تقرير: “خردوات الموت” في الأردن تقتل 5 أطفال لاجئين* راشد العساف
النشرة الدولية –
لم يعلم ذوو الاطفال اللاجئين السوريين الخمسة الذي قتلوا بانفجار قنبلة قديمة في مدينة المفرق شمال شرق الأردن، أن الموت الذي فروا منه من درعا السورية سيجدونه أمامهم على شكل “مخلفات خطرة”.
أبناء أعمام من عائلة الحمصي فروا من الاضطرابات المندلعة في مدينة درعا جنوب سورية، بعد أن اشتدت المعارك والقصف هناك خوفا على أطفالهم، فلجأوا إلى الأردن مع بداية الأزمة السورية في عام 2011.
استقروا في “منطقة الفدين” بمدينة المفرق، وأنجبوا أربعة أطفال خلال فترة تواجدهم في الأردن.
الفقر والعوز منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس والانتظام في الصفوف، وكانوا يعملون مع ذويهم في جمع الخردة رغم أن أكبر الأطفال الخمسة لا يتجاوز عمره الـ9 سنوات.
خرداوت الموت
الأطفال، محمد عيسى وربيع ومحمد عبد الله وعطا الله ويوسف، وهم أطفال لاجئون سوريون، اعتادوا على جمع كل شيء صلب من أماكن تجمع النفايات.
وفي نهاية نيسان/ أبريل الماضي، عثر الأطفال الخمسة على قنبلتين قديمتين أثناء جمعهم للخرداوت من مكان قريب لمنزلهم، فاحضروها إلى البيت وقاموا بتنظيف القنبلتين وهم يظنون أنهم سيحصلون على مبلغ أكبر إذا باعوها، فوزنها الثقيل بالنسبة لهم يعني مزيد من المال.
حمل الطفل الأكبر بين أقرانه، الذي كان يرتدي ثوبا أسودا، القنبلة وعبث بمسمار الأمان وسحبه، لتنفجر القنبلة به ويقتلوا جميعا في نفس اللحظة.
فيما قام سلاح الهندسة العسكرية بتفجير القنبلة الثانية، بعد حضورهم وإخلائهم لمكان الحادث.
أفراد من قوات الأمن الأردنية تنتشر في مكان الحادث بمنطقة الفدين شمال شرق الأردن
مخلفات الأمن الداخلي
الأطفال اللاجئون نجوا من قنابل الحرب المندلعة في بلادهم، ولكنهم لم ينجوا من قنبلة قديمة في منطقة الفدين بالمفرق أدت إلى مصرعهم جميعا.
ورجح مسؤول أمني كبير في الأمن العام في حديثه لموقع (ارفع صوتك)، أن يكون سيل مياه الجاري بجانب منطقة الحادثة قد جرفت القنابل القديمة التي عثر عليها الأطفال.
وفي بعض مناطق إقليم الشمال في الأردن يوجد “مخلفات خطرة” للأمن الداخلي في مناطق كانت معسكرات للجيش أو مناطق نشطة في الحروب التي مرت على البلاد في القرن الماضي.
الأمن عرّف “المخلفات الخطرة” بأنها قذائف قديمة وقنابل، حيث قام سلاح الهندسة التابع للجيش الأردني بحملة تمشيط لتلك المناطق في الصيف الماضي.
الرواية الرسمية
وقت وقوع الحادثة تضاربت الأنباء حول هوية المتوفين لأن ملامح بعض جثث الأطفال كانت مشوهة تماما بحسب المصدر الأمني.
لكن بيان الأمن العام أفاد بأن الحادثة التي وقعت راح ضحيتها خمسة أطفال وأمهم.
لكن بعد الفحص الطبي تبين أن جميعهم أطفال ولا سيدة بينهم، اثنان منهم أخوة.
نقلاً عن موقع “إرفع صوتك” الإخباري”