العمالة الوافدة.. قنبلة موقوتة* مارسيل جوينات

العمالة الوافدة.. قنبلة موقوتة* مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

يضمٌ الاردن العديد من الجنسيّات المختلفة والمتعدّدة، سواء  اكانوا طلاّباً على مقاعد الدراسة او يد عاملة في مختلف القطاعات.

وتعدّ العمالة الوافدة بالميات والالوف وهي تتوزّع على المصانع والمزارع، ومنها من يعمل داخل البيوت، ومنها من يعمل خارجها  بشكل يوميّ او متقطّع حسب الحاجة.

ويجدر السوال هنا وفي ظل الازمة التي نمرّ بها:

كيف يتمّ توعية تلك المجموعات من هذا الوباء في خضمّ كلّ المشاكل التي تمرّ بها البلاد…؟

وكيف تقوم تلك الجماعات في تحصين ذاتها ضدّ هذه الجايحة الخطيرة…؟

وهل انّ تلك الجماعات على ادراك ووعي بخطورة هذا الفيروس ومدى سهولة انتشاره….؟

وكيف تتمّ اجراءات المراقبة للحرص على صحة وسلامة كلّ من يتعامل بشكل مباشر او غير مباشر مع تلك الجماعات…؟

وتجدر الاشارة الى انّ العمالة الوافدة تنتشر وبشكل كبير في المدن الكبرى، وهي الاكثر عرضة لانتشار هذا الفيروس.

فعمان مثلا تستوعب العدد الاكبر كونها العاصمة، وبالرغم من العمل والجهود المبذولة للحفاظ على المواطنين، تبقى بعض الثغرات التي يجب القاء الضوء عليها.

وهي تستلزم منا الوعي والمتابعة وذلك للوصول الى الحلّ الانسب.

فعلى كلّ اجير او مستخدم ان يكون لديه حسّ المسؤولية بالمعاملة وفرض الوقاية اللاّزمة على العاملين لديه والزامهم التقيّد بالشروط الصحيّة المتبعة.

فعلى سبيل المثال فان الافراد الذين يقومون بالخدمة اليوميّة وتوفير الاحتياجات الخاصة لمستخدميهم ،هل يتمّ اخضاعهم للفحوصات الطبيّة اللاّزمة والضروريّة كونهم الوسيط المباشر بين مكوّنات المجتمع.

هل يتم تزويدهم بكافة مستلزمات الوقاية كون تلك الاحتياجات باتت تكلفتها غالية جدّاً والقدرة الشراييّة معدومة لديهم.

اذا من المسوول …واذا كان لا بد من رعاية تلك الجماعات بحسب الظروف الراهنة فما هو السبيل الى ذلك.

فقبل عدّة ايام وللاسف عدنا الى المربّع الاول، والحمدلله تمّت السيطرة على انتشار هذا الوباء وحصره الى اقصى حدود….

المطلوب اذاً هو المراقبة والمتابعة بقدر ما يتطلّب الوضع ،وبقدر ما لهذه الازمة من خطورة…

لذا على المستخدمين اتخاذ الحيطة والحذر كون تلك الجماعات لا تخضع لكل الاجراءات المتبعة.وعلى المستخدم نفسه ان يكون لديه حس المسوولية تجاه تلك الجماعات وذلك بتامين الحماية المتبادلة بينهما..

كما وان اقصاء تلك الجماعات لا يعدّ الحل الانسب….فكلا الطرفين يحتاج الاخر .لذا وجب ان يكون هناك بعض الممنوعات كضبط تلك الجماعات من الاختلاط مع بعضها البعض ومنعها من التجوّل خارج اطار الحاجة الملحّة لاي سبب كان..

ان هذا الفيروس يضعنا امام مسوولية كبيرة، ربّما يتطلّب منّا الجهد ولكنّه حتما يقودنا الى الضفة الامنة.

لذا على اصحاب الاختصاص العمل على ايجاد اليّة، ورسم خطّة قابلة للتنفيذ لوقف استهتار بعض هذه العمالة، والحدّ من انتشارهم وتجوالهم بين المواطنين، ان كان في الاسواق والطرقات … والزامهم بعدم التجمّع وقت فراغهم  وحثّهم على الالتزام بالارشادات الوقايية.

ان حالة القلق التي نعيشها في ظلّ هذه الجائحة تتطلّب منّا الا نستهين باي سلوك او تصرّف خاطئ لاي انسان….

المواطن يبني  الوطن وهو المكوّن الاساسي في النهضة والبناء والحماية، والعمالة الوافدة هي بالتالي جزء من هذا المجتمع، لذا على الجميع من ايّ موقع كان، ان يتحمّل المسووليّة لعدم دفع الامور نحو الأسوأ …

في الوقاية السلامة، وعلى الله التوكل…

على امل ان يتعافى العالم من وبائه يبقى علينا الدعاء بالشفاء …

شفاء المرضى وشفاء العقول المستهترة لنكون على الطريق السليم في العلاج وتخطّي الازمة الحاصلة ….. والحمد لله دائما وابدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى