نبدأ فرصة جديدة
بقلم: لبنى الحرباوي

 

النشرة الدولية –

أمل ببداية أخرى وفرصة جديدة

منذ أيام قليلة، كسرت قطعة من قلبي. لقد توقفت صحيفة “العرب”.

قد يقول البعض إن هذا الإحساس طبيعي جدا ففقدان الوظيفة لأي سبب كان، سواء من جانب الشركة أو كعقاب على سلوك شخصي، يترك أثرا نفسيا عصيبا على الموظف خاصة في الفترة الأولى.

لكن من وجهة نظري كان الأمر مختلفا جدا، يتجاوز فقدان مورد رزق… إنها مسألة انتماء، أنتمي إلى هنا. إلى “العرب”، أو إنها تنتمي إليّ.. الأمران سيان.

لبنى الحرباوي | صحيفة العرب

لم أكن الوحيدة طبعا، جميعنا ممن يعملون في المؤسسة تشاركنا الألم والأمل ببداية أخرى وفرصة جديدة.

لم نكن نعرف أننا نحب صحيفتنا إلى هذا الحدّ حتى أحسسنا أننا قد نفقدها، رغم بعض المطبات والعقبات في بعض الأحيان.

فجأة رممت القطعة المكسورة من قلبي.. بإعلان الدكتور هيثم الزبيدي رئيس التحرير عن عودة صحيفتنا.. وكما الحزن، تشاركنا جميعنا السعادة دون أن نعرف التفاصيل. تشاركنا ذبذبات الحب عبر السكايب.. ضحكات وقلوب.

ورغم أن التوقف دام أياما قليلة، فإن الإعلان عن العودة كان أشبه ببداية جديدة أو سعادة جديدة.

وإذا كانت البدايات وحدها جميلة، دعنا نبدأ مجددا.. قال أحد الأصدقاء إنه لم ينم ليلتها.. وكأنه مراهق ينتظر الذهاب لمقابلة حبيبته صباحا.

ليست كل الكسور نهاية حياة؛ فبعضها بداية حياة جديدة.

وكما كل البدايات، نحتاج كلنا في بدايتنا الجديدة.. إلى “قوة التفكير الإيجابي” التي ترتكز أساسا على معرفة قدر أنفسنا والإيمان بقدراتنا الكامنة والتخلص من هواجسنا وتحطيم قلقنا.

نحتاج أيضا إلى كلمة مفتاح هي التفاؤل. فكلما كنت مُتفائلا، كلما كانت صحتك أفضل.. وحياتك أكثـر سعادة.

بالنسبة إليّ علمتني التجربة الجديدة أن أستمتع بالأشياء الصغيرة في حياتي، لأني أدركت عند الاقتراب من فقدانها أنها كانت أشياء عظيمة!

إن الاكتئاب والضيق والحزن لن يقدم لنا أي شيء سوى زيادة شعـورنا بالمعاناة والإرهاق. لقد بات ممكنا الآن أن نستمتع بحياتنا بما يتوافر لدينا من إمكـانيـات، وألّا نعيش بمبدأ سأستمتع بحياتي في وقت آخر لاحق، لأننا لا نضمن أننا قد نعيش ظروف الحجر الصحي العام مرة أخرى، فتوقف حياتنا وعملنا وتبعدنا عن كلّ ما نحب.

في النهاية، لا يحصل الكثيرون منا على فرصة لبداية جديدة لكننا حصلنا عليها في عملنا على الأقل، وعندما يرزقك الله بداية جديدة، لا تكرر الأخطاء القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى