ماذا لو نفدت مساحات تخزين النفط في الولايات المتحدة… ارتفعت المخزونات بوتيرة هي الأسرع في 30 عاماً

النشرة الدولية –

هبطت أسعار النفط في وقت سابق في أبريل بشكل حاد دفع “نايمكس” إلى نطاق سالب بعد مخاوف من نفاد مساحات التخزين وعدم قدرة الصهاريج على استيعاب الناتج من الخام.

وتستوعب مصافي التكرير في الولايات المتحدة بعض الإنتاج النفطي تمهيدا لمعالجته وتخزينه كمشتقات ونواتج بترولية، لكن هذا الاستيعاب له حدود.

عند إغلاق الأنشطة الاقتصادية والحكومية في الولايات المتحدة بسبب فيروس “كورونا” ضمن إجراءات التباعد الاجتماعي، كانت مخزونات النفط تتزايد بالفعل.

مع بدء موسم قيادة المركبات في أمريكا، كان من المتوقع انخفاض مخزونات البنزين، لكن خلال الأسابيع الثلاثة المنتهية في العاشر من أبريل، ارتفعت المخزونات بوتيرة هي الأسرع في 30 عاماً.

قالت إدارة معلومات الطاقة إن بعض الحقول النفطية في أمريكا مثل “باكن” و”سكوب” و”ستاك” شهدت تراجعا في الإنتاج، لكن على الأرجح، يرجع ذلك لإغلاقات واسعة النطاق في الصناعة.

أما في المنطقة التي تضم الحقلين “البرمي” و”إيجل فورد”، فقد شهدت بالكاد تباطؤاً في الإنتاج في الفترة الأخيرة، وتتصل العديد من خطوط الأنابيب بمراكز معالجة الخام في نفس المنطقة.

لا يزال العديد من المنتجين يضخون الخام من الحقلين “البرمي” و”إيجل فورد” على خلاف منتجين في حقول أخرى، وبوجه عام، لو واصلت الحقول في “تكساس” الإنتاج بنفس الوتيرة دون أي خفض، فإنها ستصل قريباً إلى الحد الأقصى من التخزين.

 

من غير الواضح بعد متى ستصل مساحات التخزين في الولايات المتحدة إلى الحد الأقصى لها، لكن محللين يؤكدون أن الأمر قريب خاصة في منطقة ساحل الخليج.

خيارات غير كافية

يدرس الآن كبار اللاعبين في صناعة النفط بالولايات المتحدة عدة خيارات من شأنها مواجهة أزمة مساحات التخزين، ومن بينها إغلاق الآبار النفطية التي تنتج بالخسارة.

ربما تسهم خطوة إغلاق بعض الآبار في الحقلين البرمي “وإيجل فورد” في كبح وتيرة الإنتاج الأمريكي من الخام، وبالتزامن مع ذلك، ينتظر السوق تفعيل اتفاق “أوبك+”.

اتفقت “أوبك” وحلفاؤها من المستقلين على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً بداية من مايو ولمدة شهرين من أجل مواجهة تأثير “كورونا”.

رغم أن هذه التخفيضات هي الأكبر في التاريخ، إلا أن البعض يراها غير كافية ولن تؤثر كثيرا في السوق الذي يشهد هبوطا حادا في الطلب يصل إلى نحو 35 مليون برميل.

اقتربت مساحات التخزين من بلوغ الحد الأقصى في أمريكا بالتزامن مع هبوط الطلب العالمي على الخام واستمرار الإنتاج بنفس الوتيرة خلال الأسابيع الأخيرة.

يبحث المنتجون حاليا الاتجاه لتخزين إنتاجهم من الخام على متن سفن عملاقة أو عربات السكك الحديدية أو في باطن الكهوف أو خطوط الأنابيب غير المستخدمة.

كل هذه الخيارات مؤقتة، ولن تحل الأزمة إلا لفترة من الوقت في انتظار عودة الطلب إلى سابق عهده قبل ظهور “كورونا”، لكن لو استمر الحال على ما هو عليه، سوف تصل مساحات التخزين حول العالم إلى طاقتها الاستيعابية القصوى خلال أسابيع.

على سبيل المثال، وصلت صهاريج التخزين في “كوشينج” بولاية “أوكلاهوما” إلى نحو 77% من طاقتها وسط توقعات ببلوغ الحد الأقصى بنسبة 100% بحلول منتصف مايو.

شمال غرب أوروبا، امتلأت كهوف الملح بالخام، وتم حجز جزء كبير منها بالفعل، كما امتلأت الصهاريج بشكل كامل في الهند أيضاً، وتحولت بعض الناقلات النفطية إلى خزانات عائمة ثابتة في مواقعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى