سَقَطَ القناع

د. زينة جرادي

النشرة الدولية –

سَقَطَ القناع …

وعرَفْتُكَ أخيرًا

ذئبٌ ويرتدي وجهَ البراءة

بأيِّ حُبٍّ تبوح …

لا أُريدُ سريرًا مُلطَّخًا بالرَّجاء …

سقطْتُ ناجحةً في امتحانك

تنتشلُني من رحِمِ الحياة

ثم تعود وترميني بِحُبٍّ مُطَعَّمٍ بالخيانة

أنا من حفرتُ للذِّكرى وسجنتُها بالذاكرة

لا تُبَذِّر بالأُمْنيات

ابْذُرْ حُلُماً اقتربَ موسِمُ قِطافِه

من يزرعُ خِيانةً يجني جفاءً

أنا الطفلةُ التي هَرِمَتْ ولم تُصْبِحْ يوماً امرأة

آهِ من طيفك

أستِضيفُكَ في أحلامي فتصحو  مناماتي

كرقصِ سماءٍ فوقَ سعير

ثم تلسَعُني كأفعى تَخَفَّتْ في وَكْرِ الدُّجى

بِسُمٍّ لا يُداوى

تخثَّر الدَّمُ في قلبي

لا تُبَرِّر فِعْلَكَ بكلماتٍ قاتلة

لقد اخترتُ نَزيلاً جاحِدًا لقلبي

إلى هُنا وكفى

صَفِّقْ…انتهتِ المسرحيةُ وأَسدلْتُ سِتارتي على الأحلام

سأنسحِبُ من الوقت

سأجمعُ ظِلِّي وأُغلِقُ عليه أبوابي

الليلةَ سأُغيِّرُ تاريخَ ميلادي

وأغيِّرُ اِسمي

سأتقَمَّصُ حياةً أُخرى

أَرتدي عُمرًا لا سَكَنَ لكَ فيه

كَكوْمَةِ شمسٍ لا تسطَعُ نوراً

أو كَقِنديلٍ في دَيْجور

بَهَتَ اسْمُكَ المحفورُ على شجرةِ النسيان

المكتوبُ بالطبشورِ على الحيطان

تبريراتُكَ لم يَعُدْ لها معنى

خاليةٌ من الحُب

اعتذارُك لا قيمةَ له

تقتُلُني بجُحودِكَ وأنا البريئه

لا تلتفت إليّ

يَجولُ كلامُكَ بخاطري

فأتساءلُ من أكون !

تُنسيني أخطاءَكَ بِقُبْلَة

تُعطيني جديدَكَ من الغرام …ما بهِ أنا هائمة…

تُشرِقُ كما يُشرقُ النُّورُ فوقَ أهدابِ النهار

أَمتلِئُ منكَ انهماراً كهطولِ سماء

فأرتشِفُ بعضي وإذا ما غِمْتُ شوقاً

وقلبي ارتوى و أشرقَ كَنورِ شمس

أَيْنَعْتَ خلفَ يَبابِ العُمرِ

تُحاوطني من كُلِّ اتِّجاه

فأجدُني بين ذراعَيْك

أُحاوِلُ الخروجَ من دائِرتِك

فلا أستطيعُ إلاَّ السُّقوطَ فيك

أنحدِرُ من جُحودِكَ نحوَ القاع

تَشدو هواكَ كَبُلْبُلٍ في أَيْكَة

أُبادِلُكَ لهفتي بالنظرات

سَقَطْتُ من عَليائي

منَ العماد إلى الإِرَمْ

لم يُحَرِّكْكَ إحساسي وهوَ يدنو منك

بُحَّتِ الحروف

لا تسرِق ما بقيَ منَ العُمْر

أنتَ بعضٌ مِنّي

وأنا مَداكَ في الكون

يا سَاجيَ الطَّرْفِ

سأرسُمُ ذِكرياتِنا في كُلِّ نبْضَة

في كُلِّ  لمسةٍ من  روحي

يا عَذْبَ اللَّمى

أنتظرُك َحتّى ترْفَعَ رايةَ العودة

لوجْهِكَ النورُ يصحو

في حياتِكَ أنا فجرٌ ساطِعٌ بعد ظلامِ ليل

إِنْ كنتَ غِسْليناً فأنا الموجةُ المقيمةُ على حافةِ شاطِئِك

لَبِّ نداءَ الروح

كَنِصْفٍ آخَرَ من بدرٍ في سماءٍ مُظلمٍ تُكْمِلُني

تقرعُ أجراسَ الصباحِ باكرًا

يَصْهَلُ هواكَ داخلي كَرِيحٍ صَرْصَرْ

البداياتُ لن تتغيّر ولن تتبدلَ النهايات

زر الذهاب إلى الأعلى