استراتيجية العنونة ودلالاتها في قصص سناء الشعلان* الباحث محمد وهاب

النشرة الدولية –

ملخص:

من غير شك أن للعنونة في حقل الأدب والفن حظا كبيرا من اهتمام المبدع حين يجهد نفسه في اختيار عنوان يلاءم مضمون نصه، لكن العنونة في القصة القصيرة  أشد حظا، كونها منظومة تتقاطع فيها أفكار وهواجس وأيديولوجية ورؤى القاص لتتمركز كنص موازِ يمكن فهم بنيته السطحية من طريق التفسير الذي ينهض على إدخال بنيته الدلالية في بنية أوسع تكون فيها الأولى جزءا من مقوماتها. إذ يقتضي الشرح إنارة النص بعناصر خارجية عنه من أجل إدراك مقوماته وكشف الحقيقة.

الكلمات المفتاحية: المنظومة العناوينية، القصة القصيرة، البنية الدالة، التماثل، الرؤية.

تقديم:

إن من أهداف هذا البحث; إثبات فاعلية المنظومة العناوينية في تمثُّل الرؤية، وتماثلها والعناصر المكون للرؤية نفسها حتى وإن حملت  هذه العناوين في بنيتها كثافة دلالية رمزية عالية يغيب معها المضمون إلا أن تتالي العناوين في المجموعة الواحدة وما يجمعها من لحمة حين تشكل إيقاعا عاما متجانسا تصب في بؤرة واحدة يعوض صراحة العنوان المفقودة في التعبير عن المضمون ومنه الرؤية، مع فرضية اشتمال العنوان على عناصر الخطاب المكنى عنه، وتشغيلها بما يضمن عدم إرباك العلائق الوظيفية بين المكنى والمكنى عنه.

ويهدف البحث كذلك إلى; منازعة السيميوطيقا في هيمنتها على العنوان والانطلاق منه في المقاربة. وهنا يهتم البحث بالقصة القصيرة وكيف أنها تمتلك تشكيلا مخصوصا في بنية عنونتها الذي يمكِّنها من التعبير عن رؤية صاحبتها، فالعنوان أضحى موضوعا شركا بين “اللساني والسيميوطيقي وعالم النفس وعالم الاجتماع والمنظر للأدب والناقد باعتباره مقطعا إيديولوجيا un fragment idéologique” (بوطيب.ج.193:1996)

العنوان هوية النص وحامل أفكاره التي هي أفكار مبدعه، ومُركِّز محتواه العام بوضعية لغوية شديدة الافتقار مقارنة بما يُعنوِن، ذا دلالة، ليس على مستوى البنية السطحية فحسب ، بل يمتد حتى البنية العميقة الدالة.

والعنوان الذي يختاره القاص لمجموعته القصصية وعنوان القصة الأولى –المفتاح-الذي غالبا ما يكون هو نفسه، يتضمنان خيوطا حريرية تربط أحداث القصة المفتاح بأحداث قصص المجموعة. وما توالد من هذه الأخيرة وعناوينها. ولعله من اللافت للنظر عند أي قارئ مدرك لمعطيات العمل الأدبي أن يصل إلى مغزى اختيار الأديب عنوانا معينا ضمن عناوين مجموعته القصصية، وإيثاره إياه دون غيره، “فيكشف عن مغزى ذلك الاختيار وهو أن العنوان الذي اختاره المبدع يمثل انعطافة كبيرة في تجربته الشعورية/الحياتية، وفي تجربته الفنية من حيث كون القصة التي وقع الاختيار عليها لتكون بالعنوان المفتاح الذي قد يستطيع من خلاله القارئ الولوج إلى ما يعتري القصص من معطيات ثقافية واجتماعية وأيديولوجية ونفسية.”(ذنون.س م.19:2012) فيغدو العنوان “وسيلة للكشف عن طبيعة النص وللإسهام في فك غموضه.(Grivel. Ch.1973:169).

والمبدع لحظة اختيار عناوين المجموعة القصصية يرقى إلى لحظة التسامي، إذ يستحضر في ذهنه كل أنساق النص وبؤره لينتج نصا آخر ألا وهو عناوين المجموعة–النص الموازي-أكثر تكثيفا من النص المسرود (ذنون.س م.19:2012)، وهنا هل يكون العنوان علاوة على وضعه السيميائي المكتظ بالعلامات والإشارات والرموز والأيقونات والاستعارات; بمنظومته، ذا وضع بنيوي دلالي تتماثل فيه بنيته السطحية التي تتمظهر فيها الرؤية بوصفها بنية عميقة دالة والعناصر السياقية المكونة لها؟ و هل يمكن أن يتوازى نص المنظومة مع النص المسرود في التعبير عن رؤية القاص؟ وهل نستطيع من خلالها اكتشاف طبيعتها وحصرها؟ وكيفية تعبيرها التشكيلي عنها؟ خاصة إذا فرض أن النص المسرود الذي بين أيدينا له هته الرؤية أو تلك، هل يمكن للمنظومة العناوينية مكاشفة هته الرؤية؟

ومن خلال ما تقدم جاء البحث في محورين اثنين، الأول: العنونة في القصة القصيرة المفهوم والبناء، حيث  يعرض مفهومه والخصوصية البنائية للمنظومة العناوينية في القصة القصيرة أي في المجموعة القصصية التي تحوي قصصا قصيرة والتي قد تتوالد منها قصص قصيرة جدا مرة أخرى بعناوين فرعية أو بمنظومة فرعية سليلة تشكيلات أصلها، لتحمل كل هذه العناوين في تشكيلاتها مضمون أو مضامين القصة الأم وتمظهرات رؤية المبدع.

أما الثاني: تشكيلات المنظومة العناوينية وتجلي الرؤية،  ومن خلال قراءة في عناوين بعض المجموعات القصصية لسناء الشعلان وبنيتها السطحية ومحاولة فهم أنساقها البنائية في تماثلها والبنية الدالة العميقة-الرؤية- تأتي عملية تفسيرها بالبحث عن المكونات الفاعلة لهذه البنية العميقة أو الرؤية التي تقوم على مبدأ التكوين المرتكز على الكيفية التي تتولد بها الأبنية العقلية على المستوى التاريخي ومنه الاجتماعي والسياسي والإقتصادي…

أولا: العنونة في القصة القصيرة المفهوم والبناء.

العنوان في لغة العرب من “(عنَنَ) وعَنَّ الشّيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَنًا وعُنُونًا، ظَهرَ أَمامكَ، وعَنَّ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنًّا وعُنُوانًا واعْتَنَّ اعْتَرَضَ وعَرَضَ ومنه قول امرئ القيس:

فَعَنَّ لنا سربٌ كأن نعاجه” (ابن منظور. 1992: 3139)

ومن (عَنَا) و”عَنَوْتُ الشّيءَ أبديته وعَنَوْتُ به أخرجته، وعَنَتِ الأرض بالنبات تَعْنُو وأَعْنَتْه أَظهرتْه. قال ذو الرمة:

ولم يبق بالخلصاء مما عَنَتْ به *** من الرطب إلا يبسها وهجيرها” (ابن سيده. 366:2000).

من هذا التأصيل المعجمي يتضح أن الظهور والاعتراض يشيان بمعنى المادتين -عَنَنَ وعَنَا-فأما الأول فيعني سطوته وتجبره إن على مبدعه لأنه صاحب صدارة  النص وله دقة البناء واتساع المعنى الذي يوشك أن يوازيه به. وإن على متلقيه لفرض نفسه عليه، حين يعلو النص وحين يفصح بإيجاز شديد عما فيه. وأمّا الثاني فوقوف العنوان حاجزا معترضا ما بين القارئ والنص.

والعنوان في اصطلاح النقاد علاقة بنائية دالة يشتبك فيها العمل وعنوانه على أساس بنائي حيث يَختزل فيها بناءً ودلالة العنوانُ القصةَ بشكل كامل (فضل.ص.236:1992). إنه بنية سطحية بنظام دلالي له مستوى عميق مثل نصه تماما، ولهذا نجد صاحبه يجهد نفسه حتى يحمله محتوى نصه العام(قطوس.ب.37:2001). ليجعله عامل تفسير مهمته الأولى وضع المعنى أمام القارئ. وهنا يصبح العنوان هو البنية الظاهرة التي يمكن أن تدرج على رأس كل نص لتحدده وتدل على باطنه ومحتواه العام (Comprubi.JB.2002;5). هذا عن مفهوم العنوان عموما في حقل الأدب لكن ما يريده البحث هو خصوصية العنوان في السرد، بل في القصة القصيرة حين تشتغل فيها المنظومة العناوينية لتأخذ تشكيلا يمكن أن يفهم ويفسر من خلال تماثله والعناصر المكونة لبنيته العميقة الدالة.

والقص بصفته فعلا سرديا; أممي عبر تاريخ وثقافات الشعوب. والمتتبع لتاريخ العنونة في النتاج الأدبي يجد أن النثر أوفر حظا من غيره في امتلاك العنوان (الغذامي.ع.267:1985). فيأتي هذا الأخير في النص السردي ملازما ولصيقا للنص أكثر من النص الشعري وبخاصة الشعر العربي القديم الذي نراه قد استغنى عن العنونة أحيانا (قطوس.ب.2001: 117/118).

ولعل السرد العربي يستمد قوته وديمومته من عراقة العنونة فيه، فالمرويات الكبرى; القرآن الكريم، كليلة ودمنة، وألف ليلية وليلة، والمقامات، ورسالة الغفران، ورسالة التوابع والزوابع… تكسب السرد المعاصر إرثا ثريا في مجال التسمية , حتى وإن كانت الأنواع السردية المعاصرة: القصة القصيرة , السيرة الذاتية, الرواية. انتقلت إلى الفضاء العربي نتيجة التثاقف والترجمة، فإن العنونة في مجال المرويات السردية التراثية غدت رأس مال للسردية المعاصرة , يتحاور معها  السارد المعاصر  ويتقاطع. فالعنونة في السرد تقليد وسمة وقانون، حتى أصبحت مقاربة العنوان أمرا حيويا للإمساك بمكائد السرد ومراوغاته.

والكشف عن أسرار عنونته يعني كشفا لطرائقه في البنية والأسلوب وكيفيات التدليل(حسين.خ ح.303:2007)، فالعنوان في القصة يدل على موضوع الخطاب السردي فيكتسب عضويته منذ الوهلة الأولى بما يمكن أن يحمل من دلالات البنية السردية والمغزى الذي تهدف إليه “عندما يكون بنية عامة قابلة للتحليل والفهم والتفسير والتقويم، من خلال عناصر النص الأساسية التي تتمثل في مشاهده ومتوالياته، ووحداته الوظيفية، ومراحل تكوين بنيته العامة. وتتمثل كذلك في بنياته الأساسية وخطاباته ومنظوره الفني الذي يبدو في الشخوص، والأحداث، والفضاء الروائي، والراوي، ومنظور التعدد.(لحمداني.ج.70:2016). فتشي الصياغة الفنية للمنظومة العناوينية بالنظم الجيد للبنية السردية والتخطيط المنسق لحبكة القصة، لاسيما إذا علمنا أن السرد، إنما هو جملة من التحولات التي تتابع وفق برنامج سردي ولا سبيل إلى معرفة وضعية قصصية إلا برصد العناصر التكوينية والعلاقات التي تندرج فيها.

إن مقاربة أي نص إبداعي من خلال عنوانه وبأي منهج كان، أمر في غاية الصعوبة. صحيح أن العنوان هو النص وأنه مفتاحه “لكنه قد يصادر رؤية المتلقي وقد يوجهه أو يختاله فلا يكشف له عن شيء من رؤى النص”(العبيدي.ع أ.م.74:2009). فما يتهم به البحث هنا هو ما تقدمه المنظومة العناوينية في المجموعة القصصية من تدليل على الرؤية يساعد في حصرها وبيان طبيعتها، من خلال تشكيلات العنونة ثم فهم بنيتها السطحية وتفسير الدالة العميقة منها، عندما تُقرأ مجتمعة. فصاحبها وقت صناعتها-العنونة-يستجيب لقوة داخلية غامضة تملي عليه هذا الاختيار، تكون ناتجة عن مكونات بنيته العميقة التي تستمد من لاوعيه الثقافي، الاجتماعي، العقدي … فيبحث عن التشويق عبر استخدامه الألفاظ المتناقضة والتركيبات الغامضة الموحية أو تلك التي تداعب مشاعر القارئ أو تستفز أحاسيسه و التي في النهاية “تجسد نظرة الكاتب إلى الكون أو الطبيعة أو البشر”(العلاق.ع.ج.05:2002) ليغدو العنوان والنص في تشكيلهما ورؤيتهما بنية معادلية كبرى: >المنظومة العناوينية: نص المجموعة القصصية< .

ثانيا: تشكيلات المنظومة العناوينية وتجلي الرؤية

نعمد هنا إلى قراءة المنظومات العناوينية لبعض قصص سناء الشعلان – فما كتبت يقارب العشرين مجموعة قصصية، عدا ما تكتبه للطفل أو الرواية أو المسرح- إلى محاولة فهم بنياتها السطحية وتشكيلاتها التي تتماثل والبنية الدالة العميقة والعناصر المكونة للرؤية. هذا الاهتمام بالعنونة لا يقصي النص بل يستند إلى تعبيراته المتجزءة لتكون دلالات العنونة جامعة، حتى تحمل المضمون العام وتحصر الرؤية و تكشف طبيعتها المجملة. فالعنونة تفتح ما أغلق في النص إذ تبرهن مباشرة على ما تلاعب به النص، وتجمله. فتصبح رؤية الكاتب محصورة بها مكشوفة الطبيعة مقيدة .

-مجموعة: تراتيل الماء (الشعلان.س.2010)

تتوزع المجموعة على إحدى عشرة قصة قصيرة، تنقسم هذه القصص بدورها إلى متتاليات قصصية مرة أخرى لتقدم فروعا وأغصانا جديدة من النصوص التي تحمل كل واحدة منها شيئا مما يحمله عنوان المجموعة، يوضحها الجدول التالي:

المنظومة العناوينية لمجموعة تراتيل الماء:

 

عناوين قصص المجموعة عناوين المتواليات القصصية لقصص المجموعة
 

 

 

 

 

عنوان

المجموعة

‘ تراتيل الماء’

 

تراتيل الماء

 

 

سيرة مولانا الماء

 

 

س.ص.ع لعبة الأقدام

 

سفر البرزخ

 

المفصل في تاريخ ابن مهزوم     وما جادت مه العلوم

 

حكاياتها

 

 

 

قاموس الشيطان

 

أحزان هندسية

 

خرافات أمي

نفس أمارة بالعشق

مليون قصة للحزن

 

(1)ماء السماء(تراتيله مقدسة).(2)ماء الأرض(تراتيله مكاء وتصدية)

(3)ماء البحر (ترتيله سخط) .(4)ماء البحيرة(تراتيله بكاء)

(5)ماء النهر(تراتيله رقص).(6)ماءالينبوع(تراتيله حكايا)

(7)ماء الشلال(تراتيله عشق).(8)ماؤهما(تراتيل نسل)

(1) سيرة التكوين. (2) عروس مولانا الماء. (3) حوريات الماء. (4) عرافة الماء.(5) نحولات السيد. (6) مذكرات مولانا الماء.             (7) الطوفان. (8) المدينة الفاضلة. (9) عام مولانا الماء.

“س” “القدم العرجاء تهوى لعبة الأقدام أيضا”.  “ص” “الضفائر السوداء تتقن لعبة الأقدام”. “ع” “عليك أن تحضر جسدك معك كي تلعب لعبة الأقدام”. “لعبة الأقدام” “من حق الأقدام أن تتمرد على الأعراف والعادات والأحزان”

قصة الخلاص الأولى(من الصفر إلى…). قصة الخلاص الأخيرة (من…إلى الصفر)

(1) ابن زريق لم يمت. (2) شهريار يتوب. (3) جالاتيا مرة أخرى. (3)(أ).(3)(ب). (4) مسرور المجنون. (5) معروف الإسكافي. (6) السندباد السماوي (7) حذاء سندريلا. (8) شمشوم الجبار.(9) العذراء الذبيحة. (10) ثورة اللصوص(11) الخيل والماء والنار وما يزرعون.

 

(1) الحكاية الأم . (2) الحكايا النموذج 1:1. 1:2. 1:3. 1:4. 1:5. 1:6. 1:7.  1:8 . (3) الحكاية المأساة

 

 

الألف: أَحَدَثَ. الباء: بَدا . التاء: تاه . الثاء: ثلثا . الجيم: جمعهم . الحاء: حالته . الدال: دلّلها . الذال: ذاتي . الراء: ردفها . الزاي: زائر . السين: سنين .  الصاد: صمودهم . الضاد: ضمّ . الطاء: طال . الظاء: ظاهر . العين: عقدو. الغين: غيوم.  الهاء: هي.  الواو:  وَقَفَ . الياء: يمر

 

(1) أحزان نقطة المركز. (2) أحزانخطين متوازيين. (3) أحزان مثلث.  (4) أحزان مربع . (5) أحزان دائرة.

 

الخرافة الأولى. الخرافة الثانية. الخرافة الثالثة. الخرافة الرابعة. الخرافة الخامسة.

نفس أمارة بالعشق

مليون قصة للحزن

 

من خلال عرض عناوين قصص المجموعة وما شملته من متواليات قصصية فرعية عنها، يتضح أن العنوان الرئيس (تراتيل الماء) مشترك دلالي لأغلب قصص المجموعة، إذ حملت أغلب العناوين الفرعية محمولاته الدلالية. والقصة الأولى المفتاح حملت عنوان المجموعة، التي قرنت فيها الكاتبة بين كل حالة من حالات الماء وبين الشخصيات التي أقحمتها في هذه الحالة، فالبداية بالمقاتل المجاهد الطيب النقي، الذي يشبه ماء السماء. والمرأة المخلوقة من ماء الأرض الآسن والمستنقعات والتي صنعتها الحياة بقسوة من اتحاد ماء أب مجرم وأم مومس، والمرأة البحر التي لا تعرف الرحمة، والتي تشبه البحر في تقلبها والتي تسمم حبيبها مضطرة بكأس خمر لتتقاسمها معه، لكنها تشرب الكأس وحدها ليكون الرجل البحر الغادر هو الذي يبقى، والأسير المريض، أسير مرض الجذام الذي يشبه في أسره ماء البحيرة المأسور إلى الأبد في حدود البحيرة التي لا يسمح لها بالرحيل والحركة. والهارب من العدو، المشتاق للعودة الذي يشبه ماء النهر الذي يفر من منبعه إذ يصب في البحر دون رجعة، وأهل القرية المتكرمون بالقرابين يشبهون ماء الينبوع المتكرم بالعطاء والشفاء والانتقام والحرمان، فماء الينبوع لما شرب له. وقلب العاشق المكسور من تلك الفتاة فقلبه يشبه ماء الشلال المتهاوى من عل لينكسر على الأرض. والمولود الذي يشبه ماءهما.(ينظر: نفسه.2010: 11/21).

إن فعل الترتيل مقترن في الغالب بفعل قراءة المقدس من النصوص. والماء يحمل دائما بعد التقديس والطهارة والمغفرة والبدايات الجديدة. وهو أساس كل شيء وبالتالي هو أساس هذه المنظومة الإنسانية، وعندما تقول هذه الأديبة (تراتيل الماء) فهي تقصد تراتيل الحياة بما فيها الإنسان والحياة والظروف. فهذه العناوين  تؤرخ لسيرة الإنسان والطبيعة والصراع الأزلي بين الخير والشر. وهنا يكون لسناء الشعلان وظيفة مقصدية أو علاقة قصدية بينها وبين خيارات العنونة، لأن التاريخ المفترض في هذه المجموعة هو بديل مفترض أو مرتضى في تصورها للحقيقة والأحداث، “وهكذا يغدو العنوان في بُعدٍ من أبعاده العلائقية مطية لمقصدية الكاتب”(حسين.خ ح.99:2007).

تأتي قصتا ‘سيرة مولانا الماء’ و’سفر البرزخ’ لتواصلا حكاية الإنسان وتقديس سره، فسيرة مولانا الماء هي سيرة الحياة، فيها أرخت الأزمان، وكتبت الحقب، وفي حصنه انبثقت الحياة. فنجد’ سيرة التكوين، عروس مولانا الماء، حوريات الماء،  عرافة الماء تحولات السيد، مذكرات مولانا الماء، الطوفان، المدينة الفاضلة، عام مولانا الماء’ ونجد كذلك ‘”قصة الخلاص الأولى”(من الصفر إلى…) و”قصة الخلاص الأخيرة”(من…إلى الصفر)’كل هذه العناوين تعبر في تشكيلاتها عن الرؤية الإنسانية لصاحبتها.

س.ص.ع لعبة الأقدام: هذا العنوان رغم تركيب بنيته السطحية التي تشكلت من ثلاثة حروف وجملة اسمية، إلا أن ما تفرع عنه من عناوين كشفت تعبيراتها مضامين نصها، ورؤية صاحبتها. فالقدم العرجاء تهوى لعبة الأدام، والظفائر السود تتقنها. لكن عليك أن تحضر جسدك كاملا معك لتلعبها. العنوان الثاني يكشف بناء الشخصية، فهي بنت ذات ظفائر سوداء، ولنا أن نتخيل مشهد اللعب وكيف تهتز هذه الظفيرة وصاحبتها تقفز بين المربعات المحددة، الذي غالبا ما يكون مأساويا. ولذلك كانت قصة عليك أن تحضر جسدك معك كي تلعب لعبة الأقدام. فهذه الشخصية لا تستطيع اللعب إن خوفا عليها أو لإصابتها، ولا يمكن للعبة أن تنتقل إلى البيت. لأنها لعبة الحارات والأزقة. وهنا كان من حق الأقدام أن تتمرد على الأعراف والعادات والأحزان، حيث نجد المنظومة العناوينية نصا، هذا النص يكشف عن موضوع القصة وتغيرات رؤية صاحبتها.

يمكننا القول هنا أن الرؤية الإنسانية عند هذه القاصة يتنوع خطابها الإنساني حتى يلامس  الأسطوري منه، الذي يعتبر بنية دلالية شاملة وهي تمثل الوعي الجمعي للذات الفردية ووعاءه. التي يختص بها ثلة من الأدباء. هذا الاتجاه والنزوع الأسطوري الحامل لوعي الإنسان وفكره المعبر بشكله المعاصر عن الاحساس بالماضي وعن الذات الإنسانية المفقودة، المحققة به وحدة الوجود الإنساني، باتجاه البحث إلى مكاشفة مرجعيات النزوع إليه الاجتماعية وبواعثه السياسية، ومعطياته التاريخية، في تماثلها مع البنية السطحية لخطابه. لا يمكن فصله في كتابات سناء الشعلان عن لاوعيها الثقافي الذي تكوّن من خلال بحثها وتخصصها الآكاديمي. فنجد النزوع الاسطوري في ابن زريق لم يمت، وشهريار يتوب، وجالاتيا مرة أخرى، ومسرور المجنون، ومعروف الإسكافي، والسندباد السماوي، وحذاء سندريلا. ثم تلي هذه العناوين عناوين قصص بلا متن سوى نقاط في بياض وإحالة إلى تهميش على أن النص صودر لأسباب أمنية مثل نص شمشوم الجبار، ولأسباب عشائرية مثل نص العذراء الذبيحة. أما ثورة اللصوص فنصها ورد باسم (ثورة الجائعين) لكنه عدل بقرار شريف من الباب العالي. وعلق جزء من هذا النص حتى تعديل عاشر لأسعار الخبز، لا سيما خبز الفقراء. أما الخيل والماء والنار وما يزرعون  فمراجع ومصادر نصه محتجزة على ذمة التحقيق في وقائع إرهابية لإساءتها لديانات أخرى وطوائف مسكينة!!!

ثم تأتي بقية عناوين المجموعة لتواصل رسم أحزان الإنسان وصراعاته ولتثبت رؤية صاحبتها المأساوية مباشرة فكانت ‘حكاياتها، وقاموس الشيطان، وأحزان هندسية، وخرافات أمي، ونفس  أمارة بالعشق، ومليون قصة للحزن’. واستطاعت هذه الكاتبة من خلال العنونة في هذه المجموعة القصصية أن تكسر كل الحواجز الضيقة والحدود المرسومة للخارطة الكلاسيكية لبناء القصة القصيرة لتعيد رسم حدود جديدة له. بتشكيل منظومتها العناوينية واختيارها بدقة كبيرة لما تمتلكه من محمولات دلالية وجمالية هامة جدا. إذ يحضر فيها المضمون بقوة ليعتقل القارئ، من خلال استناد القاصة إلى التاريخ السردي المتخيل الذي استطاعت تفكيكه بقدرة عالية، لأنها على وعي تام من حضوره في ذاكرة القارئ عبر موروثه الديني والإنساني، وتراثه المتخيل في الذاكرة الجمعية، وهذا الوعي “بالمعرفة المسبقة في الذاكرة الجمعية أعطتها الجرأة على التفكيك وإعادة التشكيل بذكاء فنانة محترفة، ومع أن المضمون ظل هو السيد، ومع أن الماء ظل البطل في كل الحالات، إلا أن الجديد الذي تشكل، أعاد بدوره تشكيل الكاتبة نفسها أمامنا لنرى سناء الشعلان كاتبة مفكرة ذكية ونقية مثل الماء”(أبو الشعر.هـ.2011: 79/80).

لا يمكن أن نغفل في هذا الصدد الوظيفة التأثيرية والجمالية للعنوان. فالماء لا ينفك يحتل مكانه الثابت في الموروث الإنساني حيث يشكل في أعماق الوعي الانساني كل معاني الحياة والقوة والتأريخ والاستمرار والتجدد والاستقرار. وبهذا تستمد الرؤية الإنسانية وجودها من الإدراك الرمزي لدلالات ما توظفه من عناوين وأفكار رئيسة، المتراكم في لا وعي القاصة، فنجده حاضرا حيث حضرت دلالاته، ونجده يتسرب إلى قصصها ليكون البطل الممثل لكل تلك الجدلية التي تتمثل الصراع في هذه الحياة بكل تفاصيلها ولأن الماء حالة مصتعصية على الحصر تماما مثل الحياة، ولأنه هو الحياة فقد تجلت الكاتبة مع كل حالة بفكرها، وبرؤيتها الإنسانية والمأساوية، فانبجس الماء رمز الفطرة ونقاء الإنسان وسبب النزاع  والألم من كل نصوصها، واعتبرته الوحيد الذي يحفظ سر الحقيقة.

إن الرؤية الإنسانية والمأساوية عند هذه القاصة تنشد وعيا ممكنا بعالم جميل ليس فيه قهر ولاظلم، عالم مليء بالحب والمغفرة والعطاء..ولا يمكن فصل هته الرؤية عن لا وعيها الثقافي وعن        السياق الاجتماعي والتاريخي والسياسي. فالإنسانية منها مركزية تستمد وجودها من لاوعي الكاتبة الثقافي، والاجتماعي الأسري وبالأخص من العلاقات الحميمية التي نشأت عليها في أسرتها الكبيرة التي تربت فيها على المساعدة والتضحية والبذل وعلى رأسها علاقتها بأمها الحانية التي لقنتها معانيه السامية بقصصها التي كان الحب الشريك الأساسي بينها، وكذلك قراءتها للكثير من الأدب و القصص العربي والعالمي، التراثي منه والحديث، وما تحمله من قصص حب وعاطفة. “فقرأت ألف ليلة وليلة وقرأت للجاحظ ولابن قتيبة الدينوري وهي في صفها السادس، وانهالت عليها الكتب من والديها “فقرأت لماركيز، وفيكتور هيغو، وارنست هيمنغواي، وحنا مينا، وتوفيق الحكيم، وجمال الغيطاني وغسان كنفاني، وغادة السمان، وجرجي زيدان، وعبد الرحمان منيف”(كحيلي.و.2012: 126) كما قرأت كل أعمال نجيب محفوظ. ونجد  الحب متعلق أيضا بلا وعي الكاتبة الديني والعقدي فانتمائها الفطري والعقدي إلى الإسلام دين الحب والرحمة يهبها روحا جميلة محبة لخالق الكون والعالم أجمع.

إن الرؤية الإنسانية لدى سناء الشعلان القاصة تطمح إلى تحقيق وعي ممكن بعالم جميل ليس فيه قهر ولاظلم، عالم مليء بالحب والمغفرة والعطاء. أما المأساوية فلا يمكن فصلها عن السياق التاريخي والسياسي فقد كان له سهم في تكوين موضوعات قصصها وبالتالي طريقة الصياغة وأدوات تعبيرها. فلم يعد يخفى على الكبير والصبي والذكي والغبي ما يمر به وطننا العربي من أزمات خاصة بعد العديد من الانكسارات وخيبات الأمل. هذا الحال جعل المبدعين “يلجئون مثلا إلى الأسطورة عبر نصوص إبداعية ضمنوها مواقفهم من السلطة الاستبدادية، مثل ما نجد في رواية ‘رفاعة الطهطاوي ‘ ‘وقائع الأفلاك في مغامرات تلماك’ التي استهدفت الكشف عن الاستبداد السياسي رغبة في نقد الأوضاع السياسية”(نفسه.2012: 126). كما نجدها في إبداع البياتي والسياب وإيليا الحاوي وإبراهيم أبو سنة وغيرهم ليس تقليدا للآخر وحسب وإنما هو بحث عن الذات القومية الضائعة والهوية المفقودة (نفسه.2012: 126/127) . لم تكن المبدِعات العربيات في معزل من هذا. فنجد اقتحام عالم الأساطير في كتابتهن أمثال أحلام مستغانمي، سحر خليفة، سعاد الصباح، سليمة غزالي.

ولقد كان لانتماء سناء الشعلان القومي إلى فلسطين المحتلة، الذات الفلسطينية الحاضرة بتاريخها  وكل تفاصيلها في وعي الأديبة سناء وفي جل كتاباتها كيف لا وهي قلم الإنسان المهجر وشريكته كمشروع نضالي سياسي واجتماعي. هي لم تعاصر ‘نجاتي صدقي’ الذي مثل القصة قبل عام 1948م. ولا ‘سميرة عزام’، ولا ‘جبرا إبراهيم جبرا’، ولا’غسان كنفاني’ الذين مثلوا جيل الخمسينات من كتاب القصة القصيرة وأدب النكبة في المنفى. ولا حنا إبراهيم، ولا نجوى قعوار فرح، ولا توفيق فياض الذين مثلوا أدب النكبة داخل الوطن المحتل قبل1967م، ولا محمود شقير، ولا رشاد أبو شاور الذين كتبوا أدب القضية بعد 1967م في المنفى. إلا أنها كانت كل هؤلاء. فكتبت القضية وهي تعاصر انتفاضة الأقصى وجدار الفصل العنصري. لتطور الكتابة القصصية بعد ذلك وتنتقل من السلبية والتشاؤم والاستسلام و القهر إلى الثورة والتمرد على الواقع.فنجحت في أعمالها القصصية، متميزة بالرهافة والصدق والعفوية مع الاتجاه إلى الغموض والرمزية في استخدام الأساطير والفانتازيا والخيال العلمي. والتركيز كذلك على العواطف والحب في عالم المرأة المكبوت والمقموع، والإبحار في التعبير عن الذات والعواطف.

-مجموعة قافلة العطش(الشعلان.س.2006)

تشكلت هذه المجموعة من ست عشرة قصة دون توالد مركب  كما كان في مجموعة ‘تراتيل الماء’. ‘قافلة العطش’ عنوان المجموعة الذي تكرر عنوانا للقصة الأولى. لتصبح هذه الأخيرة حاملة هوية المجموعة كلها وفي الغالب تكون القصة الأولى هي المعنية به، فتحمل رؤية صاحبتها التي سادت القصص كلها بتركيز في البناء يستلزم كثافة دلالية. هذا التماسك في الرؤية وفي مضامين القصص لاندراجها في بوتقة الحرمان من الحب إلا أن لها علاقات زمنية ومكانية بين شخصياتها وحركاتهم خاصة. تقتضي الانتضار والفقد والمعاناة. وتتعدى ذلك إلى تنويع في السرد حتى وإن غلب فيها العجائبي والغرائبي، الأسطوري والواقعي.

جاءت المنظومة العناوينية لهذه القصة وفق مبدأ دائري، بمعنى أن “بؤرة القصة الأولى تلتحم ببؤرة القصة الأخيرة في المجموعة وبين هاتين القصتين مجموعة من الأنساق المتواشجة المترابطة بخيوط حريرية تربط عناصر المجموعة ببعضها(ذنون.س.م.2012: 23) فعطش الحب في القافلة يأخذ القارئ  إلى إطلالة مستفيضة عبر عنوان ‘النافذة العاشقة’ الذي يفتح أمام بطلة القصة آفاقا رحبة، إنها نافذة المجتمع القاتم الذي يحرم الإنسان من أبسط حقوقه في اختيار حياته. ليأتي عنوان القصة الثالثة’رسالة إلى الإله’ ; شكوى حرمان الحب، التي ما يلبث يرفضها لأنها تحرك فيه غريزة الظمأ. سناء الشعلان تقدم الحب على أنه قوة خارقة تحرك حتى الجماد من خلال ‘الفزاعة’ لتقدم بهذا العنوان نصا غرائبي وعجائبي قائم على تحريك العاطفة حتى في الجماد في حين قد لا تتحرك في بعض البشر. تتوالى عناوين هذه المجموعة في نسق واحد يدور حول ثيمة العطش الروحي من الحب، فنجد عنوان ‘قلب لكل الأجساد’ الذي يقدم شدة الظمأ وعدم القدرة على قتله. ونجد ‘قطار منتصف الليل’  ‘قطار منتصف الليل’ عنوان اجتمع فيه المكان والزمن في تحاور فني. وكلاهما له وزنه المادي والنفسي على المشاعر والاحاسيس. فالقطار مكان شاعري بامتياز  ارتبط بالزمن من حيث هو انتظار موعد رحلة أو انتظار شخص ما، كما أنه أكثر ارتباطا من غيره بتلويحة الوداع. وكأنه راحل إلى الأبد وكأنه راحل في الزمن. جاء الزمن تابعا له في هذا العنوان، هذا الزمن المخصوص لا يقل شاعرية وقوة عن القطار، فالليل بحر السكون فيه نزهة المشتاقين وخلوة المحبين. تفاعل المكان والزمان ليحققا رمزية الأحداث التي تنجر عن التقائهما. التقاء شخصين أو حبيبين في المجهول. ليحملا بتركيز شديد علاقات إنسانية متنوعة وبالتالي تعبيرا عن الحس الإنساني لصاحبته. ثم لا تلبث الكاتبة إلا أن تعود إلى نقطة البداية على شاكلة الزمن الدائري، فظلت القافلة تدور وتدور بين الأجساد فانتهت إلى قصة ‘الجسد’ الذي طالما بحثت القافلة عن مرفئه لكن دون جدى إنه الانتضار الأبدي هاجس الذي يأتي ولا يأتي

إن الحب والحاجة إليه موضوعة غالبة في قصص سناء الشعلان ولا يمكن فصلها  وعيها بقيمته، وتفكيكها لواقعه فتراه صيغة لوصف الحياة، ورسم المجتمع ورصد حركاته الداخلية والخارجية، وتوصيف ظروفه وحقائقه وعيوبه بل وآماله وأحلامه، فالحب والكره هما ثنائية تنظيم تاريخ البشرية، فإما أن يعرف الإنسان الحب ويسعد، وإما أن يدخل زمن الردة، ويكفر بالحب ويتنكر له، وعليه عندها أن يقاسي ما يقاسيه الآن من عذابات وآلام وحروب وضغائن.

إننا نجد في بعض عناوين المجموعات القصصية لهذه المبدعة أن كل عنوان من عناوين المنظومة الواحدة يكاد يحمل بناء سرديا خاصا منفصلا عن غيره. لكنه يتجه في مضمونه إلى مركز أو بؤرة واحدة يركزها عنوان المجموعة رمزيا.

نلحظ من خلال هذه المنظومة مثلا أن قصة سعادة الروائية التي تحيل على أن شخصية روائية ستكون حاضرة بما تحمله من توابع بنائية تختلف عن شخصية عروس النيل مثلا، أو عينا خضر لأن هاتين الأخيرين تحيلان على شخصيات تراثية أسطورية تستدعي بناء خاصا. فيأتيان موضوعة المجموعة لكن بتلوين مختلف، وهكذا. كما تعمل العناوين ‘لحظة عشق، دعوة زفاف، دعوة إلى الحب والحياة، الهروب إلى آخر الدنيا، الغرفة الخلفية’  على فضح ما كَنّتْ به باقي العناوين لتجعلها في موضوعها، ومنه تعبير هذه العناوين مجتمعة عن مضمون القصة ومنه الحس الإنساني لهذه الكاتبة الذي يغذيه الحب بأشكاله.

كما تأتي مجموعة “مذكرات رضيعة”(الشعلان.س.2006)  التي كانت المجموعة الطارئة بمناسبتها المباشرة. فقد”كتبت بالدم” كما تقول صاحبتها في بداية المجموعة، تكونت منظومتها العناوينية من ثلاث وعشرين (23) عنوانا، صور كل عنوان مشهدا من مشاهد معاناة وأحزان أفراد وفئات اجتماعية كانوا ضحايا تفجيرات إرهابية حقيقية في ثلاث فنادق بالعاصمة الأردنية بتاريخ 9/11/2005. الإرهاب في هذه المجموعة ضد الإنسانية بل محاربها، فالحب في نظره جريمة لا تغتفر إذ قتله وأعدم المحب. والمجموعة تمتد على مساحات شعورية إنسانية كبيرة. وبالرغم من واقعيتها ببعدها التسجيلي إلا أنها تستثمر مساحات  كبيرة أخرى من الفنتازيا والتخييل; تصور هول الفجيعة. وتخلص إلى قيمة إنسانية جمالية تنتهي إلى “إعلاء قيمة الحياة مقابل التنديد بالموت والاستهتار بحياة الإنسان.

هذه المجموعة وعناوينها أشبه ما تكون إلى موجز للأخبار في التلفزة وقت  نقل هذه المجازر المؤلمة حين تلون وتكثف موضوعة الموت والحزن وتركز الرؤية المأساوية. فالقاصة تجعل لكل ضحية ومأساة، عنوانا. فعنوان القصة الأولى’صانع الأحلام’ “عن روح مصطفى العقاد الذي رحل، وبقيت أحلامه ترفرف في أرض الأمنيات”. و عن “أشرف ونادية العروسين الذين سرق الإرهاب سعادتهما، وألبسهما السواد في ليلة زفافهما”، عنوان’عروس عمان’. وعن “صديقات جمعهن الود وفرقهن الإرهاب والموت، إلى نادية وفاتن وبتول وسوسن وربى اللواتي حطم الموت سوار صداقتهن”، عنوان ‘الطرحة البيضاء’. وعن “خالد الأخرس الذي أهدى ابنه أشرف في ليلة زفافه رعاية أم أرملة وأخوة أيتام”، عنوان ‘الوداع الأخير’. وعن “أم حرمها المموت من أن تزف البنتها البكر إلى بيت زوجها مثل كل الأمهات: إلى هالة فاروقة”، عنوان ‘فنجان قهوة’. وعن “روح لينا التي تركت لعبتها بارني وحيدة دون أنيس”، عنوان ‘اللعبة الوحيدة’. وعن “تولين التي حرمها الإرهاب من حنان أمها”،  عنوان ‘مذكرات رضيعة’. وعن “عمار جودة الروح المعلقة بين الطفولة والشباب، التي أحرقها الإرهاب دون رحمة”، عنوان ‘نور الصباح’. وعن “حسام فتحي جارور الذي رأى الموت قبل أن يحضر بشهرين”، عنوان ‘النبوءة’. وعن “مرام العقرباوي الحسناء الجميلة التي قدمها الإرهاب إلى المقصلة دون جرم”، عنوان ‘ذات الشعر الأسود’. وعن “أطفال زهدي وزينب الخمسة الذين ودعهم والدهم بجملة لن أتأخر عليكم. ثم لم يعد”، عنوان ‘دعوة للكبار فقط’. وعن “أميرة دعاس التي تحسن الإصغاء إلى نداء روحي ابنتيها: رهام وريما”، عنوان ‘مستشفى الأرواح’. وعن “نورسي البحرين إمان عبد الغفار وحمد جناحي”، عنوان ‘نوارس البحر’. وعن “نجاح سليمان التي سرق إرهابي القرآن الذي حفظت نصفه من ذاكرتها”، عنوان ‘غناء الملائكة’. وعن “فارس العتيبي الذي دعا ابن عمه محمد إلى موته دون أن يدري”، عنوان ‘دعوة إلى الموت’. وعن “سلطان محمد الذي كان يملك أحلاما صغيرة صادرها الإرهاب دون أن يبالي بأحزان أحبته”، عنوان ‘أحلام المساء’. وعن “آنّا بورد التي مر الموت من جانبها”، عنوان ‘الهاربة من الموت’. وعن “العميد بشير نافع الذي كان يحلم بأن يموت في ساحة المعركة لا في اغتيال جبان”، عنوان ‘المقاتل’. وعن “نتالي التي باتت تخشى أن تحفظ أي قصيدة”، عنوان ‘القصيدة’. وعن “الطفل عمار الكيلاني الذي يحتفظ بشظية في رأسه تذكارا إجباريا من الإرهاب حتى آخر لحظة في حياته” عنوان ‘التذكار’. وعن “هيثم الذي مازال طيفه يحوم ويحوم”، عنوان ‘الطيف’. وعن “حسين الجبوري الذي جاء الأردن باحثا عن الشمس…”، عنوان ‘الباحث عن الشمس’. وعن “هبة غزالة وشكري عازر اللذين تحديا الموت، ولبسا ثياب الفرح”، عنوان ‘وتمضي الأحزان’

ومثلها مجموعة “الكابوس”(الشعلان.س.2006) بمنظومة عناوين أقرب ما تكون إلى لقطات ومشاهد تصور فجيعة الواقع وتفاصيل كابوسه الذي تمكن  من جزئيات حياة الإنسان المسكوت عنها و غير المسكوت. وتركز الـمُصادَرِ منها بفعل قوى التابوات والمقدسات وقوى الاستيلاب مبرزة ملامح بشاعته، ومنددة بمدى قسوته التي منعت حق الإنسان في كل الأزمان حتى بالحلم والتمني والتوقع والانتظار، إذ تحاصره في زاوية الهزيمة حيث لا يوجد إلا الاستسلام واجترار الأحزان والانكسارات. وتقدم الحب على أنه مخلص الإنسان من عذاباته والحل لكل مشكلاته وهو الكفيل بتعديل سلوكه وجنوحه إلى الشر، وغياب الحب هو المسؤول عن توحشه وتنكره لإنسانيته وبالعودة إليه تكون العودة إليها.

لقد قدمت القاصة  هذه الباقة من القصص المنوّعة بأشكال الحرمان و خيبات الأمل والمنوعة كذلك بقصص أسطورية وأخرى غرائبية عجائبية وأخرى واقعية، يظهر بعضها إبتداء من منطوق عنوانه ‘أديسيوس مرة أخرى، بطل المكنسة، المستأنس، حكاية شجرة، بحيرة الساج، آنسة قطة، ‘ ويخفى جلها في تعبير عن الواقع بالواقع وباللاواقع ‘ الكابوس، عالم البلورات الزجاجية، حادث سعيد مؤسف جدا، سهاد، مهرجان البصل، قصة طويلة، صانع الأحلام، الضفة الأخرى، صداع قلب، صباح الخير يا دكتور، صاحب الصوت الأجش، المواطن الأخير’. ليغدو الواقع كابوسا يؤرق مضجع الإنسان الذي يحتاج إلى العودة لفطرته وحكمة وجوده. بتصوير أدق جزئيات النفس الإنسانية ورسم خريطة مشاعره ووجوده المؤدية إلى صورة المشهد الإنساني الكامل. الذي يقدس الحب الذي بحضوره تعود البشرية إلى إنسانيتها وبغيابه تتوحش وتتنكر لها.

ومثلهما تأتي مظومة عناوين مجموعة “تقاسيم الفلسطيني”(الشعلان.س.2006)  في سبعة عناوين أو قل سبعة تقاسيم أو سبع خرائط وواقع حال، تحكي وجوه الاغتصاب والإفساد وإهلاك الحرث والنسل دون وجه حق، وتصور المعاناة باحتراف قصصي محكي عال، تتجاوز به السرد التسجيلي وطغيان المضمون المأساوي الواقعي، إلى قصص ممتعة، وبلغة شاعرية رمزية مركزة بمعمارها الراقي تخترق الوجدان لحاجة هذا الجنس الأدبي إلى هذه التقنيات والمهارات، فكانت ‘تقاسيم الوطن’ و’تقاسيم المعتقل’ و’تقاسيم المخيم’ و’تقاسيم الشتات’ و’تقاسيم العرب’ و’تقاسيم العدو’ و’تقاسيم البعث’. هذه العناوين ببنتها السطحية تتماثل ومضامين قصصها مباشرة لتجسد الرؤية المأساوية عند هذه الكاتبة.

طبيعي جدا، بل ومن الضروري أن يوجد حس مأساوي ومسحة حزن في كتابات هذه القاصة العربية الفلسطينية الأردنية المعاصرة. كيف لا وهي تعيش نكبات العرب، وآلام الأرض المغتصبة فلسطين، وقصص موت الأبرياء في كل البلاد العربية، وحرمان الضعفاء وقطعهم ممن ينتمون ويحبون… شأن أدبها في ذلك شأن كل الأدب العربي الحديث والمعاصر الذي صور مآسي المجتمعات العربية، متأثرا بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتغيرة التي ألمت بالأمة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. عاكسا وعي الأدباء وانفعالاتهم لما يدور حولهم من أحداث. فكان السأم والألم والحزن والغربة والموت والقطع والحرمان مضامين عبرت عن الرؤية المأساوية لهذه الفئات الاجتماعية، وما تمثله كل واحدة منها في محيطها السياسي والإيديولوجي. ليجتمع جلها ويتوحد في مأساة فلسطين (القدس) التي منحت الأدب العربي أدبا دمويا ضخما، كتبت الحروب الصليبية صفحاته الأولى، وهو لا يزال إلى اليوم في تضخم مستمر، وكلما تضخم ازدادت ملحمة الدم العربية غنى واتساعا. مذكرة بمأساة الأندلس وببكاء المجد الضائع، والممالك المغصوبة.

خاتمة:

المنظومة العناوينية وإن تنوع بناء خطابها يمكن كشف موضوعاتها وإن تنوعت هي الأخرى ففي النهاية ستعبر عن رؤية المبدع للعالم، من خلال فهم البنية السطحية و التشكيل الذي انبنت عليه هذه المنضومة الذي يتماثل حتما والبنية العميقة الدالة، في تماثله مرة أخرى والعناصر المكونة للرؤية.

إن الصعوبة التي يطرحها امعان العنوان في البعد عن الحقيقة والمألوف تقابله العلاقات البنائية والدلالية للمنظومة أو لمجموعة العناوين المشتغلة على موضوع القصة. هذه العلاقات الوظيفية بين العنونة ونصها هي التي تحقق الصلات الدلالية والمضمونية بينهما. وبهذا يمكن فهم هذه العلاقات التي تربط عناوين المجموعة الواحدة ومنه حصر الرؤية التى جاءت تلك التشكيلات بمشيئتها.

 

 قائمة المصادر والمراجع

1-العربية

        -ابن سيده، أبي الحسن على بن إسماعيل .(2000). المحكم والمحيط الأعظم. ط1.ج2. بيروت. دار الكتب العلمية.

-ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم الإفريقي.(1992). لسان العرب. بيروت.دار صادر. (ج4).

-أبو الشعر ، هند.(2011). تجليات سناء في مجموعتها (تراتيل الماء). (ع 271).  الأردن. وزارة الثقافة. مجلة أفكار.

-الجبوري، ميزر علي مهدي صالح. الشخصية في قصص سناء الشعلان. رسالة متاجستير في اللغة والأدب. العراق. جامعة تكريت.

-المشائخ، محمد.(2012). معجم أديبات الأردن وكاتباته.ط1.ج1.

-الزعبي، باسم. (2014). معجم الأدباء الأردنيين في العصر الحديث . الأردن. عن وزارة الثقافة. دار جمال.

-العبيدي: علي أحمد محمد.(2009). العنوان في وجدان الخشاب، دراسة سيميائية. (ع23). دراسات موصلية.

-العلاق، علي جعفر.(2002).الدلالة المرئية (قراءة في شعرية القصيدة الحديثة).عمان.دار شروق.

-الغذامي، عبد الله.(1985). الخطيئة والتكفير (من البنيوية إلى التشريحية).ط1. جدة.النادي الأدبي.

-بوطيب ، جمال.(1996). العنوان في الرواية المغربية(حداثة النص/حداثة محيطه)، ضمن الرواية المغربية أسئلة الحداثة.ط1. الدار البيضاء.دار الثقافة. مختبر السرديات.

-حمداوي، جميل.(2016). شعرية النص الموازي (عتبات النص الأدبي).(د ط). شبكة الألوكة. www.alukah.net.

-حسين، خالد حسين.(2007). في نظرية العنوان: مغامرة تأويلية في شؤون العتبة النصية.ط1.دمشق. دار التكوين.

-ذنون، سالم محمد.(2012). جماليات العنوان في قصص سناء الشعلان مجموعة (قافلة العطش) أنموذجا. ضمن             مؤلف جماعي.  فضاءات التخييل مقاربات في التشكيل والرؤى والدلالة في إبداع سناء الشعلان. ط1. عمان. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

-سناء، الشعلان:

                   1-(2006). مذكرات رضيعة. قطر. الشركة الحديثة للطباعة. نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي.

                2-(2006). الهروب إلى آخر الدنيا. قطر. الشركة الحديثة للطباعة. نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي.  3-(2006).  الكابوس. ط1. الإمارات العربية المتحدة. دار الثقافة والإعلام.

                    4-(2006). قافلة العطش. ط1.الأردن. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

                    5-(2010). تراتيل الماء. ط1.الأردن. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

                    6-(2015). تقاسيم الفلسطيني. ط1. عمان. أمواج للطباعة والنشر.

                    8-(2016). الذي سرق نجمة. ط1. الأردن . عمان. أمواج للطباعة والنشر والتوزيع.

                    9-(2016). حدث ذات جدار. ط1. الأردن . عمان. أمواج للطباعة والنشر والتوزيع.

– صلاح، فضل . (1992). بلاغة الخطاب وعلم النص.(د ط).الكويت. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. سلسلة كتب شهرية. عالم المعرفة.

-قطوس ، بسام.(2001). سيمياء العنوان. ط1.الأردن.عمان. وزارة الثقافة.

-كحيلي، وناسة.(2012). الأسطورة في إبداع الأنثى عوالم الحب والحرية دراسة في قصة عينا خضر لسناء الشعلان. ضمن مؤلف جماعي.  فضاءات التخييل مقاربات في التشكيل والرؤى والدلالة في إبداع سناء الشعلان. ط1. عمان. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

2-الأجنبية:

Grivel, charles.(1973). Production de l’intérêt romanesque, mouton.

  –  Joesp Basa, Comprubi.(2002) les fonctions du  titre nouveaux actes semiotiques. 82pulim, université de limoges.        

ملاحق

-بطاقة فنية -سناء الشعلان-

هي “سناء كامل أحمد الشعلان أديبة أردنية من أصول فلسطينية.”(الشعلان،س.2016: 137) ولدت “يوم 20/5/1977م”(الزعبي، ب.2014: 140) بالأردن في “حي قديم من مدينة صويلح”(الجبوري، م ع م ص.17) من أسرة مهاجرة من مدينة الخليل في عائلة تنجب الكثير، فهي شقيقة لأحد عشر أخا وأختا، فيها العديد من الأقلام الكاتبة. تربت على مكتبة والدها الثرية ومع تشجيع الأسرة لها وخاصة الأم على الكتابة سطع نجمها في ساحة الأدب العربي والعالمي بإبداعها الراقي.

حصلت سناء على الباكالريوس في اللغة العربية من جامعة اليرموك بتقدير ممتاز عام1998م وعلى شهادة الماجستير في الأدب الحديث من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز عام 2003م وعلى الدكتوراه من الجامعة نفسها بتقدير ممتاز عام 2006م، وحصلت كذلك على شهادة “الدكتوراه الفخرية في الصحافة والإعلام من كامبرج منذ نيسان عام2014م” (الشعلان،س.2016: 137) فلم يسرق الزمن من عمرها سوى ثمانية وعشرين عاما إلا وقد قطفت منه درجة الدكتوراه. فكانت الأستاذَة الأصغر سنا والتي تنتمي إلى جيل طلابها.

لم تكتف سناء بالتدريس بل نذرت حياتها للعلم ولتخليق ما هو جديد، فأبحرت بأشرعتها المخاطة بالأمل والتحدي والصبر محيط النقد والرواية والقصة والمسرح وعوالم الطفل والصحافة وحقوق الإنسان لتقدم لنا وجبات معرفية بديعة وفريدة مستحقة بذالك لقب ‘ أديبة الروح ‘لما لكتاباتها من تأثير بالغ على الروح الإنسانية، وسلها من جمودية النص وأحادية اللون.

سناء بالإضافة إلى كونها أديبة روائية وقاصة وكاتبة مسرحية، فهي ناقدة وإعلامية ومراسلة صحفية لعدة مجلات عربية، وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعية.لها العديد من العضويات الأدبية والثقافية، ما يربوا عن الأربعين نذكر منها: عضو في رابطة الكتاب الأردنيين وفي اتحاد الكتاب الأردنيين وفي اتحاد الكتاب العرب وفي جمعية الأنوار الإنسانية المستقلة والمجلس العالمي للصحافة، عضو في مركز التأهيل والحريات الصحفية CTPJF والمنسقة الرسمية له في الأردن، وعضو ومندوبة دولية في منظمة السلام والصداقة الدولية/ الدنمارك، مديرة فرع مكتب عمان/الأردن لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان سدني/استراليا”(الشعلان، س.2016: 101).

شغلت سناء العشرات من الوظائف الأكاديمية وغير الأكاديمية فهي”تعمل في الجامعة الأردنية مركز اللغات، وكانت عملت محاضرا متفرغا لتدريس العربية لغير الناطقين بها في الجامعة نفسها، ومحاضرا غير متفرغ في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، ومعلمة للغة العربية للمراحل الأساسية العليا لمدة سبع سنوات ومعلمة للدراما الهادفة للطلبة الموهوبين لمدة أربع سنوات، ومراسلة لمجلة الجسرة الثقافية في قطر. لها عامود أسبوعي ثابت في صحيفة الدستور الأردنية، وآخر في صحيفة أبعاد متوسطية المغربية”(المشايخ،م. 2012: 105) ،ولها “عامود ثابت في صحيفة حق العودة الفلسطينية، ومجلة رؤى السعودية، والحكمة العراقية” (الشعلان، س. 2016: 105). وفي مجلات وصحف عربية عدة. وهي ممثلة لمنظمة النسوة العالمية في الأردن، ومراسلة لمجلة النجوم وصحيفة الأنوار و التليغراف الناطقات بالعربية في سيدني/ استراليا. وممثلة مؤسسة جولدن دزرتGoldn desert foundation”” البولندية في الشرق الأوسط”(نفسه، 105).

  • الإبداعات القصصية والروائية :
  • مجموعة قصصية بعنوان “حدث ذات جدار”،2016م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “الذي سرق نجمة”،2016م.
  • مجموعة قصصية مشتركة مع قاصين عرب بعنوان “نجوم القلم الحر في سماء الإبداع”،2015م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “تقاسيم الفلسطيني”،2015م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “عام النمل”،2014م.
  • رواية بعنوان “أعشقُني”،2012م، في ثلاث طبعات.
  • مجموعة قصصية بعنوان “الضياع في عيني رجل الجبل”،2012م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “تراتيل الماء”،2010م.
  • مجموعة قصصية مشتركة مع قاصين عرب بعنوان “في العشق”، 2009م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “رسالة إلى الإله”،2009م.
  • مجموعة قصصية مشتركة مع قاصين أردنيين بعنوان مختارات من القصة الأردنية”،2008م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “أرض الحكايا”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “مقامات الاحتراق”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “ناسك الصومعة”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “قافلة العطش”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “الكابوس”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “الهروب إلى آخر الدنيا”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “مذكرات رضيعة”،2006م.
  • مجموعة قصصية بعنوان “الجدار الزجاجي”،2005م.
  • رواية بعنوان “السقوط في الشمس”،2004م، في طبعتين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى