هل يسدد “الدينار العربي” الضربة القاضية للدولار ..؟!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تُصرُ الدول العربية على أن تتواجد على هامش الحياة، وأن لا يكون لها دوراً مؤثراً على الصعيد العالمي، رغم إمتلاكها أهم مقومات الوجود البشري، وبالذات في مجالات الطاقة والمواد الخام والموقع الجغرافي، فالأمة العربية لا تزال عبد وخادم مطيع للدولار الأمريكي، وترفض الخروج من بيت طاعته لتمنحه القوة على بقية عملات العالم، بل ترفض أمتنا أن تستعيد مبادرة الملك فيصل آل سعود حين قام بطباعة الدينار العربي وفقد حياته بسبب فعلته، وربما يرتعب الحكام من مواجهة مصير كصدام حسين ومعمر القذافي وكلاهما أراد أن يتخلص من هيمنة وسيطرة الدولار، فتخلصت منهما الولايات المتحدة بابشع الطرق وأسوئها، لتوجه رسالة للجميع بأن من يحاول العبث بالدولار سيواجه نفس المصير المؤلم.

هذه التهديدات والتحديات قد تُرعب بعض الزعماء، لكنها لم تؤثر في عزيمة منظمة شنغهاي للتجارة التي خرجت عن النص، وقررت أن تتعامل فيما بينها بالعملات المحلية لكل دولة أو أن تقوم بإصدار سندات مالية خاصة بها، وتدرس المنظمة أيهما الأفضل في التعامل، لكن لن يكون للدولار الأمريكي مكان في عمليات البيع والشراء مما يوجه ضربة قاصمة لقوة الدولار، حيث تستغله الولايات المتحدة في فرض العقوبات على دول العالم، لكن بخروج منظمة شنغهاي عن النص الأمريكي فإن العقوبات ستصبح مجرد حبر على ورق ولن تؤثر على دول العالم، بعد أن خرج أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من عباءة الدولار.

وكانت أوروبا قد سبقت منظمة شنغهاي في التخلص من سيطرة الدولار وجعلت تعاملها باليورو، وهذه الخطوة أفقدت الولايات المتحدة صوابها، لكنها لم تتعلم الدرس فسارعت إلى فرض تعرفة جمركية مرتفعة على السلع الاوروبية والقادمة من منظمة شنغهاي ومن جارتها كندا، وبالتالي فقد خسرت الولايات المتحدة مجموعة الشركاء الذين كانوا يستوردون المنتجات الأمريكية ويرفعون من قيمة الدولار، ليكون التعنت الأمريكي سبباً في زيادة رغبة دول العالم في الإبتعاد عن الدولار، وستدرك واشنطن متأخرة بأن سياستها الإقتصادية والسياسية هي السبب  في الهروب العالمي الجماعي من الدولار مما سيجعلها تعاني الأمرين.

وتنتظر دول العالم التي خرجت عن الخط الأمريكي الضربة القاضية لإقتصاد الولايات المتحدة، والتي ستأتي إذا ما قررت منظمة أوبك بيع النفط بالعملات المحلية أو قامت الدول العربية بإحياء مباردة الملك فيصل آل سعود بطباعة الدينار العربي والتخلص من الدولار، لكن في ظل التشرذم العربي والتبعية المطلقة للبيت الأبيض فإن العرب لن ينضمون إلى الدول الراغبة في التحرر من القيد الأمريكي رغم أن الفرصة سانحة للخلاص من سيطرة واشنطن والبدء بحياة الحرية والإرتقاء صوب النفوذ العربي بحيث تصبح الأمة في مصاف الصين وروسيا والإتحاد الأوروبي وعندها ستحسب الولايات المتحدة لأمتنا ألف حساب، الفرصة تطرق الباب فهل نضيعها إرضاءاً للبيت الأبيض أم نستغلها ونرفع أعمدة بيتنا العربي.؟

—–

*  الدولار: ورقة مالية تكلف طباعتها “10” سنت ويتم بيعها ب”100″ دولار، حيث تشتري الولايات المتحدة أملاك العالم بورق بلا قيمة.

* منظمة شنغهاي: منظمة إقتصادية تضم في عضويتها الصين، روسيا، الهند، باكستان، قيرغزستان، أوزباكستان، أفغانستان، إيران، بيلاروسيا ومنغوليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى