لوائح الثوار تُعلن انتصارها في الانتخابات، وابو صالح يروي ل “الثائر”

النشرة الدولية –

الثائر

“الرفيق “الثائر” ابو صالح

في جولة على الأحياء والقرى اللبنانية، التقينا بصاحب دكان، كان يجلس على كرسي أمام حانته الصغيرة، يستظل فيء صنوبرة لتقيه أشعة الشمس الحارقة . وهو يراقب بعين ثاقبة طوال النهار، ولا يَخفى على “ابو صالح” شيئاً، من اسرار أهل القرية، ولا مما يُعرض على شاشات التلفاز. فقررنا أن نسأله عن رأيه في الثورة والانتخابات، لمعرفة النتائج ومن سيربح؟

قال ابو صالح: من أقصى الشمال إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، توحدت لوائح الثورة في لبنان، حول شعارات التغيير والإصلاح و “كلن يعني كلن” ، واتّفقت على التنوّع، فتنوّعت ألوان لوائحها في كافة الدوائر، وحصدت رقماً قياسياً فاق المئة لائحة، فأعلنت انتصارها وتفوّقها على كافة أحزاب لبنان، أكان بعدد اللوائح أم بعدد المرشّحين.

وأضاف وعيناه تجوبان المكان شرقاً وغرباً، حتى لا يفلت منه خبر طائر، بينما هو يحدّثنا، وتابع يقول: أمّا وزراء إعلام الثورة ومُنشدوها، فلقد صدحت حناجرهم بأهازيج الوطنية، وملأوا الشاشات صراخاً، أرهب المنظومة الحاكمة في لبنان، فجمع الزعماء أغراضهم على عجل، وسافروا إلى الخارج، قبل ان يقبض الثوار الأحرار على زمام الحكم، ويزجون بصوَر هؤلاء الزعماء في السجون، ويُعلّقون مشانق الدمى في ساحة الشهداء.

قدّم الثوار نموذجاً رائداًفي الحضارة وبناء الوطن. فأشعلوا الطرقات لتدفئة المواطنين، وأقاموا حفلات الزجل حول فساد الحكام، ومنحوا جائزة لأفضل الشتامين، وكانوا كرماء جداً، فأغدقوا الوعود على اللبنانيين، بتخليصهم بقدرة قادر وسحر ساحر، بين ليلة وضحاها من الأزمة الخانقة، التي يتخبط بها لبنان.

 

وقال أبو صالح: طبعاً الثوار سينتصرون!

وغداً سيستلمون مناصبهم النيابية، وسيعيّنون رئيسا جديدا للمجلس النيابي، قد يكون من الطائفة الإنجيلية او السريانية، لا فرق، وقد يكون بلا هوية حتى. وسينصّبون من بينهم رئيس حكومة، ورئيس جمهورية، وحكومة جديدة ولو من مكتومي القيد. ف قادة الثوار قالوا: أن الثورة تعني التغيير، ولا يهم كيف وإلى ماذا نغيير، فالمهم هو التغيير، حتى ولو كان إلى الأسوأ.

أنظروا فمنذ الآن يُغدق بعض مرشّحي الثورة المال على المواطنين، ويوزعون الهدايا والمساعدات!!!!

لكن مهلاً قلنا لأبي صالح: البنوك في لبنان تحتجز الودائع، ولا تعطي سوى القليل من الدولارات للمودعين !!! فهل يمكن ان تُخبرنا كيف ومن أين يأتون بالمال؟ اذا كانوا فعلاً لم يُهرّبوا أموالهم إلى الخارج طبعاً، والشعب يثق بعفافهم، فقط نسأل عن ذلك لأخذ العلم.

فيجيب ابو صالح: لا لا لا إن مالهم كله بعرق الجبين، فقط شنطة واحدة لا غير أهداها سفير (…) لمرشحنا وكان المختار شاهداً على ذلك .

غداً سيُعلن الثوار فوزهم!

ضحك رفيقي ضحكة عالية، فرمقه ابو صالح بنظرة معاتبة، ثم استدرك يقول: لا مشكلة حتى ولو بعضهم على بعض، وفي المشهد العام سيشهد نهار الأحد عرس الأَعلام والريات الخفاقة من كل الألوان، ثم يختنق صوته وهو يقول : وسيختنق بها علم لبنان. إن المعركة حامية وسنرى تحديات وصراخاً وشتائم وتضارب بالأيدي والأرجل والعصي، بين الأخوة والجيران وأهل الحي، وكل القرية وقرى لبنان. وسينتهي النهار ويحتفل كلٌ على طريقته حتى الصباح، وربما نهار الأثنين أيضاً. وستزدحم الطرقات بالسيارات، فلا مشكلة بنزين لهذا اليوم، فكل شيء مدفوع سلفاً ومن حساب المرشّحين، وحلقات الدبكة ستزين الساحات والبيوت، وسيتطاير الرصاص يميننا وشمالاً، ابتهاجاً بنصر لبنان العظيم.

أما يوم الثلاثاء، فسيكون مخصصاً لدفن شهداء الانتخابات النيابية، وتقديم التعازي، أما النواب الفائزون فسيعتذرون عن الحضور بداعي السفر .

وختم أبو صالح : بعد الانتخابات سيتفرّق العشاق، وسيتفرّغ النواب لتعويض ما دفعوه من أموال خلال حملاتهم الانتخابية. فهل تصدقون أنهم جاؤوا من أجل مصلحة الشعب؟ وإذا كان راتبهم لأربع سنوات أقل من ربع ما أنفقوه اليوم، فكيف سيعوّضون خسارتهم!!! ؟؟؟

مساكين النواب في لبنان، دكاني تنتج أكثر من دكانهم. لكنهم لا يعدمون وسيلة فالدولة وبنكها المركزي بين أيديهم، وصفقاتهم رابحة جداً، فإذا كنت أنا أتاجر بالخضار، وأرباحي قليلة، فهم يتاجرون بكل الشعب وخيراته، وأرباحهم وافرة جداً جداً، وأجيابهم مليئة بالنقود.

بعد الانتخابات شدوا الأحزمة أيها المواطنون الكرام، وانتظروا الضرائب والغلاء وجنون الاسعار والدولار.

زر الذهاب إلى الأعلى