شتان بين الأيادي البيضاء والسوداء في وطني..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

توقفوا عن هذر الكلام وقفوا أمام المرايا حتى يظهر قُبح نواياكم وسوء سرائركم، واصمتوا فأصواتكم تؤذي مسامعنا ففي هذه الايام كلامك غير مباح على طريقة “شهرزاد”، أتتذكرونها تلك التي سردت الخرافات على زوجها “شهريار” خوفاً من الموت حتى نجت، وأنتم لا تختلفون عنها فقد سردتم علينا القصص الخرافية والأكاذيب مراراًوتكراراً ونجوتم، لذا فمن الأفضل حتى تستمروا في النجاة والهروب من المصير الأسود، لذا عليكم إتباع شهرزاد والسكوت عن الكلام المباح حيث طلع الصباح، وظهرت كورونا التي مازت الخبيث من الطيب وأظهرت السرائر للعلن وجعلت الأسرار مفضوحة، وبان أمام الشعب أيهم الوطني ومن هو تاجر الكلام.

 

هذا الحال في زمان الشدائد والعسرة، فكم من أبناء شعبنا مثل عثمان بن عفان الذي جهز ثلث جيش العسرة أو دفع ماله كله كأبي بكر الصديق أو كعمر الذي وضع نصف ماله بين يدي الحبيب المصطفى، بل من مثل الإيطالي جورجيو أرماني صاحب المقولة الشهيرة ” لن أجعل بلادي تقع لو أنفقت جميع ثروتي”، أو الأمريكي بيل جيتس الذي فتح خزائن أمواله لإنقاذ العالم، وهؤلاء جميعهم من التجار الذيم نهضوا ببلادهم ولم يكونوا في يوم من الايام عبء على دولهم، وحين أزف الوقت إنتصروا لشعوبهم ليخلدهم التاريخ بأحرف من ذهب، فيما الذين إغتنوا بفضل وطني الأردن لا نسمع لهم همساً ولا قولا ، فأين هم ولماذا اختفوا عن الأنظار.

 

لقد اختفى هؤلاء المتكسبون خلف الصخور، وهم لا يعلمون أن الاختباء تحت الأنقاض أو وراء الجدران المُحصنة لن يرتقي بمكانتهم، ولن يصلوا إلى مرتبة الشهيد فراس العجلوني أو كايد المفلح العبيدات أو الشهيد وصفي التل، ولن يجعل الألسن تتغنى بذكراهم كسليمان الحلبي أو جول جمال ، فالرجولة أفعال لا أقوال وتظهر دوماً في الشدائد، لذا فقد وجدنا في الأردن أشخاص يحفرون أسمائهم في صخر الوطن كونهم وقفوا إلى جانب الوطن، فيما آخرون وقفوا يتفرجون ولا يباالون، وبعضهم حاول التنظير على الشعب في وقت لا تصنع فيه الاقوال بطولات، فسقطوا أجميعن بشهادة من رب العالمين.

 

لقد ظهر أن هؤلاء القافزون على أحلام الشعوب ينتظرون اليوم الذي تنتهي الأزمة، حتى يحاولوا إرتداء ثوب البطل، وربما يقفزون كما اعتادوا على المناصب ليُسمعونا من هذر كلامهم الكثير من الكذب، ويختبئوا خلف ضياء الكلمات الرنانة ونور الأنقياء من أبناء الوطن الذين عملوا حتى تعجب العالم كيف لم تخر قواهم، فإخلاصهم كان أقوى من التعب والإرهاق ، فاليوم شيد الشعب سور عظيم  بين من يقفون مع الوطن وأولئك الذي يتطفلون عليه، وهذا سور يذكرنا بقول الله تعالي “يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ”.

 

لقد تكشفت النوايا اليوم، وغداً لن ينسى الشعب من وقف معه، فالمصيبة كبيرة وسيذكرها التاريخ  وسيسطر في سجلاته الذهبية  إسم كل من تجرد من الأنانية والبخل وحب الذات ومن منح الوطن بلا حساب، وسَيَردُ الوطن الجميل بالجميل، وسيغفل عن أسماء أصحاب الكروش المتهدلة والتي نمت وكبرت على حساب الوطن وابناء الأمة، وكان رد فعلهم في وقت الشدة  التقصير والإهمال والخوف على المال، لنكتشف أنهم كشجر اللبلاب تسلقوا على جدران الوطن دون أن يكون لهم أصل قوي يربطهم بأرضه, فالإنتماء هو الرابط القوي الذي يجعل المواطن يتحمل الشدائد لأجل إعلاء مكانة وطنه والإنتصار لإبنائه, فشتان بين أصحاب الايادي البيضاء والأيادي السوداء التي تعرف الأخذ ولم تتعلم معنى العطاء.

 

——

_ شهرزاد: جارية شهريار  في حكايات ألف ليلة وليلة وتعود أن يتزوج عذراء كل ليلة ثم يقتلها لمعاقبة النساء بسبب خيانة زوجته.

– شهريار: الملك في قصة ألف ليلة وليلة .

– جيش العسرة: الجيش الذي تم تجهيزه لمحاربة الروم في تبوك وانتصر المسلمون بالرعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button