إطلاق أكاديمية «التشكيلية» للأطفال بالكويت بتعاون ريادي مع «كيدز آرت» البريطانية

النشرة الدولية –

أكدت رئيسة مجلس إدارة أكاديمية «لابا»، فارعة السقاف، أن الفن ضرورة وليس ترفاً، مشيرة إلى أن الفنون تحقق توازناً نفسياً يحتاجه الطفل، حيث إن الإنسان بطبيعته ينجذب للموسيقى والألوان، ويبحث عنها في محيطه.

ضمن سياق تعزيز مجال الفنون في الكويت وتنمية مواهب الأطفال والشباب، وقعت أكاديمية لوياك للفنون (لابا) اتفاقية تعاون مع “كيدز آرت بريطانيا (KidsArt UK)”، إحدى أهم أكاديميات الفنون التشكيلية للأطفال في بريطانيا، حيث سيتم تدريب مدربي “لابا” على سبل اعتماد منهجية متخصصة في تعليم الفنون، وإعداد جيل من الفنانين الصغار يدرك نظريات الفنون والثقافة، كما تاريخ الفن وموقعه في العالم، ويمتلك مهارات استثنائية في فهم الأعمال واللوحات الفنية.

أنامل الصغار تترجم مشاعرهم

الفن ضرورة

وإذ أشادت رئيسة مجلس إدارة أكاديمية “لابا”، فارعة السقاف، بتوقيع الاتفاقية، قالت: “إن حرصنا على تطوير خدماتنا وأنشطتنا، دفعنا للبحث عن أفضل المؤسسات المتخصصة في مجال الفنون التشكيلية. فالفن ضرورة وليس ترفاً، وهو اليوم ضرورة مُلحة أكثر من أي وقت مضى”.

ولفتت إلى أن “الفنون تحقق توازنا نفسيا يحتاجه الطفل، حيث إن الإنسان بطبيعته ينجذب للموسيقى والألوان، ويبحث عنها في محيطه، بل يخلقها إن لم يجدها. فقد اعتمدت الدول المتقدمة توفير فرص لتنمية مهارات الأطفال والمراهقين، كأداة أساسية في مكافحة الجريمة بين الصغار، وهناك مدارس متخصصة مدعومة تتمحور حول تنمية المهارات الفنية لأطفال الشوارع، إذ لا يمكن قيام أي بناء حضاري من دون الفنون”.

من جهتها، عضو مجلس إدارة “لابا” ورئيسة قسم الفنون التشكيلية في الأكاديمية، الفنانة أميرة بهبهاني، تحدثت عن أهمية هذا التعاون، “فهو الأول من نوعه بالكويت، ويجمعنا اليوم مع أكاديمية مرموقة ومتخصصة في مجال تعليم الفنون بطريقة مهنية محترفة، ويستهدف بشكل أساسي الشريحة العمرية الصغيرة من عُمر خمس سنوات وما فوق، ما يعزز المواهب المتنوعة والحس الفني لدى الأطفال منذ المرحلة العمرية المبكرة، علما أن ذلك لا توفره سوى مدارس خاصة لا تتعاون بشكل عام مع مؤسسات أو جامعات أخرى”.

ورأت في الاتفاقية “فرصة تتيح لأكاديمية (لابا) التحول إلى مؤسسة متجذرة في مجال الفنون التشكيلية وتنمية المواهب. فالفن لا يعني فقط تعلم الرسم، بل الاطلاع على الناحيتين الثقافية والتاريخية خلف هذا الفن، لتنشئة جيل من الأطفال على أتم الوعي والإدراك بمختلف المعلومات والمعطيات المتعلقة بالفنانين وأنواع الفن، ما يؤسس لمجتمع فني مثقف”.

صقل المواهب

وختمت بالقول: “كلنا فنانون من ناحية معينة وبطريقتنا الخاصة، ويبدأ ذلك بالظهور والتبلور في سن مبكرة. لذلك، يأتي تعاوننا اليوم، بحيث نعول على نجاحه، ونتطلع قُدماً نحو أكاديمية متخصصة بالفنون التشكيلية في الكويت، قادرة على صقل مواهب مختلف الفئات العمرية، بما فيها شريحة طلاب الجامعات، وبالتالي تثقيفهم فكريا وفنيا”.

التعاون الأول

أما بربارا كاي، مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة أكاديمية “كيدز آرت”، فلفتت إلى أنه “التعاون الأول من نوعه مع أكاديمية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو تعاون مهم لتعزيز وإغناء خبراتنا، كما تنمية المهارات وتمكين الأجيال الصاعدة. كلانا يعشق التعامل مع الأطفال، ونحن معجبون بتوجهات (لابا) وتركيزها على تعليمهم تقنيات الفنون المختلفة”، مشيرة إلى أن “الفن مَلك العلوم بأكملها، فمن خلاله يمكن نقل المعرفة للأجيال على تنوعهم، وفق قول الفنان ليوناردو دافنشي منذ 500 عام، وهو ما زال صحيحا لغاية تاريخه”.

تدريب

وقالت: “نطمح عبر الاتفاقية إلى تدريب المدربين حول كيفية التعامل مع الأطفال وتعليمهم الرسم، من خلال معرفة الألوان والأنماط المختلفة، من الرسم التجريدي ورسم المناظر الطبيعية إلى الرسم بالأنماط المختلفة، كطي الأوراق والتنقيط، كما في أسلوب الفنانة اليابانية يايوي كوساما، أو رسم الأزهار بالضرب بالفرشاة أو باستخدام الاسفنج. كما نحرص على اختيار أساليب ممتعة ومسلية للصغار وتغيير الطريقة والأدوات التعليمية في كل مرة”.

بربارا، التي أسست “كيدز آرت” منذ 12 عاما، أوضحت أنها كانت تبحث لأولادها عن مدرسة متخصصة بالرسم، “لأنني أردتُ مدرسة لا تكتفي بتعليم الحِرف اليدوية البسيطة، إنما تحفز إبداع الأطفال وتبني ثقتهم بأنفسهم، فبادرتُ إلى إنشاء أكاديمية تعلم الفن الحقيقي وكيفية صناعته، كما تسلط الضوء على نظريات الفنون والثقافة وتاريخ الفن في سياقه الزمني منذ 30 أو 40 ألف عام، أي من فنون الكهوف إلى الفنون اليابانية والصينية والإسلامية إلى يومنا هذا، نظرا لأهمية هذا التاريخ في تعزيز تفاعل الأطفال مع الفنون”.

الفنانون الصغار

وأضافت: “رغم تركيزنا على التقليد الغربي الأوروبي، فإننا نتطرق أيضا إلى كل الحضارات، كالشرق الأوسط والسكان الأصليين وإمبراطورية الآزتيك وأميركا وغيرها. كما نعلم الصغار فن العمارة، حيث ينظرون للمباني بمنظور مختلف، من بينها فن العمارة في الشرق الأوسط”.

وأعربت عن حماسها الشديد لمسار التعاون مع “لابا”، قائلة: “بدأنا تدريب المدربين حول أهمية تعليم الأطفال تقنيات الرسم والتلوين ونظرية الألوان وكيفية تنمية المواهب والإبداع. نحن نؤسس فعلا لجيل من الفنانين الصغار، يدرك تاريخ الفن وموقعه في العالم، ويمتلك مهارات استثنائية في فهم الأعمال واللوحات الفنية داخل المعارض المتنوعة، وبالتالي في صناعة فن خاص بهم قد يضاهي ما ينظرون إليه”.

معارض فنية

وأبدت بربارا ثقتها بقدرة “أطفال الكويت على رسم لوحات فنية رائعة، من خلال فهمهم كيفية صناعة المؤثرات الفنية ومعرفة تاريخ الفن بشكل واضح والاطلاع على حضارات مختلفة”.

وكشفت أن اتفاقية التعاون تتضمن كذلك “إقامة معارض فنية للصغار ومسابقات مشتركة، إضافة إلى التبادل الثقافي بين الأكاديميتين، وتبادل الدروس الفنية، وتوسيع شبكة علاقاتنا. ففكرة البُعد العالمي للفن أمر رائع بالفعل، بحيث يتعلم الصغار أصول الفن على امتداد ثقافات متنوعة. نوفر كذلك دروساً مجانية للأهالي، تسمح لهم بالاستمتاع بالمعارض الفنية أسوة بأبنائهم، كما ننظم رحلات للأطفال ورحلات عائلية إلى المعارض الفنية”.

وختمت بالقول: “نتطلع مستقبلاً لتبادل الأساتذة والطلاب بين الأكاديميتين، وربما نتيح لبعض طلاب (لابا) المشاركة عبر إنتاجاتهم الفنية بمعارض تُقام في المملكة المتحدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى