ترامب وحلم ال “Independence Day”
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تحتفل دول العالم سنوياً بعيد الإستقلال والخلاص من المستعمر المحتل، فتعطل العمل وتنظم المهرجانات الشعبية والعسكرية لإظهار مدى هيبتها وتطورها وقوتها، فتحلق الطائرات المقاتلة في الجو والدبابات على الأرض، وتتسابق لإظهار طريقتها في صناعة مستقبلها وكيف انتقلت من حال إلى وضع أعظم، وتحلم الدول أن يترافق هذا اليوم مع أيام نصر عظيمة للعالم بحيث يكون يومها عالمياً كما حصل في فيلم “يوم الإستقلال” “Independence Day ” للمخرج رولان إيميريش ومن بطولة ويل سميث وجيف غولدبلوم وبيل بولمان، وانتصر فيه العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الغزاة القادمون من الفضاء، وتحقق النصر في يوم إستقلال الولايات المتحدة التي ترتدي دوماً ثوب البطل المطلق، ليصبح العالم يحتفل بيوم إستقلاله كيوم حرية وإنقاذ العالم في يوم الاستقلال الأمريكي.

ومن المؤكد ان الرئيس دونالد ترامب شاهد كغيره الفيلم مراراً وتكراراً، وأصبح يحلم أن يتم تخليد اسمه على أنه من جلب النصر للعالم على فايروس “كوفيد – 19” في الرابع من تموز يوم إستقلال الولايات المتحدة، إما بإختراع الدواء أو باختفاء الفايروس من البشرية، وقد يفعلها ترامب ويُعلن في هذا اليوم نهاية وباء كورونا ويحتفل مع العالم بالنصر، لكن بعض الدول ومنها الأردن قد تعلن نهاية الوباء قبل هذا اليوم وقد يترافق مع عيد الفطر وعبد الاستقلال في الخامس والعشرين من أيار القادم، وبالتالي ستفشل محاولات ترامب ونظريته في أنه المنقذ الملهم للعالم.

التقارب الغريب بين الفيلم الأميركي وما يجري أن الدروع كانت تمنح الغزاة القوة الضاربة في تدمير الأرض كونه يمنحها الوقاية، وأنها جميعها متصلة بالخلية الأم ونهايها محصورة بتدمير المصدر الرئيسي، ليشن العالم هجوماً شاملاً يقودة الرئيس الأمريكي الطيار توماس وايتمور الذي لعب دوره بيل بولمان، وهذا الدور الكبير الذي يبحث عن تقمصه ترامب، لتحقيق النصر حتى إن كان عن طريق ويل سميث وجيف غولدبلوم، كون النصر في النهاية سيكتب بإسم الرئيس الأمريكي ويخلده التاريخ.

وهذا ينطبق على الفايروس الذي لن تنجو منه الأرض إلا بمعرفة مصدرة وتدميرة باكتشاف العلاج، ويريد ترامب أن يكون صاحب الايادي البيضاء على العالم بشكل عام وعلى الشعب الأمريكي بشكل خاص، حين يجعل عيده عيدين ويضمن طبعاً انتخابه لمنصب الرئيس من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button