اليمن .. ثلاث حكومات وشعب وحيد يواجه ويلات كورونا
بقلم: محمد المياس / مراسل النشرة الدولية من اليمن
في اليمن تعددت الحكومات والجيوش، والمسميات القائمة على الخلافات؛ جميعها تتحدث باسم الشعب إلا أن اليمنيون اليوم وحيدون أمام كارثة حقيقة قد تفعل بهم مالم تفعله الحرب خلال 6 سنوات.
الإجراءات الوقائية التي أجرتها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا لمواجهة جائحة كورونا في العاصمة ” عدن ” وبقية المحافظات المحررة تجعلنا نتيقن بأن اليمن سيتصدر دول العالم في عدد الإصابات والوفيات وسيكون لـ عاصمة الخلافات “عدن” النصيب الأكبر من هذه الكارثة .
تعيش العاصمة اليمنية المؤقتة ” عدن ” مرحلة أكثر خطورة في ظل التوترات الحاصلة بين الحكومة الشرعية وما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي وكما يبدو أنها ستكون أكثر كارثية بعد تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا القاتل الذي أرعب العالم .
أما مايسمى بالمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتيا لم يستطع توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق التي يسيطر عليها ولحل هذه المشكلة أعلن المجلس الحكم الذاتي للجنوب الأمر الذي يوضح فشله الذريع وغبائه الفاحش الذين يسيطران عليه؛ فماذا نتوقع من إجراءات لمواجهة الفيروس من مجلس لا يمتلك أدنى صلاحية سوى قراءة ما يملي عليه السفير من البيانات التي تعزز الخلافات وستكون سببا رئيسيا في انتشار الفيروس وتضخم حجم الكارثة .
كذلك الأمر في صنعاء ليس مطمئناً على مستوى الإجراءات ونتوقع انفجار كارثة حقيقية خلال الفترة المقبلة بسبب هول ما تخفيه سلطة الأمر الواقع بصنعاء ” جماعة الحوثي” في مجال الصحة من وجود حالات مصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرتها.
تستخدم جماعة الحوثي الوباء أداة قمعية جديدة ضد اليمنيين في استغلالها لآلاف المسافرين واحتجازهم تحت مظلة الحجر الصحي في أماكن مختلطة بدون كمامات أو قفازات أو معقمات، وتخلو هذه الأماكن من أبسط الأدوات الصحية، والخدمات الطبية ومن يدفع، يمنح شهادة سلامة ” قرآنية ” من “كورونا” وتصريح عبور .
إجراءات ضعيفة ونظام صحي مدمر وخلافات حادة بين الأطراف والتشكيلات والأحزاب هذا ماجعل منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي تقول: أن مكافحة الفيروس في اليمن ستكون صعبة، وإن ما يواجهه البلاد مخيف، مرجحة إصابة عدد أكبر من الأشخاص بالعدوى بمضاعفات شديدة أكثر من أي مكان آخر !
يبدو الأمر مرعبًا !