“نرجسيّات” الفضائيات* صابر بن عامر
النشرة الدولية –
“شيرينيات”.. لا يذهبنّ في ظنكم أنني أتحدّث هنا عن أغاني الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، التي أصبح لها منذ بداية الألفية الثالثة سجلا غنائيا مخصوصا لها، أو أنني أتحدّث مثلا عن شيرين رضا تلك الممثلة المصرية التي راكمت التجارب السينمائية منذ ظهورها الأول في أواسط القرن الماضي وإلى يوم الناس هذا.
أجل، فلا شيرين المطربة، ولا شيرين الممثلة، هما محورا هذه الورقة، بل شيرين أخرى تونسية، اسمها شيرين اللجمي، وهي فنانة/ صبية، لم يتجاوز عمرها الـ25 سنة، أما عمرها الفني فبعدد أصابع اليد الواحدة.
هذه الفنانة التي لها في رصيدها الغنائي، مع احترامي الشديد لاجتهادها الفني، بضع أغان خاصة، تبثّ لها القناة التونسية الخاصة “تونسنا” أسبوعيا وفي ذروة المشاهدة التلفزيونية برنامجا غنائيا شبه منوعاتي، تستضيف فيه الفنانة/ المقدّمة ضيفا أو ضيفة من المجال الغنائي التونسي لتحاوره وتشاركه أحيانا غناء بعض أغانيه (ها) الخاصة، وكفى المنشدين والمُشاهدين شرّ “الجدال”.
هذه الفنانة الصبية، عنونت برنامجها الذي لم يأت به الأوائل بـ”شيرينيات”؟ أجل “شيرينيات”، على وزن “كلثوميات” و”فيروزيات” و”رحابنيات”.. فما رأيكم؟
والحقيقة تُقال إن الفنانة/ المقدّمة ماسكة إلى حد ما بآليات التقديم التلفزيوني، فهي محاورة لبقة وذات إطلالة حسنة، زائد كونها تمتلك وجها جميلا، يليق بهيبة الكاميرا.
لكن، أن يكون أول عنوان تلفزيوني للبنية/ الصبية مُتّسقا باسمها “شيرينيات” فهو اسم مفخّخ لا يقدّم ولا يؤخّر، بل ويؤخّر حتما من مسيرتها التي بالكاد انطلقت سواء في مجال الغناء أو التقديم التلفزيوني.
“شيرينيات”، وأنت في البدايات؟ فماذا تركت يا بُنيّتي لجهابذة الفن التونسي، على غرار لطفي بوشناق وصابر الرباعي وأمينة فاخت وصوفية صادق، لو أراد أحدهم تقديم برنامج منوعاتي مُتّسقا باسمه الرنّان؟
فلكم أن تتخيّلوا عنوان برنامج تلفزيوني غنائي منوعاتي على شاكلة ما قدّمته الفنانة السورية أصالة نصري والمشتّق من اسمها أصالة، ليكون “صولا” وما يُحيله العنوان على مفتاح الصول الموسيقي. وهو عنوان لذيذ وذكيّ يليق بالفنانة قامة وقيمة.
تخيّلوا برنامجا تلفزيونيا من تقديم لطفي بوشناق تحت عنوان “من ألطاف الله” وآخر باسم صابر الرباعي تحت عنوان “رباعيات”، ليس الخيام طبعا، أو ثالثا باسم أمينة فاخت بعنوان “أمنيات وحركات” ورابعا باسم صوفية صادق يكون عنوانه “صوفيات وصيحات”.
وبالمناسبة هذه التسميات المتّسقة بأسماء مُقدّميها ليست جديدة على المشهد الإعلامي المرئي التونسي، ولا أقول السمعي طبعا. ولنا في ذلك أكثر من مثال، على غرار برنامج الأطفال الشهير “عمي رضوان” لرضوان الهذلي، وأيضا علاء الشابي الذي قدّم أكثر من منوعة تلفزيونية حاملة لاسمه، مثل “ساعة صفاء مع علاء” وأخرى اختصارا “مع علاء”.
وهو نفس العنوان تقريبا الذي اعتمدته في صيغة المؤنّث عائشة بن عثمان بوجبل، في أولى خطواتها الإعلامية تحت عنوان “عائشة شو”. وأيضا الفنانة الراحلة منيرة حمدي التي قدّمت برنامجا حواريا غنائيا عنونته رحمها الله بـ”مع منيرة”.
ويبقى العنوان الأكثر إثارة ذاك الذي أتاه الإعلامي والمخرج وصاحب قناة الحوار التونسي سامي الفهري، والذي عنونه بـ”فكرة سامي الفهري” وإن كان ليس هو من يقدّمه، أساسا.
ولا بأس، فطالما أنت صاحب القناة والذبذبات، فلا غرابة البتّة إن شاهدنا في يوم ما برنامجا تلفزيونيا تحت عنوان “نرجسيات”!