد تلك هي المرة الأولى التي تتكشف فيها حقيقة الأزمة بين الطرفين، حيث بدا شرط “الليكود”، وأنه أداة سيستخدمها حزب نتنياهو لمنع غانتس من تولي منصب رئيس الوزراء، فيما كانت جميع التقارير تتحدث عن حقيقة أن الخلافات الأساسية تتركز حول مسألة تعيين قضاة المحكمة العليا وحول حقيبتي العدل والدفاع التي يتمسك بهما “أزرق أبيض”، فضلا عن مسألة تطبيق السيادة على الضفة الغربية المحتلة.
موقع “ماكو” ونشرة (N12) أكدا، يوم الخميس، على أن كل من نتنياهو وغانتس سيعملان في الفترة المقبلة على حشد أصوات 61 نائبا على الأقل، على أن تنتهي المحاولات في غضون 21 يوما، ومن دون ذلك سيجري الحديث عن انتخابات رابعة.
وذكر موقع “ماكور ريشون” بدوره أن سيناريو تشكيل الحكومة أصبح غير منطقي مرة أخرى، وأن الكرة انتقلت حاليا إلى ملعب الكنيست الـ 23، مشيرا إلى أن الكثير من المصادر داخل المؤسسة السياسية لم تعد تفهم ما الذي يريده بنيامين نتنياهو.
وحول أسباب عدم نقل التكليف إلى نتنياهو، أشار الموقع إلى أن الرئيس الإسرائيلي استطلع آراء النواب مجددا، وتبين أن نتنياهو لا يحظى سوى بدعم 59 نائبا، أي عمليا نواب حزب “الليكود” ومعهم نواب قائمة “يمينا”، إضافة إلى الحزبين الحريديين “شاس” و”يهدوت هاتوراه”.
ومع ذلك، كانت مصادر في قائمة “يمينا” قد شنت هجوما ضد نتنياهو خلال الأيام الأخيرة، بزعم أنه تخلى عن قيم اليمين، ويعمل على السير نحو تطبيق أجندة اليسار الإسرائيلي، وذلك على خلفية التفاوض على نفس الشروط التي حددها غانتس وقت أن كان بكامل قوته السياسية، ومن ثم رأت هذه القائمة أن حكومة وحدة بنفس الشروط، تعني أن تطبيق السيادة على الضفة الغربية لن يرى النور.
ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة، الثلاثاء، عن مصادر في قائمة “يمينا”، وهي تحالف يضم 3 أحزاب يمينية تمثل الصهيونية الدينية، أن عودة التفاوض بين نتنياهو وغانتس رغم فشل الأخير، تعني أن زعيم “الليكود” باع حلفائه الطبيعيين لصالح تحالفه مع اليسار.
وذكرت المصادر أن نتنياهو “يتخلى عن كل القيم المهمة بالنسبة لليمين، وعن شراكته الطبيعية التي طالما تحدث عنها”، مضيفة أن نتنياهو “فضل البقاء مع قادة اليسار وتخلى عن لجنة تعيين القضاة، إذ سيمنحها لهم، كما أنه تخلى عن فكرة تطبيق السيادة”، وقالت: “يعلم الجميع أن السيادة لن تطبق، لقد استغل نتنياهو اليمين ثم تخلى عنه.. ونحن بدورنا سنتخلى عنه”.
وفي المقابل، واجه غانتس انتقادات حادة من جانب كتلة اليسار – الوسط، وذلك بعد أن تسببت مواقفه في تفكك قائمة “أزرق أبيض”، والتي شكلت القوة الوحيدة المنطقية التي بمقدورها وضع حد لسلطة اليمين منذ أن تأسست في كانون الثاني/ يناير 2019.
وأهدر غانتس حتى الآن فرصة التصالح مع الحزبين المنشقين عن قائمة “ازرق أبيض”، بعد أن عرضت عليه مصادر العودة والتخلي عن محاولات تشكيل حكومة مع نتنياهو، إذ وجه وزير الدفاع الأسبق موشي يعلون، زعيم حزب “تيلم” رسالة تصالحية إليه، ودعاه للتراجع عن موقفه وعودة الشراكة بين الأحزاب الثلاثة التي شكلت هذه الكتلة.
وذكر موقع “سروغيم” العبري، يوم الإثنين الماضي، أن النائب يعلون دعا غانتس للعودة والتوقف عن محاولات الشراكة مع نتنياهو، ووجه إليه رسالة جاء فيها أنه “كان من الواضح أن نواياك الطيبة للانضمام لحكومة طوارئ اصطدمت بعملية احتيال من قبل متهم يحاول الفرار من كرسي الاتهام”.
كما وجهت النائبة أورلي فورمان “حزب هناك مستقبل”، دعوة إلى غانتس، وقالت إنه “لو كان نتنياهو جادا ما كان قد أطلق تهديدات بحقك، بل كان سيعمل”، وأضافت: “إن الحرب على الفساد قيمة سامية، لا يمكن محاربة الفساد إذا كنت معهم في الداخل، أنت ستصبح جزء منهم”.