أين اختفت ظاهرة شتم السياسيين اللبنانيين؟
بقلم: أماني نشابة
الإعلامية أماني نشابة
مُلفت للنظر غياب او تغييب الشتائم بحق السياسيين اللبنانيين التي كانت تزهو بها شوارع الغضب خلال المسيرات والتظاهرات وايضا غابت خلال احتقانات الأسبوع الحالي، غيابا غير مفهوم كفاية؟!
من الناحية العملية بدأت ظاهرة غياب أو تغييب ظاهرة الشتائم من هتافات وشعارات مع حادثة انفجار مرفأ بيروت ايلول 2020.
من المرجح لغياب الشتيمة هو ان هو أن وقْع انفجار الميناء أوجع من أن تشفيه شتيمة نابية بحق الطبقة السياسية، ويظهر جلياً ان لجلال الموت لعدد الضحايا يلغي متعة التي كانوا يحظوا بها مشاهدوا شاشات التلفزة وهم يسمعون المسبّات الخادشة، إذ تقتحم الميكروفونات ولا تستثني أحدا من السياسيين وأهل بيته.
في حادثة لحادثة ضرب وزير الطاقة والمياه اللبناني كان فرصة لأن تعيد لغضب الشارع اللبناني خصوصيته في لغة الخطاب السياسي العام، ما دام أن المسبّة هي أدب القهر، وهو ما لم يحصل فيما ترك المجال للجدل متاحاً، هل اختنقت الناس بمزيج الياس المقرون بالاستسلام وأصبحوا ينتظروا الأسواء القادم المؤكد في الوقت الذي لا تنفع معه الشتائم، كما يقرأها مختصوا علم النفس.
قبل يوم من حادثة ضرب الوزير ”التكنوقراط“ وتوريم وجهه، يمكن أن تفسّر لماذا كفّ ”الثوار“، نشطاء الحراك المدني، عن الشتائم واستبدلوها بما يعتقدون أنها رسائل أفصح.
وزير الكهرباء المقطوعة، فقد تصادف أنه كان يسهر مع أصدقاء له في المقهى عندما مرّت شبيبة ممن لم ينسوا مشاهد الذين قضوا غرقا أو الذين عادوا من رحلة الموت ولم يتخلوا عن حلم الهجرة.
فقد بثت التلفزيونات مشهدا لا يُنسى لرجل يتنفس اصطناعياً فيما هو يتقلب، ويشهق بالقول: ”ما عدتُ أستطيع العيش مع هؤلاء السياسيين في أرض واحدة“.
وفي لقطات أخرى ظهر بعض من نجوا من الموت وهم يتهمون العسكر من خفر السواحل بالمسؤولية العمدية عن الذي حصل، وكانوا في اتهامهم يُجبرون السياسيين أن يتسابقوا في إبراء الذمة والمطالبة بالتحقيق وبقصاص يعرف الجميع أنه لا يحصل.
الشتائم الفظّة التي كانت تملأ شوارع الغضب اللبناني فقد غابت عن حادثة ضرب الوزير، مع أنها مناسبة نموذجية.
لم تفلت سوى مسبّة واحدة نصف بذيئة جرى رصدها في السوشال ميديا، وجّهتها ممثلة معروفة أنت ومعلّمك وثورتك العورة“.
هل يكفي هذا لتفسير ظاهرة اختفاء الشتائم النابية من الخطاب السياسي للشارع اللبناني؟ وهو الذي بات معلَّقا على الحافة بانتظار الأسوأ، ولم تعد فيه أي مسبّة للسياسيين- مهما كانت فاحشة – تتضمن ما هو جديد أو ما يمكن أن يُسلّي أو يشفي الغلّ.