فورين بوليسي: هل اقتربت “الضربة القاضية” بين الأردن والاحتلال الاسرائيلي؟

النشرة الدولية –

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن قرار الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة، يمكن أن يكون “الضربة القاضية” للعلاقات الإسرائيلية الأردنية.

وأشارت في تقرير نشرته، الخميس، إلى إعلان وزارة الخارجية الأردنية نهاية الشهر الماضي، عدم السماح للمزارعين الإسرائيليين بالعمل في حقولهم في مقاطعة جنوب الأردن، وهو ما أدى إلى نهاية صاخبة للاتفاق الذي كان يُرى منذ فترة طويلة على أنه رمز لمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين في عام 1994.

ووفقا للمعاهدة، فإن إسرائيل أعادت إلى الأردن قطعتي أرض صغيرتين على الحدود (الباقورة والغمر)، كانتا تحت سيطرة إسرائيل منذ عام 1948، وفي بادرة حسن نية، سمحت الأردن لإسرائيل باستئجار الأرض لمدة 25 عاما.

وفي المنطقة التي تبلغ مساحتها 250 هكتارا، وتشهد تلاقي نهري الأردن واليرموك في الشمال، فإن إسرائيل أقامت جزيرة حديقة السلام، التي يزورها عشرات الآلاف من السائحين سنويا.

وفي مارس/ آذار الماضي، حذر رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز من أن العلاقات بين الدولتين وصلت إلى أدنى مستوياتها، ومن المتوقع أن تسوء الأمور بصورة أكبر.

وفي ظل ائتلاف الوحدة الذي تم تشكيله بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونائبه المعارض بيني غانتس، فإن إسرائيل يمكن أن تمضي قدما في خططها لضم وادي الأردن.

وبحسب المجلة، ستؤدي تلك الخطوة إلى تحطيم أي آمال تتعلق بالسلام مع الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تعتمد عليه العلاقات بين إٍسرائيل والأردن، فيما تفاقم الموقف بشكل أكبر من خلال خطة سلام الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تتضمن دعوة لضم وادي الأردن إلى إسرائيل.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى أن الأردن ينظر إلى العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وطريقة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين على أنها شأن داخلي للأردن، إذ إن هناك أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في الأردن جراء حرب 1948.

وأكدت المجلة أن المسجد الأقصى أيضا يعتبر مصدرا دائما للتوتر في العلاقات بين الأردن وإسرائيل، حيث تتضمن خطة السلام التي أعلنها ترامب الحفاظ على الوضع القائم حاليا، ولكنها أيضا تناقض نفسها، حيث تنص على أن معتنقي جميع الأديان يجب أن تُتاح لهم الفرصة بالصلاة في المكان.

ولاحظت “فورين بوليسي”، أن جائحة كورونا أدت إلى تعاون نادر بين إسرائيل وأوقاف المسجد الأقصى، وهي الهيئة التي تدير المواقع الإسلامية المقدسة في المنطقة بالنيابة عن الأردن، حيث تم إغلاق الحرم الشريف لمنع تفشي الوباء، وكان هذا استثناء نادرا؛ لأن معظم التعاملات الخاصة بالموقع المقدس كانت متوترة للغاية، خاصة منذ عام 2017، عندما قتل مسلحون فلسطينيون جنديين إسرائيليين في الموقع.

ولفتت المجلة إلى غضب متصاعد في صفوف الشعب الأردني ضد إسرائيل، ونقلت عن عمر، وهو صحفي أردني طلب الكشف عن اسمه الأول فقط، قوله: “إسرائيل الآن تحت قيادة متطرفين يمينيين قوميين، ولا تحترم حقوق الفلسطينيين أو أي دولة أخرى، الإسرائيليون يعتبروننا أمرا مفروغا منه، وهم متغطرسون، العلاقة تبدو وكأنها سلسلة طويلة من الوعود المدمرة”.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى الاتفاقات الاقتصادية والأمنية بين الأردن وإسرائيل، والتي يمكن أن تعزز العلاقات بينهما، وتعتبر مهمة للغاية بالنسبة للدولتين، وأن هناك مصلحة مشتركة كي تستمر تلك الاتفاقات، مضيفة أن تدهور الموقف يعني أن استئناف الحوار الاستراتيجي على مستويات رفيعة أصبح مستبعدا في الوقت الحالي.

ونقلت المجلة عن كسينيا سفيتلوفا، العضوة السابقة في الكنيست الإسرائيلي، والخبيرة في الشؤون العربية الإسرائيلية، قولها: “من المتوقع ألا تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة أقل تشددا من سابقتها، وفي ظل دعم ترامب فإنه من المتوقع أن تستمر على نفس السياسات، أو على أقل تقدير نفس اللهجة”.

وأضافت أن بيني غانتس، الذي سيحل محل بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء في إسرائيل بعد 18 شهرا من الآن، أكد مرارا معارضته لضم وادي الأردن، ولكنه لا يملك نفوذا كبيرا، قائلة: “يتضمن اتفاق الحكومة الائتلافية الذي تم توقيعه يوم 21 أبريل، بندا يسمح لنتنياهو بوضع مشروع قرار ضم وادي الأردن أمام الكنيست، وهناك سيحظى بموافقة الغالبية من النواب”.

وختمت المجلة تقريرها بقولها: “الكرة الآن في ملعب إسرائيل”، ونسبت إلى عضوة الكنيست السابقة سفيتلوفا قولها: “إن على أصحاب القرار السياسي في إسرائيل الآن تحديد أيهما أكثر أهمية: السيادة على وادي الأردن والقدس وضم أراضٍ، أم مصالحنا الحيوية في الحفاظ على علاقتنا مع الأردن؟”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى