حَظْر التَّجوُّل وصَقْل الشَّخصيَّة
بقلم: د. خالد عايد الجنفاوي
النشرة الدولية –
يستثمر الانسان العاقل في عالم اليوم فترة حظر التجول المصاحبة لوباء كورونا، لصقل شخصيته، بهدف إزالة الصدى الذي تراكم عليها عبر السنوات، ويعمل على إظهارها في أفضل حال، وربما أجمل صورها، فبالاضافة إلى الوقت الذي يتوفر للإنسان العاقل للتأمل وللتفكر العميق حول حياته، يوفر حظر التجول كذلك فرصاً متعددة للعناية بالشخصية ولصقل صفاتها ولتجلية سماتها، وبهدف أن يعيش الانسان حياة أفضل من قبل، أو على الأقل، بهدف أن يطور المرء شخصيته وفقاً لما سيحويه قلبه من تطلعات وآمال إيجابية، ومن بعض مبادئ ووسائل صقل الشخصية ما يلي:
-تبدأ عملية صقل الشخصية بتحديد صفاتها وسماتها الخاصة والعامة، والعمل على إبراز ما هو ايجابي فيها، وإزالة كل ما هو سلبي وانهزامي، ولا سيما ما تراكم عليها بسبب احتكاك الانسان مع الآخرين في العالم الخارجي.
-إحدى وسائل صقل الشخصية تتمثل في كتابة المذكرات الشخصية، وحيث يتوفر للفرد مساحة حرة للتأمل وللتفكر العميق حول حياته الخاصة والعامة، ويسرد في مذكراته آماله وتطلعاته، وكيف له أن يحققها وفقاً لظروفه الحالية.
-الهدف وراء صقل الشخصية يتمثل في إزالة رواسب ومخلفات والتأثيرات السلبية للشخصيات السامة، والسعي للعودة إلى الفطرة الاساسية التي ترتكز عليها الشخصية.
-صقل المواهب والمهارات الشخصية الخاصة يؤدي إلى ترسيخها وتقويتها وإلى جعلها سمات رئيسية في الشخصية الانسانية.
-لا يمكن أن يقوم الآخرون بمهمة صقل مهاراتك أو سماتك الشخصية نيابة عنك، وذلك لأن صقل الشخصية عمل ونشاط ذاتي و شديد الخصوصية.
-لا يمكن صقل الشخصية بينما يستمر المرء يتأثر، وباختياره، بالايدلوجيات السياسية أو القبلية أو الطائفية أو الفئوية الاقصائية.
-بقدر ما يبذل الانسان الجهود لصقل شخصيته وتطويرها، بقدر ما يقترب من تحقيق آماله وتطلعاته الشخصية الايجابية والسلمية.
-أحد أهم متطلبات صقل الشخصية يتمثل في اعتناق الشفافية والصراحة التامة مع النفس، ولا سيما حين يبدأ المرء يضع قائمة بسماته وبصفاته الشخصية الحقيقية.
-لابد أن يعمد ويعزم الفرد للخروج دائماً من صندوقه العقلي المغلق، بهدف رؤية نفسه بشكل موضوعي، من دون فلاتر عاطفية مُتَحَيّزة.