(إكتراث الوقت)
النشرة الدولية
حنان حنا –
قالت لي صديقة
” المعركة مع الوقت لا تنتهي .. و لا شيء يموت حقاً إذا نظرت إليه بشكل صحيح ، أتمنى أن أعيش للمئة .. ويصبح شكلي مثل الزبيب المجعد .”
الوقت نسبي للجميع لأنه مرتبط براحة البال .. كالتسلسل المستمر للأحداث التي تحدث في تتابع لا رجوع فيه من الماضي ، عبر الحاضر و إلى المستقبل.
ولأنه الشيء الوحيد المهم جدا الذي لا يمكننا استعادته أبدا .. لذا بمجرد أن ينقضي لن يعود أبدا ..
ولمعرفة أهمية الوقت، هناك لحظات مهمة … هي ثوانٍ .. قد تكون الحياة والمستقبل لنا .. فمثلاً ..
أسأل الأم عن أهمية الوقت عندما توشك على الولادة ..
أسأل المريض عن أهمية الوقت حينما يقال له ليس لديه الكثير من الوقت للعيش ..
أسأل الطلاب عن أهمية الوقت حينما يفشلون فيه في الاختبار. .
كل شيء في الكون مرتبط بالوقت و نحن على دراية بمراحله الزمنية الثلاثة .. لكن الوقت الوحيد المتاح لدينا بالفعل هو الحاضر.. فنحن من يدير الوقت حسب افتراض الإعلامي أحمد الشقيري بقوله “الوقت ما هو إلا وعاء نملؤه بما نريد ، وإذا أردنا شيئا اوجدنا له الوقت” .
هكذا الوقت يرتبط بكل ما يدور حولنا ، ولأن الوقت عنصر أساسي في الحياة فهو يمثل معالم خاصة ، بما في ذلك اعياد الميلاد و احتفالات الذكرى السنوية للأعياد أو ولادة الأطفال .. وهذا يساعدنا في تنظيم حياتنا وأنشطتنا اليومية حتى نتمكن أن نعيش حياة أكثر تنظيماً وإنتاجاً من أول خيط الصباح حتى غروب الشمس .
العالم أينشتاين وصف الوقت بأنه وهم مستعص ٍ .. فالشخص الذي يستمر بالتفكير في ماضيه ومستقبله ، لا يمكنه حقا أن يكون سعيداً بما يكفي في حياته .. أما إذا كنت تفكر في الحاضر فقط وكيف تجعله مثمراً ، فسوف تنعم براحة البال وتعيش حياة مبهجة و إيجابية.
كلنا نتغير مع تقدمنا في السن .. نستذوق الأشياء من حولنا حسب مراحل حياتنا وحسب أنفعالاتنا .. منذ عشر سنوات لم نكن كما نحن اليوم ، لا في مظهرنا ولا في معرفتنا ولا في تجاربنا ، كل شيء من حولنا يتغير مع مرور الوقت ..
لذا ابتهج بسنوات عمرك ، وكن سعيداً وافعل ما عليك فعله أو ما تفعله و تنعم بها لأن أيامنا فيها تستحق .
أصابع الوقت لا تمر دون أن تترك خطوطاً على وجهك .. وأثاراً في قلبك .
هذه هي الحياة ..
و علينا أن نتعلم كيف نحتضنها .. لنعيش للمئة ونختبر كيف يكون ملمس الزبيب المجعد.