هل تتعظ كل القوى السياسية وقوى التغيير وتعمل على تصويب المسار؟

الاعلامية ميساء عبد الخالق

النشرة الدولية –

بعيداً عن نشوة الانتصار لكل القوى السياسية والمجتمع المدني او الحراك الشعبي على حد سواء يتوجب على الجميع أخذ العبر لان المعارك الانتخابية لم تكن بالامر اليسير وكان نجاح البعض ميسراً بفعل المال الانتخابي وبالتالي على كل الأحزاب ان تعيد خلط الأوراق وترتكز في بدايتها الجديدة على النقد الذاتي وتقييم الأداء من أجل تصويب المسار وأن تكون خارطة الطريق العمل لأجل الوطن والمواطن واعلاء شأن الدولة وإلا سيكون مصير كل الاحزاب فقدان المزيد من مناصريهم ولن ينفع اسلوب شد العصب الطائفي عند كل موسم انتخابي . اما بالنسبة للخرق الذي تحقق ودخول قوى التغيير سدة البرلمان والذي قد يشكل بارقة أمل بالنسبة للبنانيين نأمل ان تكون انطلاقتهم بالعمل استنادا الى معايير وطنية لا مناطقية او طائفية لان عضو مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء ولا يجوز أن تربط وكالته بقيد أو شرط من قبل منتخبيه وفقاً للدستور .

 

والسؤال الذي يتبادر الى ذهن كل مواطن هل يتعظ النواب الجدد من تجربة اسلافهم الفاشلة التي اوصلت لبنان الى الانهيار لان سبب الأزمة الاقتصادية وانهيار مؤسسات الدولة وكافة القطاعات الانتاجية بالبلاد يعود الى المحاصصة التي سادت في لبنان طيلة السنوات الماضية بين الفرقاء من أجل مصالحهم الخاصة وذلك وفق أسس مذهبية وطائفية بعيدا عن الصالح العام ومصلحة الشعب اللبناني.

 

هل يدرك نواب الأمة الجدد ان كل ما جرى طيلة السنوات يخالف القواعد الدستورية والقانونية لعمل النائب بالبرلمان الذي كان يعمل فقط لأبناء منطقته في حين يتوجب عليه العمل لمصلحة كل اللبنانيين”

 

على كل الأحزاب والقوى السياسية وقوى التغيير ان تخالف كل الممارسات التي ادت الى الانهيار الحاصل بالبلاد وتكون البداية من نبذ منطق المحاصصة بين رؤساء الأحزاب الطائفية والكتل النيابية والتي ادت الى ذل شعب بأكمله وتدمير ممنهج لمؤسسات الدولة . سنبقى نحلم بوطن أفضل يحقق العدالة الاجتماعية ويحفظ الكرامة الانسانية لكل أبنائه رغم الظروف القاهرة التي تعيشها غالبية الأسر اللبنانية بعد ان بات الفقر يطال 82 بالمائة من سكان لبنان. ونقطة الارتكاز ووصية كل مواطن حر لنواب الأمة “اهتموا بشعبكم وابتعدوا عن صراع المحاور كي لا نقع دائما ضحايا على مذابح المصالح الدولية ونُباع في أسواق النخاسة الدولية بأبخس الأثمان وذلك رغم المكاسب وحفنة الاموال التي يتقاضاها بعض تجار الوطن من الخارج”.

 

…يا لبناننا انهض من براثن الموت ننتظر قيامتك من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى