الجمل بِمَا حَمَل

النشرة الدولية –

الثائر –

منقول –

سألني أحد الأصدقاء اليوم عمّن سأنتخب من النواب؟

إبتسمتُ وقلت له: سأروي لك قصّة طريفة أضمّنها إجابتي:

كان في احد الأيّام فلّاح لديه جمل يعتاش منه، ينقل عليه البضائع والحطب فيؤمّن قوته وقوت عياله، وفي يوم أصيب الفلاح بمرض ظنّ فيه أنّه سيموت، فراح يتضرّع إلى الله ونذر إن هو تعافى من مرضه فسوف يبيع الجمل بدينار.

ومن حسن حظّه فقد شُفيَ من المرض وردّت له عافيته، فتذكّر انّه نذر أن يبيع الجمل بدينار وكان الجمل يساوي ألف دينار، كما أنّ الجمل هو مصدر رزقه الوحيد وهو كل رأسماله…

فاغتمّ لذلك وذهب إلى القاضي يسأله إن كان يجوز له الحنث في يمينه ومخالفة النذر، فقال له القاضي: ليس إلى ذلك سبيل…

ثمّ حكى لصاحب له ما يعانيه فأرشده إلى شيخ محنّك يعرف كيف يخلّصه من تلك الورطة.

قصد صاحبنا الفلّاح ذلك الشيخ المحنّك وقصّ عليه حكايته وقدّم له هدية لائقة، فأجابه الشيخ: لا تقلق فمشكلتك حلّها سهل، هل لديك هرّاً في البيت؟

قال الفلاح: نعم

قال الشيخ : تربط الهرّ بحبل وتضعه على ظهر الجمل وتنزل بهما إلى السوق وتنادي على الجمل للبيع بدينار وتشترط أن يُبَاع مع الهرّ والهرّ بتسعماية وتسعة وتسعون دينار، أي بَيع الجمل بما حمل…

وبالفعل فعل الفلاح ما أمره الشيخ به وكان الناس يهرعون لشراء الجمل بدينار لكنهم لا يلبثوا أن يتراجعوا بعد معرفة العرض، وكانوا يقولون: “ما أرخص الجمل لولا الهرّ” !!

وهنا سألتُ صديقي ان كان فهم المغزى من القصّة…

فهذا القانون الإنتخابي الذي يُلزم الناخب بانتخاب كلّ الأسماء في اللائحة هو مثل الذي يشترط بيع الجمل بما حمل، فقد ترغب في انتخاب أحد الجِمال في اللائحة لكنك تتردّد في انتخاب الهرّ معه.

من كعب الدست

زر الذهاب إلى الأعلى