“هآرتس” الإسرائيلية ترجح إلغاء الأردن لمعاهدة “وادي عربة” في حال ضمّ الضفة والغور
نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تقديرات لجهاز الأمن الإسرائيلي “شاباك”، ترجّح إقدام الأردن على إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل والمعروفة باسم “معاهدة وادي عربة” والموقّعة عام 1994، وذلك في حال تنفيذ إسرائيل لخطتها الخاصة بضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.
وكان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أكّد في تصريحات لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، يوم الجمعة، أنّ “مسار الضم سيؤدي إلى صدام كبير مع الأردن، وعَمّان تدرس كل الخيارات في حال تمّت عملية الضمّ”.
ووفقاً لصحيفة “هآرتس”، في تقرير للخبير الإسرائيلي، عاموس هرئيل، فإنّ “تصريح ملك الأردن يعكس القلق الكبير في عَمّان إزاء الخطوات التي يدرسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، موضحاً أنّه “سبق هذه التصريحات تصريحات مفصلة وأكثر شدة، نقلت في الأشهر الأخيرة من عَمّان إلى تل أبيب”.
وبيّنت الصحيفة أنّ مخاوف الأردن من تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لخطوة ضم الضفة الغربية أو ضم غور الأردن، “تمّ التعبير عنها عبر رسائل لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي محادثات مع شخصيات بحزب “أزرق – أبيض” شريك بنيامين نتنياهو في الحكومة”، مؤكّدة أنّ “شخصيات مهنية في جهاز الأمن تعتقد أنه في أخطر الظروف من شأن الضغط الداخلي على الملك أن يؤدي إلى إلغاء اتفاقية السلام”.
وأشارت إلى أنّ “مسألة الضم طرحت السنة الماضية في 3 جولات انتخابية متتالية في إسرائيل، ودرس نتنياهو إمكانية الإعلان عن ضم الغور في أيلول 2019 عشية الانتخابات الثانية، وتراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة، بعد مشاورة هاتفية، سمع فيها تحذيرات رئيس الأركان، أفيف كوخافي، ورئيس “الشاباك”، نداف أرغمان، من التداعيات على العلاقات مع الأردن والسلطة الفلسطينية، وإمكانية اندلاع تصعيد عنيف في المناطق”.
وكشفت الصحيفة أنّ “مسألة الضمّ تمت مناقشتها ثانية عند طرح الرئيس الأميركي لخطّة السلام في الشرق الأوسك والمعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن” في شهر كانون الثاني الماضي”، مشيرة إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يستعد لإمكانية “تجميد مشاريع مشتركة مع إسرائيل رداً على خطوات ضم أحادية الجانب”.
وفي السياق ذاته، أكّد الجنرال احتياط، عاموس جلعاد، رئيس مؤتمر “هرتسليا”، للصحيفة الإسرائيلية، أنّ “المس بالعلاقات مع الأردن سيكون ضربة للأمن القومي الإسرائيلي”.
وأضاف: “الأردن يوفر لنا الهدوء على الحدود الشرقية، ويبعد التهديدات عن إسرائيل، والضم سيضر بعلاقتنا معه، وهي خطوة سياسية دون أي فائدة استراتيجية، وقيادة الجيش الإسرائيلي تدرك ذلك”.