عودة للماضي من بيت الثقافة والفنون
بقلم: غازي خطاب

النشرة الدولية –

اشتقت للماضي البعيد والقريب حيث الحنين يسابق الفكر لجلسات برلين والإستماع للشعر والطرب العربي، سرقني العمل وتأسيس متحف آرمات عمان من نفسي ومن الماضي الجميل، بحثت عن مساحات في نفسي لأجد عبق الماضي وأشتم رائحته، ولم أظن أن دعوة صديق عزيز على قلبي ستجعلني أعيش الماضي بأدق تفاصيله، حين وجه لي دعوة لحضور أمسية شعرية طربية.

تأخرت في الحضور لارتباطي بالعمل، وقلت في نفسي كلها دقائق سأمضيها مع صديقي ثم سأغادر إلى منزلي، دخلت بيت الثقافة وتفاجأت بعدد كبير من الحضور أعرف غالبيتهم لا سيما صاحبة البيت الدكتورة هناء البواب، وجدت السعادة في عيونهم لما يتابعون من فعاليات ولوجودي بينهم، لأشعر بجو من الأخوة والأسرية في مكان يجمع عديد الثقافات المتنوعة، جلست لأستمع لشعر في غاية الروعة ولطرب أصيل لم أسمعه منذ زمن ليس بالقريب، شعرت أنني انتمي للمكان الذي كنت شاهداً على افتتاحه وغبت عنه طويلا.

الأجواء العائلية سحرتني وجعلتني أسير المكان، كيف لا وهو قد أعادني لأكثر من ثلث قرن، تحاورت مع عدد من الأحبة الذين يدخلون القلب دون استئذان بسبب تفتحهم الفكري وحوارهم المهذب العقلاني، شعرت ان هذا المكان قد سلب جزء كبير من فكري، وصممت على أن أتواجد فيه وبين مفكريه، ففي هذه الأجواء أجد نفسي فكلهم عاشقون للفن والأدب، وجميعهم يتحدثون بطريقة تلائم شخصيتي، أدركت حينها أن الماضي سيعود.

نظرت لصديقي الذي وجه لي الدعوة وشكرته في سريرتي من كل قلبي الذي أسعده، شكرت الفرصة التي عرفتني على اصدقاء جدد يُجيدون لغة الحوار الهاديء المليء بالمعلومات، أسعدتني جلستهم وتقديرهم واحترامهم وأخذت العهد على نفسي بأن أزور بيت الثقافة والفنون في كل فرصة تلوح لي، حتى أجد الماضي الجميل والمستقبل النقي المفعم بالحياة والفكر وسعة الرؤيا، هي إحتفالية عن فلسطين وألمها وفرحها وعن شهيدة الحق والحقيقة شيرين ابو عاقلة، هي إحتفالية جعلتني أعشق المكان وسحره الفتان .

زر الذهاب إلى الأعلى