الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي في زمن الكورونا* د. فايز أبو حميدان
النشرة الدولية –
إن 90-95 من كبار السن وأكثر من 60% من الأطفال يشعرون بأنهم يعرفون ما هو مرض الكوفيد 19 والاحتياطات التي يجب اتخاذها وهنا نهيب بدور الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي بين الناس.
الصحافة والإعلام والانترنت إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي تحتوي في صفحاتها على أحدث الاخبار والنتائج التي تخص مرض الكوفيد 19 كما انها تعتبر من أفضل طرق التوعية الصحية فإمكانية التوعية المقروءة والمسموعة والمرئية ولغة الإشارة منشرة بصورة منقطعة النظير ومتطورة وسهلة الفهم يضاف الى ذلك بعض البرامج الخاصة بالأطفال.
ان فترة الحجر المنزلي زادت فضول الناس في معرفة المستجدات لأخذ الاحتياطات اللازمة ولتوفر وقت كافي لتصفح ومشاهدة اخر الاخبار بل ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منصة للمحادثة وتناقل الاخبار السيئة والمفرحة كما انها أصبحت منصة للترفيه عبر نشر النكات والفيديوهات القصيرة المضحكة ويجب ان لا ننسى دور المراسلين الاعلاميين والذين كانوا طول الوقت في قلب الحدث وعلى الخطوط الامامية في معركتنا مع كورونا.
فالإعلام والصحافة والمواقع الإخبارية والراديو والتلفزيون ساهمت بشكل فعال في معرفة المخاطر والتحذير منها والتفاعل مع الإجراءات الحكومية والتعليمات فالصحفيون هم أكثر الوجوه ظهوراً الى جانب رجال السياسة والحكومة لإعلام الرأي العام بالمستجدات والتفاعلات. الصحفي اثبت امام الجميع أهمية وظيفته ومنفعتها وربما كان محفزاً للشباب للانخراط بها وخاصة اننا نعيش في زمن يلعب به تداول المعلومات والاطلاع على الاحداث دوراً هاماً في الحياة.
ومن الأمور الإيجابية أيضا هو ازدياد ثقة الناس بالإعلام لقد أجريت دراسة في النمسا تبين خلالها ثقة 70% من الناس بالأخبار الصحفية مقابل 50% قبل سنة. كما ان هذه الدراسة أثبتت ان حوالي 60% يعتمدون في اخذ المعلومات على الصحافة الرقمية وهنا يلاحظ ازدياد حوالي 20%عن العام الماضي ويطالب 43% منهم دعم حكومي لتطوير العمل الصحفي حتى لو أدى ذلك لزيادة الضرائب عليهم.
ان إقحام الصحافة ايضاً في المجالات العلمية وطرق البحث العلمي في التعرف على الفيروس والمرض وطرق العلاج واللهاث خلف اللقاح كان له أثر إيجابي وجيد في نقل الحقيقة الى المواطن بل شوهد اهتمام رجال الإعلام بأدق التفاصيل العلمية ومتابعة الأبحاث العلمية والنقاشات بين رجال العلوم الطبية من أخصائيو علوم الفيروسات او أطباء او ممرضين ورجال الاقتصاد، لقد قام الصحفيون بنشر الأرقام والجداول والرسوم البيانية ومقارنتها بشكل دقيق وتفصيلي ودوري وسهل الفهم وكان هناك دور في الإفصاح عن المعاناة التي عاشها أبناء وبنات الكوادر الطبية وكانت هناك ايضاً تقارير إنسانية عن معاناة المرضى وذويهم ومتابعة لعمل الجهات الأمنية والطبية وبذل رجال الصحافة جهود كبيرة ودون عناء في متابعة المؤتمرات الصحفية وتزويد وسائل الاعلام باخر المستجدات ولوحظ مراعاة واضحة لكل القيم الإنسانية والأخلاقية فالصحفي يقوم بالواجب الأخلاقي في أداء مهمته وعدم الانحياز والمسؤولية ونظرته النقدية للأمور والتي تعتبر محور عمله وهذا كان صعباً وخاصة ان امر الدفاع الذي صدر في 17/03/2020 بإرادة ملكية يسمح للحكومة والمتمثلة برئيس الوزراء تسمح له باتخاذ ما يراه مناسباً لحماية الامن القومي والسلامة العامة دون الالتزام بأحكام القوانين القضائية المعمول بها ولكن لحسن الحظ لم نشاهد في بلدنا اية حالة شاذة في المجال الصحفي ولا تطاول حكومي على مهنة الصحافة واتسمت العلاقة بالجدية والمسؤولية والتي تهدف الى حماية المواطن والوطن.
لقد كان للصحافة دور كبير ليس فقط في نشر أرقام الإصابات وحالات الوفاة في العالم بل انها ساهمت في نشر معلومات عن طرق وأوقات وأماكن تزويد الناس بالحاجيات.
ان الوضع الخاص في فترة الكورونا لم يدع هناك متسع من الوقت للبحث والتحليل الدقيق لتسارع الاحداث ومع ذلك بذل العاملين في مجالات الإعلام كل جهودهم في إيصال الحقيقة بكل صدق للمواطن وكانت الأخطاء محدودة وقليلة فمهنة الصحافة أصبحت اهم المهن الى جانب الكوادر الطبية والكوادر الأمنية فجائحة كورونا اثبتت لنا أهمية الاعلام الصادق.
ان جائحة الكوفيد 19 قد أظهرت بوضوح للعالم أهمية الصحافة الصادقة والنشطة ودقة المعلومة والمرجعية وسعي المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة ولكننا يجب ان نتطرق لأمر هام وهو ان جميع فروع العمل الإعلامي يواجه صعوبات اقتصادية ومالية كباقي القطاعات وعلى دول العالم الان دعم هذا القطاع للأهمية التي شاهدناها أثناء أزمة الكوفيد 19 وعدم تركه يكسب قوته من الدعاية والإعلان فواجب الدولة الان تقوية مناعة هذا القطاع.
كما ان الصحافة الورقية تعتبر من طرق نشر الوعي الصحي ونقل الأخبار الضرورية وقد تأثرت بشكل مباشر وأكثر من أساليب الصحافة الأخرى وهنا يجب التركيز عليها وإعادة إحيائها فهي المصاب الأول والأكثر تأثراً من القطاعات الصحفية الأخرى فيجب ان لا نفسح المجال لإدخالها الى غرفة الإنعاش.