في زمن “كورونا”.. تنبؤات تحققت بالفعل ومواطن للشعور بالندم
بقلم: بيل غيتس

النشرة الدولية –

قبل خمس سنوات، حذّر الملياردير الأمريكي والمؤسس الشريك لـ”مايكروسوفت” “بيل جيتس” من احتمالية مواجهة العالم لقاتل مدمر لن يكون حرباً، بل سيكون وباءً.

وعلى أثر ذلك، أنفق “جيتس” ملايين الدولارات من أجل محاولة إيجاد حلول سريعة لتطوير لقاحات وبناء أنظمة تعقب للأمراض، وحث العالم على تدشين دفاعات مضادة للأمراض المعدية.

وقال “جيتس” في إحدى المناسبات إنه كان يتمنى لو استطاع إطلاق المزيد من التحذيرات بشأن سيناريوهات تفشي الأوبئة.

مواطن الندم

في إحدى المقابلات الصحفية، صرح “جيتس” بأنه يشعر بالأسى حيال الأمر بأكمله، فهو يرى أنه كان من الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات والقرارات لتقليل الأضرار والمخاطر التي حدثت بالفعل.

بوصفه أحد أهم المليارديرات والأثرياء في العالم، خصص “جيتس” جزءاً من ثروته لصالح مؤسسة “بيل ومليندا جيتس” الخيرية، وهي مؤسسة معنية بتقديم الدعم في تطوير لقاحات ضد الأمراض المعدية ودعم الصحة والتعليم في بعض الدول.

وضع “جيتس” نفسه ومؤسسته في بؤرة حدث “كورونا” الذي حصد أرواح أكثر من 280 ألف شخص حتى اللحظة ودفع الاقتصاد العالمي نحو براثن الانكماش.

تدفع مؤسسة “بيل ومليندا جيتس” أموالاً وتنفق وتضخ استثمارات من أجل تطوير علاجات ولقاحات للأمراض، وتتعاون في الوقت الحالي مع باحثين وشركات أدوية وحكومات لإنتاج مليارات الجرعات من اللقاحات الواعدة والعمل على تمريرها من جانب الجهات التنظيمية المعنية.

ساهمت المؤسسة بالفعل في دعم منشأة صناعية تنتج العديد من الأدوية الفاعلة بشكل كبير ضد مختلف الأمراض، ويتواصل “جيتس” بنفسه بشكل يومي مع مسؤولي شركات كبرى وناشئة في صناعة الأدوية لتطوير اللقاحات المرغوبة.

تحدث “جيتش” أيضاً عن أنه أجرى مناقشات مع زعماء دول العالم ومن بينهم رئيس الولايات المتحدة لإبطاء انتشار فيروس “كورونا” ووضع مسار لإعادة تشغيل الجهات التعليمية كالمدارس والجامعات.

لم يسلم من الانتقادات

رغم محاولاته المضنية وجهوده المبذولة في أنشطة مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة، فإن “جيتس” لم يسلم من الانتقادات من خبراء في القطاع الصحي وبعض المؤسسات الطبية العالمية.

يرى البعض منهم أن وجود “جيتس” على رأس مؤسسته الخيرية يجعله الشخص الوحيد الذي يحدد أيا من الأمراض التي يجب اتخاذها أولوية لتطوير العلاجات ومكافحتها.

مع ذلك، رد “جيتس” على هذه الانتقادات قائلاً إنه يشارك الآراء والمقترحات مع مختلف المسؤولين والمختصين، وليس هو من يتخذ القرار في نهاية المطاف.

وصف “جيتس” فيروس “كورونا” بأنه أسوأ أزمة مأساوية رآها في حياته، مشيرا إلى أن المرض واسع الانتشار ولا توجد طريقة لتحصين الأطفال أو المواطنين في الدول الفقيرة ضد الإصابة.

حتى الآن، تعهد “جيتس” بالتبرع بنحو 305 ملايين دولار من أجل دعم جهود وأبحاث تطوير لقاح ودواء لفيروس “كورونا” بالإضافة إلى تقديم الدعم بالإمدادات الطبية والوقائية  اللازمة لبعض الدول الفقيرة.

بعد ظهور “كورونا” وتفشيه حول العالم، بدأ الكثيرون يتذكرون ما قاله “جيتس” في مارس عام 2015، فقد حذر وقتها من أن القاتل القادم للعالم لن يكون حرباً أو صاروخاً نووياً بل سيكون مرضاً فتاكاً ووباءً مهلكاً.

دعا “جيتس” أيضاً العالم لضرورة الاستعداد لهذا القاتل – الذي جاء بالفعل – عن طريق تطوير أنظمة مواجهته ومكافحته وتحديث الأنظمة الصحية وطرق الفحص والكشف السريع وتجهيز مخزونات من الأدوية والتقنيات لإنتاج لقاحات في غضون أشهر لا سنوات.

المزيد من الجهد

تعهدت مؤسسة “بيل ومليندا جيتس” برصد أكثر من 100 مليون دولار ضمن تحالف من المتبرعين والحكومات يهدف لتمويل أبحاث تطوير لقاحات جديدة للأمراض المعدية الناشئة.

استغل “جيتس” قدرته على التواصل مع عدد من قادة العالم من أجل الترويج لمقترحاته في طرق مكافحة الأمراض المعدية وتطوير اللقاحات وتحديث الأنظمة الصحية.

أعرب عن إحباطه لعدم الاستماع إليه وعدم تأييد أفكاره بشأن إبطاء انتشار الفيروسات خاصة في عدد من الدول حول العالم، وهو ما اضطره للعودة للتركيز على مبادرات في الولايات المتحدة.

في منتصف يناير عندما كان “كورونا” يفتك بالكثيرين في “ووهان” الصينية، جمع “جيتس” عددا من العلماء وطرح عليهم تساؤلات بشأن الأدوية المتاحة والواعدة التي يمكنها القضاء على “كورونا” والفترة التي يمكن خلالها تطوير لقاحات وكيفية الإسراع من التجارب.

طلب “جيتس” من شركات الأدوية الإسراع في تجاربها المعملية وتعهد بتمويل أبحاث لتطوير لقاح مضاد لـ”كورونا” في أسرع وقت ممكن عندما رآه يتفشى سريعاً.

 

أعرب “جيتس” أيضاً عن دعمه لمنظمة الصحة العالمية وجهودها في مكافحة الأمراض المعدية وانتقد هجوم إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عليها، مشيراً إلى أنها تلعب دوراً رئيسياً.

صرح “جيتس” مؤخراً قائلا: “إن أملي ينعقد حالياً على قادة العالم لتولي مسؤولياتهم وحماية المواطنين واتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات لإنقاذ الكثيرين”.

 

 

 

المصدر: وول ستريت جورنال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button