رسالة إلى بني صهيون.. وإني لكم من الناصحين
بقلم: صالح الراشد

 

 

حان وقت الرحيل، فالكذبة التي اخترعتها الصهيونية العالمية لم تعد خافية على اليهود الذين يدفعون ثمن الحُلم الصهيوني الخادع من دمائهم، فالكذبة الأكبر في التاريخ الحديث لم تعد مقبولة، ففلسطين لأهلها الصامدين فيها والمهجرين منها، وعلى اليهود الذين ضللهم الصهاينة العودة من حيث جاءوا، فشعب فلسطين لم ولن يعرض أرضه للبيع، ولن يمرغ نفسه بوحل الخيانة، ويملكون نظرية ثابتة يتوارثونها “المنية ولا الدنية”، وحتى إن خرج بعض الباحثين عن الثراء السريع والمنصب عن عقيدة شعب فلسطين، فهم قلة نبذهم الحاضر رغم مناصبهم وسيعريهم المستقبل وسيختفون من كتب التاريخ التي تُخلد الشرفاء.

لقد أسقط الصمود الفلسطيني وبطولاته نظريات السلام والاتفاقات المتتالية مع الأنظمة العربية دون شعوبها، فهي اتفاقات لم تمنح اليهود الأمان والعيش بهدوء في فلسطين المحتلة، ليُسقط حجر طفل الاتفاقات ويمزقها الخنجر، وتخترقها طلقات الحرية وأخيراً أفنتها بلطة البحث عن الإستقلال، لقد فشلت المنظومة العربية الصهيونية في صناعة الأمن والأمان للطرفين، وارتقت اليد الفلسطينية التي لم ولن توقع على بيع أرضها وتاريخها، وحاضرها ومستقبلها بمشاريع توفر حياة وأي حياة للأنظمة الموقعة على اتفاقات الخنوع.

لقد انتقلت الحرب صوب المربع الصهيوني وأصبح هو الطريدة، وأصبح حصار القوات الصهيونية للمدن الفلسطينية وإمطار أهلها بصواريخ من شتى الأنواع أمر من الماضي، فاليوم كل صاروخ صهيوني يأتي الرد عليه بصاروخ فلسطيني أو طلقة من قناص أو بطل يقتلهم بسكين ويرتقي شهيدا، وقد يأتي الرد ببلطة بيد جبار ، ليصبحوا هم الضحية والقتلى، ففي كل يوم جنازة وجنازات ومآتم متواصلة في مستعمراتهم، ففلسطين بشعبها تنتقم لشهداء مزقتهم صواريخ الموت، ولأسرى ينتظرون فرحة لقاء الأهل وبهجة مغادرة الزنازين، ولمهجرين ما غادرت فلسطين قلوبهم ولا وجدانهم، ولم تكسر هؤلاء جميعاً أقلام راكعة وقعت على إتفاقات مهترئه، ولا أيادي مرتجفة تبصم على مواثيق زائلة.

انتصرت البلطة كما انتصرت الملعقة والسكين والمسدس والبندقية، وانتصرت الأمعاء الخاوية والقلوب الشجاعة، انتصر الحجر وسينتصر الشجر، فكل ما في فلسطين سلاح، وفي كل شبر مواجهة وفي كل بيت أسد متأهب ليوم المنازلة، فكيف يصبر اليهود الموعودون بالعز والأمان والثروة على الذل والقهر والرعب، وكيف سينجوا اللص من صاحب الدار، لذا فطريق الصهاينة أصبحت واضحة وما عليهم إلا الهرب قبل الموت ، فأوروبا التي تخلصت من دنسهم أولى بهم وفلسطين أولى بها أهلها، فنصيحتنا للصهاينة ونحن لهم من الناصحين، لقد أخذتم حصتكم من دماء شعب فلسطين، ودفعتم ضريبة استعماركم لأرض القتل والموت فارتحلوا قبل أن تصبحوا تحت الأرض وليس فوقها، ففلسطين قد أعلنت الحرب في شتى المواقع، لذا اهربوا بأنفسكم قبل ان تُكتب نهايتكم ببلطة أو سكين أو طلقة أو بأشياء لم تعهدوها ولم تخطر ببال بشر، فهذه فلسطين وهذا شعبها ألم تتعلموا بعد..؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى