دراسة طبية توضح الضرر من تداعيات الشرب والتدخين خلال الحمل على تطور دماغ الجنين

النشرة الدولية –

حذرت دراسة طبية حديثة من أن أي مستوى من الشرب أو التدخين أثناء الحمل قد يؤثر على نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة.

ووجدت الدراسة التي نشرت الثلاثاء في مجلة “جاما نت ورك أوبن” أن التوقف عن العادتين أثناء الحمل، يترك ذات الأثر وإن بنسب متفاوته.

ولاحظ الباحثون أن الآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن التناول المفرط للكحول أو التبغ قبل الولادة (أو كليهما) يزيد من خطر حدوث نتائج سلبية متعددة. إذ أوضحت الدراسة أن التعرض للكحول قبل الولادة هو السبب الرئيسي للإعاقة الذهنية التي يمكن الوقاية منها، وأن التدخين أثناء الحمل هو أحد الأسباب (القابلة للتعديل) لأمراض ووفيات ما بعد الولادة.

الدراسة شملت 1739  طفلا حديثي الولادة من أمهات من جنوب Yفريقيا والولايات المتحدة يلدن لأول مرة. وركزت الدراسة على العلاقة بين التعرض للكحول قبل الولادة ومتلازمة الموت المفاجئ بين الرضّع وولادة جنين ميت. كما أجرت متابعة لصيقة لحديثى الولادة الأحياء.

وتابعت الدراسة التفاصيل المتعلقة بالتعرض للكحول قبل الولادة عبر مقابلات لمدة شهر، أبلغت خلالها النساء عن كيفية استهلاكهن اليومي للكحول في آخر يوم للشرب وقبل 30 يوما، حتى أربع مرات أثناء الحمل. وتم رصد حتى نوعية المشروب وكميته والمدة وعلامته التجارية.

كما تم جمع معلومات التعرض للتبغ قبل الولادة حتى أربع مرات أثناء الحمل. وأبلغت النساء عن عادات التدخين في آخر يوم تدخين مسجل وقبل 30 يوما. وأشارت النساء أيضا إلى متوسط عدد السجائر والفترات التي دخنّ فيها في اليوم.

بعد ذلك أجرى الباحثون مخططات كهربائية للدماغ في 12 منطقة على فروة رأس الأطفال حديثي الولادة، أثناء نومهم.

ويعد التخطيط الكهربي للدماغ اختبارا غير جراحي لوظيفة الدماغ ونشاطه. ويستخدم عادة للتنبؤ بنتائج المؤثرات التي تتعرض لها أدمغة الأجنة وارتباطها بتطور أدمغتهم في أعمار لاحقة.

حديثو الولادة الذين تركت أمهاتهم الشرب قبل الثلث الثاني من الحمل، أو كانوا في مجموعات شرب مستمرة منخفضة إلى عالية، زادت لديهم قوة مخططات الدماغ الكهربية ذات التردد المنخفض في الصدغ الأيسر من الدماغ، مقارنة بالرضع الذين لم يتعرضوا للكحول قبل الولادة.

الرضع الذين دخنت أمهاتهم بمستويات معتدلة إلى عالية في أي وقت أثناء الحمل، أو دخنّ بأي مستوى في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من الحمل، انخفض لديهم النشاط الكهربائي في المنطقة الوسطى اليمنى من أدمغتهم، مقارنة مع الأطفال حديثي الولادة الذين لم يتعرضوا للتبغ في الرحم.

أما حديثو الولادة الذين تعرضوا للتبغ قبل الولادة باستمرار لكن بشكل معتدل أو عالٍ، فقد تقصلت لديهم بشدة قوة المخططات الكهربية في المنطقة الوسطى اليمنى من الدماغ، مقارنة مع أولئك الذين أقلعت أمهاتهم عن التدخين.

وقال المشرف الأساسي على الدراسة ويليام فيفر إن التغيرات في نشاط الدماغ طبيعية مع تقدم الأطفال في العمر، ولكن لا توجد معلومات كافية لاستنتاج ما إذا كانت الزيادات والانخفاضات الملحوظة في هذه الدراسة قد حدثت في وقت مبكر جدا أو متأخر جدا خلال نمو الأطفال حديثي الولادة.

ومع ذلك، نبه فيفر إلى التأثيرات الدراماتيكية في أدمغة الأطفال الذين دخنت أمهاتهم أو شربن طوال فترة الحمل.

وأظهرت دراسات سابقة أثر التعرض للكحول والتبغ على مناطق معينة من الدماغ تتحكم في قدرة الطفل على تنظيم معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم ودرجة الحرارة.

وقال فيفر إن “كل هذه الأمور مهمة وتنبه لضرورة الصمود خلال هذه الأشهر القليلة (من الحمل).. وقياسات أنشطة الدماغ التي أجريناها على حديثي الولادة تعكس تلك التوجهات”.

ويخطط مؤلفو الدراسة لفحص المؤثرات الإضافية وعوامل نمط الحياة التي قد تؤثر على وظيفة النمو العصبي لدى حديثي الولادة، على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى