د. جنان الحربي: الفلفل والتوابل لم تحمِ أبناء الجالية الهندية من الإصابة بـ«كورونا»… تطالب بتوعية مكثفة للجاليات غير العربية بالإجراءات الاحترازية

النشرة الدولية –

تشير معطيات وزارة الصحة الى أن مواطني الجالية الهندية يحتلون المرتبة الأولى بعدد الإصابات الكورونية بالكويت.

مزاعم كثيرة نشرت على دور النشر العالمية أن الهنود لديهم مناعة قوية تمنعهم من الإصابة بمرض «كوفيد ـ 19»، فعلى سبيل المثال، صحيفتا «لايفمنت» و«نيتشر ايشيا» كتبتا أن الهنود لديهم جينات مناعية فريدة (جين KIR2DL5) يجعل مناعتهم صارمة ضد «كوفيد ـ 19» ولن يؤثر عليهم المرض أبدا.

د.جنان الحربي

وأشار كذلك موقع «ذا برينت» أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للهند يمنع من انتشار مرض «كوفيد ـ 19».

إذن، ما الأسباب التى جعلت المرض ينتشر بنسبة عالية في الهند وبين أفراد جاليتهم لدينا بالتحديد؟

المفاجأة الكبرى

صرحت د. ميهرا بأن الجين الذي يتحدث عنه العلماء لا يقتصر على الهنود وهو موجود لدى الكثير من الأعراق مثل الأفريقيين والفلبينيين والقوقازيين وغيرهم، ومن المحتمل أن تكون مناعتهم الواسعة تعود إلى عوامل أخرى مثل بيئتهم التي تفرض عليهم التعرض باستمرار لمسببات المرض واستهلاكهم التوابل الهندية بشكل كبير، وللأسف الفلفل الحار لم يصد عنهم مرض «كوفيد ـ 19» والأمراض المعدية.

ونقلا عن «إكونوميك تايمز»، لا يستبعد أن تكون الهند مصدرا جديدا لفيروسات الكورونا في المستقبل.

فلدى بعض الهنود ممارسات غذائية متشابهة مع الصينيين مثل أكل لحم حيوان البانجولين الذي يعتقد أنه الوسيط لفيروس الكورونا بين الخفافيش والإنسان.

وكذلك أغلب الهنود يمارسون تجارة حيوان البانجولين مشاركة مع الكثير من الدول الآسيوية والصين.

وللعلم الكثير من الهنود يأكلون لحم الخفافيش مثل الصينيين ولديهم ظاهرة تعرف بالـ bushmeat، حيث يقومون بصيد أي حيوان في الغابات أو في الحقول من أجل الغذاء بغض النظر عن صلاحيته كغذاء.

في السياق نفسه، صرح الطبيب الاستشاري سوجيت راجان في معهد مستشفى بومباي للعلوم الطبية ومستشفى باتيا في بومباي قائلا: انتشرت ادعاءات كثيرة أن الهند تتميز بأقوى مناعة في العالم، إذن كيف نفسر نسبة الإصابات في مرض السل التي وصلت 27% من إصابات العالم وأن لدى الهند أعلى معدل انتشار لمرض الربو وأكبر عدد من الوفيات بسببه.

أغلب طوائف الهند مقيمة في الكويت ولكل منها معتقدات وممارسات خاصة بها، فعلى سبيل المثال، هناك طائفة تتبارك بلعق الملاعق من غير مراعاة القواعد الصحية.

تنتشر ظاهرة البصق (مكرم القارئ) بين أفراد هذه الجالية وبقية الجاليات الآسيوية، وهذه الممارسة الخاطئة قد تساهم في نشر الفيروس. تواصلت شخصيا مع بعض الهنود، حيث ابلغوني بأن الكثير من أبناء الجاليات الآسيوية وخاصة الهنود مازالوا يتناولون أوراق البان (بالخش والدس) وهذه النبتة تضطرهم إلى البصق مرارا وفي أغلب الأحوال يتطاير الرذاذ من افواههم على الملابس والأسطح القريبة منهم وهذا يزيد من احتمالية انتقال المرض بينهم.

الأعداد المتزايدة للمصابين بين العمالة الآسيوية، والله أعلم ستصل إلى أي رقم، تثير القلق.. فلدى الكويت نسبة عالية جدا من العمالة الآسيوية، منها العمالة المنزلية وهناك من يعمل في القطاع الأهلي والكثير منها عمالة سائبة.

من الواضح أن هناك نقصا توعويا وقصورا في الحملات الوطنية التوعوية لهذه الجاليات إلى جانب ممارساتهم اليومية وأوضاعهم السكنية الرديئة.

فعلى الجهات المعنية القيام بشكل فوري وعاجل بحملات توعوية إرشادية وإرسال رسائل توجيهية رسمية بلهجاتهم المتعددة بمساعدة سفاراتهم الموجودة في الكويت ومشاركة شركات الاتصال، فالرسائل التوعوية للجاليات الآسيوية ظهرت في بداية الأزمة واختفت بعد ذلك.

للعلم، ترك هذه الجاليات تعيش بهذه الطريقة وأغلبهم ليس على دراية بالاشتراطات الصحية والوقائية ممكن أن يزيد الطين بلة وينهك الطاقم الطبي الذي نعتبره طوق النجاة لنا من بعد الله سبحان وتعالى.

اللهم أبعد عنا الوباء واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى