ترامب يكشف عن تناوله عقار هيدروكسي كلوروكين منذ 10 أيام
وأكد ترامب مجدداً أنه ليس مصاباً بكوفيد-19 ولم تظهر عليه أي أعراض للمرض، لكنه قال للصحفيين في البيت الأبيض عن العقار “أتناوله منذ حوالي أسبوع ونصف، أتناول حبة يومياً”، موضحا أنه في وقت معين سيتوقف عن تناوله.
ورداً على سؤال عن سبب تناوله هذا العقار، قال ترامب “أعتقد أنه جيد. لقد سمعت أموراً جيدة جداً عنه. أنتم تعرفون عبارة: ما الذي ستخسره؟”، مشيراً إلى أنّه يتناول أيضاً الزنك كإجراء وقائي.
وأضاف ترامب أنه يعتقد أن العقار “يعمل بشكل عظيم”، في معرض دفاعه عن الدواء الذي حذرت منه وكالات صحية أميركية وعالمية.
وظهرت تقارير متناقضة عن فعالية وجدوى استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين لعلاج حاملي فيروس كورونا، فبعد أن حظي العقار ببعض الإشادات، عادت منظمات صحية عالمية لتحذر من مخاطر استخدامه والإقبال الشديد عليه.
وقال ترامب إنه طلب من طبيب البيت الأبيض رأيه بشأن تعاطي العقار، مبينا أن الطبيب قال له “نعم يمكنك ذلك إن كنت تحب”.
وشكك ترامب في التقارير التي تتحدث عن مخاطر الدواء، مؤكدا أن “التقارير الزائفة شملت مرضى كانوا في حالة سيئة جدا، كانوا يحتضرون” وأضاف “لو لم يكن جيدا هل كان الأطباء يأخذونه؟ العقار مستعمل منذ أربعين سنة وهو جيد”.
وقال الرئيس الأميركي إنه تلقى رسالة من طبيب أميركي يطالبه فيها بالضغط من أجل السماح باستخدام العقار بعد تحقيقه نتائج إيجابية، مضيفا “أعتقد إنه يجب السماح للناس بتناول العقار لأغراض منع إصابتهم بالمرض”.
بيلوسي تحذر
وتعليقاً على إعلان ترامب، قالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي في حديث مع قناة “سي إن إن”، “لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة”، مضيفةً “إنه رئيسنا ومن الأفضل ألا يتناول شيئاً لم يوافق عليه العلماء، خصوصاً في مثل فئته العمرية، ولنقل بمثل فئة وزنه، المسماة السمنة المرضية”.
من جهته، وصف زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر التصريحات بـ”خطيرة”، موضحاً لقناة “أم أس أن بي سي” أن “ذلك يعطي الناس آمالاً خاطئة… وقد يضعهم بخطر أيضاً”.
وشدد ترامب من جهته على أنّه ليست لديه “أية عوارض” لمرض كوفيد-19، مشيراً إلى أنه يخضع بصورة منتظمة لفحوص مخبرية لتبيان ما إذا كان مصاباً بالفيروس، وقد أتت نتائج جميع هذه الفحوص لغاية اليوم سلبية.
وكانت السلطات الصحيّة الأميركية والكندية حذّرت في نهاية أبريل الماضي من خطورة استخدام هيدروكسي كلوروكين للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ أو علاج المصابين بهذا الفيروس، إذا لم يكن استخدام هذا العقار يتمّ في إطار تجارب سريرية تخضع للمراقبة، وحذرت خصوصاً من “مخاطر التعرض لاضطرابات في ضربات القلب”، بسبب تناوله.
في الأثناء، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أن الولايات المتحدة تخطت عتبة 90 ألف وفاة بوباء كوفيد-19.
يستخدم منذ 40 عاماً
ويظهر ترامب منذ أشهر حماسةً إزاء النتائج المحتملة لهذا العقار في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقال منتصف مارس: “الأمر مثير جداً للحماسة، أعتقد أن من شأن ذلك تغيير اللعبة. أو ربما لا لكن وفق ما رأيت، يمكن لذلك تغيير اللعبة”.
وشرح ترامب أمام الصحافيين مطولاً الاثنين خياره تناول العقار كسبيل وقائي، وقال: “ستفاجؤون بعدد الأشخاص الذين يتناولونه، خصوصاً من هم في الخط الأمامي. قبل أن يصابوا” بالفيروس.
وأفاد أن تناوله هيدروكسي كلوروكين “لن يؤدّي إلى ضرر”، مؤكّداً أن هذا العقار يتم استخدامه منذ 40 عاماً، وأن الكثير من الأطباء يتناولونه.
وأشار إلى أن خياره تناول العقار يأتي بمبادرة شخصية لكنه تلقى الضوء الأخضر من طبيب البيت الأبيض، وأضاف ترامب “قلت له: ماذا تعتقد؟ وأجاب: إذا شئت ذلك. وأجبته: نعم أود ذلك”.
وبدا ترامب مسروراً بالأثر الفجائي الذي خلفه هذا الإعلان، حيث قال للصحافيين: “كنت أنتظر أن أرى عيونكم تلمع عندما أقول هذا… نعم، أتناوله منذ أسبوع ونصف وما زلت هنا!”.
ومساء، أكد طبيب البيت الأبيض شون كونلي أنه بعد نقاشات عديدة مع الرئيس الأميركي، استنتج أن “الفوائد المحتملة لهذا العلاج تفوق المخاطر المتصلة به”.
والكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين عقاران يستخدمان منذ سنوات عديدة لعلاج الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وأظهرت دراسة نشرت قبل حوالي عشرة أيام في مجلة “نيو انغلاند” الطبية أنّ تناول عقار هيدروكسي كلوروكين لم يؤدّ إلى أيّ تحسّن كبير أو تدهور كبير في حالة مرضى بكوفيد-19 يعانون من عوارض خطرة.
ولم تثبت الدراسات التي أجريت مؤخرا، بشكل قاطع، ما إذا كان كلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين يمكن أن يفيدا مرضى كوفيد-19، بل حذر بعضها من أنه قد يسبب ضررا للمصابين بالمرض.
وحذرت وكالة الأدوية الفرنسية الأطباء قبل أكثر من شهرين، من استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين في مكافحة مرض كوفيد-19، في وقت يزداد القلق حيال آثاره الجانبية.
وتسلطت الأضواء على استخدام هذه التوليفة المثيرة للجدل، منذ نشر الأخصائي الفرنسي في علم الأمراض المعدية ديدييه راؤول، دراستين صغيرتين أظهرتا أنها قد تنجح في علاج المصابين بالفيروس الذي لم يظهر له دواء بعد.
ووجدت أبحاث أنه يتسبب بمشاكل في نبضات القلب، وهو أمر قد يفضي إلى وفاة المرضى.
كما أن “المعاهد الوطنية الأميركية للصحة” أكدت أيضا أنه لا توجد بيانات كافية للتوصية باستخدامه في الأشخاص المصابين بالمرض الجديد، وأصدرت FDA تحذيرا من تناول الدواء خارج المستشفى أو القيام بتجارب سريرية بعد تقارير عن “مشاكل خطيرة في نظم القلب” لدى المرضى.
الحرة